اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١ حزيران ٢٠٢٥
وافق البنتاغون على طلب تقدّم به المغرب لاقتناء 612 صاروخا مضادا للدروع من نوع FGM-148F Javelin، إلى جانب 200 وحدة إطلاق خفيفة، في صفقة تبلغ قيمتها الإجمالية 260 مليون دولار، أي ما يعادل حوالي 2.6 مليار درهم.
وجاءت هذه الموافقة ضمن إشعار رسمي نُشر أمس السبت في 'السجل الفيدرالي' الأمريكي، تحت رقم 2025-09790، في إطار جهود المغرب المستمرة لتعزيز قدراته الدفاعية البرية لمواجهة التحديات الإقليمية.
وتأتي هذه الصفقة بعد إعلان سابق في مارس الماضي من وكالة التعاون الأمني والدفاعي الأمريكية (DSCA)، أفادت فيه بأن وزارة الخارجية وافقت مبدئيا على بيع هذه المنظومة للجيش المغربي، في انتظار مصادقة الكونغرس الأمريكي، وفق ما هو معمول به في صفقات الأسلحة الاستراتيجية مع الدول غير الأعضاء في حلف الناتو.
وأكدت الوكالة أن هذه الصفقة ستُعزز القدرات الدفاعية طويلة المدى للقوات المسلحة الملكية، وستُمكن المغرب من حماية سيادته وسلامة أراضيه، دون أن تُخل بالتوازن العسكري في المنطقة.
وتتضمن الصفقة، إلى جانب الصواريخ ووحدات الإطلاق، مجموعة واسعة من خدمات الدعم اللوجستي والفني، من بينها ذخائر تدريبية، معدات دعم، أدوات قياس، منشورات تقنية، قطع غيار، برامج تدريبية للرامين وضباط الذخيرة، بالإضافة إلى خدمات الفحص والصيانة والتكامل، ودعم مخصص للطيران التكتيكي والذخائر البرية.
ويُعد نظام 'جافلين' من الأنظمة المتطورة المضادة للدروع، ويتميز بتقنية 'أطلق وانسحب' التي تتيح للرامي إطلاق الصاروخ والاحتماء فورا. كما يتمتع بقدرة عالية على استهداف الدبابات من الأعلى، مستفيدا من رأس حربي مزدوج قادر على اختراق الدروع التفاعلية الحديثة.
وتُعتبر هذه الصفقة امتدادا لصفقة سابقة أعلنت في أبريل 2025، تضمنت اقتناء 600 صاروخ أرض-جو من طراز FIM-92K Stinger Block I ومعدات مساندة، بقيمة بلغت 825 مليون دولار، لتعزيز قدرات الدفاع الجوي المغربي ضد التهديدات القصيرة المدى، في ظل بيئة إقليمية تتسم بالتقلب.
وتعكس هذه الخطوات استمرار الشراكة العسكرية المتينة بين المغرب والولايات المتحدة، والتي تُوّجت خلال السنوات الأخيرة بتوقيع عدد من صفقات التسلح الكبرى، من بينها اقتناء 24 مروحية هجومية AH-64E Apache عام 2019 بقيمة 1.5 مليار دولار، وشراء 25 مقاتلة F-16 D Block 72 بقيمة 3.787 مليار دولار، إضافة إلى تحديث 23 مقاتلة F-16 قديمة بكلفة تقارب 985 مليون دولار، ما يجعل المغرب من أبرز زبائن الصناعات العسكرية الأمريكية في القارة الإفريقية.
وتهدف هذه الصفقات إلى تعزيز منظومة الدفاع الوطني بشكل متكامل، من خلال امتلاك قدرات ردع متطورة ضد التهديدات البرية والجوية، وتكريس تعاون عملياتي متقدم مع الشركاء الاستراتيجيين، إلى جانب دعم البنية الصناعية المحلية لاستيعاب التكنولوجيا العسكرية المتقدمة مستقبلا.