الطالبي: الجنوب يؤدي ثمن نظام دولي "مجحف".. والجرائم الالكترونية خطر صامت

عدد رئيس مجلس النواب رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي جملة من المعضلات والتحديات التي توج دول الجنوب بإفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والعالم العربي، وعلى رأسها الإرهاب الذي يتحالف مع نزعات الانفصال، بالإضافة إلى عدم الاستقرار والجرائم الإلكترونية.

جاء ذلك في كلمة لرشيد الطالبي العلمي، خلال فعاليات منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب الذي يحتضنه مجلس المستشارين يومي 28-29 أبريل، تلاها بالنيابة عنه محمد صباري نائب رئيس مجلس النواب.

ونبه الطالبي العلمي إلى أن بلدان الجنوب تواجه 'مخاطر الإرهاب والتطرف العنيف الذي يحالف، في العديد من الحالات، مع نزعات الانفصال ويسعى إلى نشر الفوضى وتفكيك الدول والمس بوحدتها الترابية وسلامة أراضيها'.

وأوضح رئيس مجلس النواب، أن هذه الدول تواجه معضلات وتحديات عديدة معقدةِ الأَشكال، وكلفتُها ثقيلةٌ على التنمية والتقدم، وهو ما يتفاقم بسبب الوضع الدولي الراهن. فهذه الدول 'هي من يدفع اليومَ ثَمَنَ نظام دولي غير عادل، سِمَتُه الانشطار، والتموج والتغير الفجائي في التموقع، وعدم وضوح الرؤية واللايقين'

كما أن هذه الدول، يضيف المتحدث، تعاني أكثر من غيرها من عدم الاستقرار 'حيث تنفجر أعقد النزاعات الداخلية والعابرة للحدود، مع نتائج ذلك المتمثلة في الهجرات والنزوح وتدمير التجهيزات الأساسية وضياع للزمن التنموي والسياسي'.

وتدفع بلدان الجنوب، بحسب المتحدث، ثمن انعكاسات اختلالات مناخية خطيرة ناجمة عن انبعاث غازات ضارة بالكوكب الأرضي، في حين أنها لم تستفد من التصنيع والتقدم التكنولوجي الذي حققته البلدان الصناعية.

'وبعد أن عانت بلداننا من تقسيم دولي للعمل مجحف، فهي تدفع اليوم ثمن عولمة غير عادلة، وتحتاج إلى إعادة النظر في آلياتها وأنساقها، وفي وقت غذت فيه المصالحُ القُطْرية تسمو على المصلحة الكونية، كما تجسد ذلك بوضوح عندما ضربتِ الْعالم جائحة كوفيد 19″، يقول المتحدث.

واعتبر الطالبي العلمي، أن الجرائم الالكترونية 'التحدي الأحدث الخطير والصامت (Soft Challenge) الذي يؤشر إلى مخاطر مُحْدِقة بالاقتصاد والمجتمع والوعي الانساني والثقافة والخدمات، ويواجهها العديد من بلداننا بوسائل لوجستية غير كافية، مما يطرح سؤال الفوارق والفَجَوات الرقمية واحتكار التكنولوجيا الرقمية'.

وأشار أيضا إلى معضلات تشغيل وإدماج الشباب وقدرة اقتصادات دول الجنوب على امتصاص البطالة، 'وفي الوقت الذي نتوفر فيه على إمكانيات هائلة لتصبح بلداننا مصدر الغداء الرئيسي للعالم، تواجه عدد من شعوب الجنوب معضلة الأمن الغذائي، وأحيانا تواجه مخاطر الجوع'.

في المقابل، أشار المتحدث ذاته،  إلى الإمكانيات التي تزخر بها هذه البلدان، من قبيل انتشارها على ثلاث محيطات، والعديد من البحار المفتوحة وأخرى مغلقة، ووجودها على ممرات بحرية استراتيجية.

هذه الإمكانيات، بحسب رشيد الطالبي العلمي، فرصاً لقيام مبادلات وحركة تجارية كثيفة بين بلدان الجنوب ومع باقي البلدان في وقت أصبحت فيه العوامل الأمنية والجيوستراتيجية حاسمة في انسيابية التجارة الدولية. 'ومن شأن إنجاز تجهيزات أساسية على السواحل أن يطلق ديناميات كبرى في اقتصاداتنا'.

كما تحدث رئيس مجلس النواب، عن أهمية الموارد البشرية، الشابة التي تتوفر عليها هذه البلدان، بالإضافة إلى الإمكانيات والموارد الطبيعية من معادن نفيسة، استراتيجية في الصناعات وفي التكنولوجيات الجديدة التي يحتاجها العالم، وأراضي صالحة للزراعة.

ودعا الطالبي العلمي إلى التوجه نحو تحقيق الأمن والسلم والاستقرار باعتباره الرهان الأساس والهدف الأسمى، 'إذ لا تنمية ولا تقدم دون أمن واستقرار. وإزاء ذلك، ينبغي في المقام الأول أن يصبح احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وسلامة أراضيها حرصا مشتركا بين دولنا ومنظماتنا، وعقدا سياسيا وأخلاقيا، وميثاقا حضاريا ننضبط له جميعنا'.

ودعا رئيس مجلس النواب، إلى العمل على الوقاية من الأزمات والنزاعات والحرص على تسويتها واحتوائها على أساس الحكمة والتعقل واستحضار المصالح المشتركة والمصير المشترك لشعوبنا، معتبرا أن النجاح في تحقيق السلم، وتوظيف الإمكانيات، سيمكن دول الجنوب من الإقلاع.