اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
أكدت أمل الفلاح السغروشني، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن 'التحولات الرقمية تعيد تعريف المهن التقليدية وتغير المجتمعات اقتصاديا وتؤثر على أنماط الحياة'، معتبرة أن 'جامعة المعارف' هي جسر يربط بين العالم الأكاديمي والمجتمع والتحول الرقمي الجاري.
وأوضحت الفلاح، في كلمة لها خلال فعاليات إطلاق 'جامعة المعارف الجديدة'، صباح الإثنين بمعهد الدراسات العليا للتدبير (HEM) بالرباط، أن 'العالم نعيش في عصر من التحولات المتسارعة التي تقودها الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي والديناميكيات الاجتماعية والأجيالية التي تشهد إعادة تشكيل مستمرة'، وفق تعبيرها، مشيرة إلى أنه 'في مواجهة هذه الاضطرابات، يصبح الوصول العادل إلى المعرفة وفهم التحديات المعاصرة أمرًا بالغ الأهمية، وهو حق أساسي وواجب وقبل كل شيء رافعة للتنمية المستدامة'، على حد قولها.
وقال المسؤول الحكومية بهذا الخصوص: 'التحول الرقمي يغير مجتمعاتنا واقتصاداتنا وأنماط حياتنا بعمق، ما يستدعي أكثر بكثير من مجرد تكيّف تقني حيث يتطلب الأمر فهمًا جديدًا للعالم، كما أن الرقمنة على وجه الخصوص تقع في قلب هذا التحول وهذا الانتقال، فالثورة الرقمية تغير طريقة عملنا وتعلمنا وإنتاجنا وتواصلنا، كما أنها تعيد تعريف المهن والمهارات وحتى علاقتنا بالعالم، ولكي يكون هذا التحول مصدرًا للتقدم والشمول، من الضروري تدريب وتوعية وإشراك المجتمع بأكمله'.
وذكرت المسؤول الحكومية أن أزيد من 80 في المائة من المهن التقليدية سيعوضها الذكاء الاصطناعي في المستقبل، مشيرة إلى أن أغلب الوظائف ستختفي في البلدان النامية بجنوب العالم، مقابل ظهور مهن جديدة خاصة في البلدان المتقدمة قادرة على مواكبة التحولات الرقمية وعلى الابتكار وتقديم قيمة مضافة مقارنة بما تقدمه الأدوات الرقمية الحديثة.
جامعة المعارف الجديدة
وبخصوص إطلاق 'جامعة المعارف الجديدة'، أبرزت المتحدثة ذاتها أن 'هذا المشروع، الذي يجسد تعاونًا نموذجيًا بين العديد من المؤسسات الوطنية والدولية، يمثل استجابة طموحة وضرورية للتغيرات التي يشهدها عالمنا وبلدنا'.
ودعت السغروشني لإضفاء الطابع الديمقراطي على المعرفة وانفتاح الأجيال وتكامل بين التخصصات مع حشد جماعي حول التحديات الكبرى للمستقبل، ملفتة أن 'جامعة المعارف الجديدة' ليست مجرد استجابة لتسارع التغيرات التكنولوجية، بل تعتبر، وفق تعبيرها، جسرا يربط بين العالم الأكاديمي والمجتمع والتحول الرقمي الجاري'.
ومن خلال هذه المبادرة، تضيف وزيرة الانتقال الرقمي، ‘تصبح الجامعات فاعلة في التحول الرقمي، ليس فقط كمستهلكة للتكنولوجيا، ولكن كقوة نقدية وشاملة وخلاقة'، مضيفة: 'مهمة الجامعات اليوم التثقيف ليس فقط في المهارات الرقمية، ولكن أيضًا في الروح الأخلاقية والتفكير المعقد والمواطنة الرقمية، لأن معرفة كيفية البرمجة هي مهارة ومعرفة لماذا ومن أجل من نبرمج هي مسؤولية'.
وأشارت إلى أنه 'انطلاقاً من هذه الروح، تندرج 'جامعة المعارف الجديدة' كفضاء مفتوح وشامل وملتزم تجمع الباحثين والطلاب والمواطنين والمؤسسات حول هدف مشترك، إعطاء معنى للتحول الرقمي من خلال تثمين المعارف المتداخلة التخصصات والنقدية والمتاحة'.
وشددت على أن 'هذه المبادرة تعزز دور الجامعات كعناصر فاعلة رئيسية في التغيير، ومن خلالها يتم بناء مواطنة رقمية مستنيرة قادرة ليس فقط على إتقان الأدوات، ولكن أيضًا على استجواب الغايات والاستخدامات والتأثيرات على الإنسان والمجتمع'.
ودعت السغروشني أن 'تلهم هذه المبادرة أشكالًا تربوية مبتكرة أخرى في جميع أنحاء البلاد وأن تساهم في بناء مواطنة رقمية مستنيرة قادرة على مواجهة التحديات وعلى اغتنام الفرص الاستثنائية التي يوفرها العصر الرقمي'.
شراكة مع 4 جامعات عمومية
بحضور وزيرة الانتقال الرقمي، أطلقت المدرسة العليا للتدبير 'HEM'، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، مشروع مشترك تحت اسم “جامعة المعارف الجديدة”، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز الولوج إلى المعارف الناشئة في ظل التحولات التكنولوجية والبيئية والاجتماعية المتسارعة على الصعيد العالمي.
وعقدت المدرسة أول ندوة ضمن هذا المشروع بحضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والفكرية، حيث تم تطوير هذا المشروع بشراكة بين 'HEM' والإيسيسكو، وبدعم من المعهد الفرنسي بالمغرب ومؤسسة هاينريش بول، كما يرتكز على تعاون مع أربع جامعات عمومية مغربية هي جامعة محمد الخامس بالرباط، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، جامعة الحسن الأول بسطات، وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة.
وستنظم سلسلة من الندوات المجانية والمفتوحة في الفترة الممتدة من 20 ماي إلى 26 يونيو، حيث يُدعى للمشاركة فيها الطلبة، الأساتذة، المهنيون، المتقاعدون، وكل المواطنين المهتمين بفهم تحولات العصر، وتشمل مواضيع هذه اللقاءات محاور متعددة مثل التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، التحولات الاجتماعية، التغير المناخي، ومستقبل العمل.
ويشارك في هذه الندوات نخبة من المفكرين والخبراء من المغرب والخارج، من بينهم زكريا أبو الذهب، نادية العلوي الهاشمي، فريدريك أنسل، دومينيك بورغ، حامد بوشيخي، سليمى المنجرة، منال العبويبي، والمفكر الفرنسي تيري فابر، وآخرون.
وستقام اللقاءات في عدد من المؤسسات الجامعية، حيث تستضيف جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء الندوات في مكتبة محمد سكات الجامعية، في حين تُنظم لقاءات الرباط بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بجامعة محمد الخامس، أما ندوات القنيطرة فستُعقد بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير التابعة لجامعة ابن طفيل، بينما تستضيف جامعة الحسن الأول بسطات الجلسات بمقر مدرستها الوطنية للتجارة والتسيير.
وسيختتم البرنامج في مقر الإيسيسكو بالرباط، حيث سيتم تسليم شهادات مشاركة للمشاركين الأكثر التزامًا. وتؤكد هذه المبادرة التزام المؤسستين بدورهما في دعم التحول المجتمعي المستدام وتعزيز المسؤولية المجتمعية.