اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٤ حزيران ٢٠٢٥
أربكت عوامل ثقافية واقتصادية عملية استيراد اللحوم الحمراء الجاهزة (المبردة أو المجمدة)، فبعد شهور من فتح السلطات الباب أمام استيرادها، ظل إدخالها إلى المغرب ضئيلا جدا، بسبب عدم إقبال المغاربة عليها من جهة وارتفاع أسعارها في بلدان المنشأ من جهة أخرى.
وأفادت مصادر مهنية لجريدة 'العمق' أن أسعار هذه اللحوم الجاهزة في بلدان المنشأ، مثل أستراليا وإسبانيا وغيرها، لم تشجع المستوردين على استيرادها، نظرا لأنها لن تسمح لهم بهامش ربح معقول إذا أرادوا بيعها بأسعار تنافسية.
وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) اتخذ قرارا بتاريخ 15 أكتوبر 2024، يحدد قواعد استيراد اللحوم الحمراء الطازجة (المجمدة أو المبردة) إلى المغرب، كما يحدد البلدان المسموح باستيراد اللحوم منها.
ويمكن استيراد لحوم البقر والضأن والماعز من جميع دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ألبانيا والأرجنتين، أستراليا، كندا، تشيلي، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا العظمى، نيوزيلندا، روسيا، صربيا، سنغافورة، سويسرا، وأوروغواي، كما يمكن استيراد لحوم البقر من البرازيل، باراغواي، وأوكرانيا.
وفي تصريح لجريدة 'العمق' أوضح رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين، محمد جبلي، أن حجم استيراد اللحوم الطازجة ظل ضئيلا جدا نظرا لارتفاع أسعار هذه اللحوم الجاهزة ببلدان المنشأ، إذ يبلغ تقريبا ثمن الكيلوغرام الواحد 85 درهما.
هذا السعر بحسب المتحدث لم يشجع المستوردين على الإقبال على هذا النوع من اللحم، نظرا لكونه سيصل إلى الزبون النهائي بثمن مرتفع إذا تم احتساب التكاليف وأرباح البائع بالجملة والتقسيط، موضحا أن عرضه بثمن مرتفع لن يشجع الزبون على اقتنائه.
وبغض النظر عن عامل السعر، لا يقبل المغاربة عادة على شراء اللحوم الجاهزة، خصوصا المستوردة، بحيث رصدت جريدة 'العمق' تساؤلات كثيرة في تعليقات إعلان لبيع اللحوم المجمدة القادمة من أستراليا على موقع 'فيسبوك'، جلها يستفسر عن كيفية إنهاء حياة المواشي.
وعلى الرغم من أن صاحب الإعلان يؤكد أن المواشي تم ذبحها بطريقة إسلامية، إلا أن جل المعلقين على الإعلان يشككون في ذلك ويرجح بعضهم أن المواشي تم قتلها صعقا بالكهرباء، خصوصا أن اللحوم تم استيرادها من بلد غير مسلم.
في السياق ذاته أكد جبلي أن المهنيين لمسوا عدم إقبال الزبون المغربي على اللحوم الجاهزة، خصوصا المجمدة، قائلا إن 'أغلب المستوردين المغاربة يفضلون استقبال الماشية وذبحها بالمغرب'.