اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١ حزيران ٢٠٢٥
أصدرت وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس، مؤلفاً أكاديمياً جماعياً جديداً بعنوان: 'واقع الصحافة والصحافيين في مناطق النزاعات: القدس وفلسطين نموذجاً'، وذلك ضمن منشورات مركز بيت المقدس للبحوث والدراسات.
ويروم هذا العمل العلمي أن يكون مرجعاً نوعياً في رصد وتحليل الإكراهات المهنية والحقوقية التي تواجه الصحافيين في بؤر التوتر، مع تركيز خاص على الحالة الفلسطينية باعتبارها نموذجاً مركباً لتداخل الإعلام مع الاحتلال، والقمع، والملاحقة، والتضليل الإعلامي.
ويتناول الكتاب، بمساهمة نخبة من الأكاديميين والباحثين، قضايا بنيوية ومهنية تعيق العمل الإعلامي في مناطق النزاع، خصوصاً في فلسطين، أبرزها القيود على حرية التعبير، والاعتقالات التعسفية، والتهديدات الجسدية، والممارسات الرقابية التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بما يقوّض جوهر الرسالة الإعلامية، ويجعل من الصحافي هدفاً مباشراً لا مجرد ناقل للخبر.
وفي تقديمه للمؤلف، وصف محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، الوضع في الأراضي الفلسطينية بأنه غامض وملتبس، معتبراً أن العالم يقف متفرجاً أمام نزيف الدم الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ولبنان، دون أن يحرّك ساكناً، ومشيراً إلى أن هذه اللامبالاة تعكس تحكم قوى دولية نافذة في مصير الشعوب المستضعفة.
وأكد الشرقاوي على أهمية امتلاك هذه الشعوب، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، لوسائل إعلامها الوطنية وأدواتها الاستراتيجية لمواجهة حملات التضليل والتحريض الإعلامي التي تُمارسها إسرائيل، والتي تهدف إلى تشويه النضال الفلسطيني والطعن في مشروعيته.
ويحذر المؤلف من الدينامية المتسارعة للعداء تجاه الإعلاميين الفلسطينيين، في ظل اتساع رقعة الأخبار الزائفة وسرعة انتشارها، مما يزيد من حجم المخاطر ويستدعي تدخلاً عاجلاً من المؤسسات والهيئات لحماية الصحافيين، خصوصاً الفئات الهشة والميدانية منهم.
ويخصص المؤلف فصولاً لدراسة الإطار القانوني الدولي لحماية الصحافيين، ودور المجتمع الدولي في مواجهة الانتهاكات الجسيمة بحق الإعلاميين تحت الاحتلال، كما يستعرض التحولات التي فرضتها وسائل التواصل الاجتماعي في تغطية النزاعات، مع التوقف عند نموذج الحرب على غزة كمثال صارخ على هذه النقلة.
ويدعو الكتاب إلى التزام التوازن والموضوعية في التغطية الإعلامية، وتفادي الانزلاق إلى السلوك الإعلامي المتطرف أو إطلاق الأحكام القيمية، مشدداً على استدعاء المرجعيات الأخلاقية والإنسانية التي يمكن أن تحظى بتفهم وتضامن الرأي العام الدولي لصالح الحق الفلسطيني.
ويطمح المؤلف الجماعي إلى أن يكون دعامة معرفية لفهم السياق الفلسطيني من زاوية مهنية دقيقة، تعزز الوعي بدور الإعلام في الدفاع عن الحقوق، وتكشف في الوقت ذاته حجم الأزمة التي يعيشها الإعلاميون الفلسطينيون في تأدية رسالتهم تحت الاحتلال.