اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
عرفت بلدة توري باتشيكو، الواقعة جنوب إسبانيا، خلال الأيام الأخيرة، توترا واشتباكات وأعمال شغب قادها مناصرون لحزب 'فوكس' اليميني المتطرف، مستهدفين المهاجرين المغاربة، وذلك على خلفية حادث اعتداء تعرض له مسن إسباني من طرف شباب زعم أنهم من أصول مغربية.
الحادث سرعان ما تحول إلى ذريعة لتحريض سياسي وإعلامي على الكراهية والعنصرية، حيث شهدت المدينة مطاردات وتوترات كشفت عن عمق مشاعر الكراهية والتمييز ضد المهاجرين. ويرى مراقبون أن ما وقع يشكل محاولة من اليمين المتطرف لاستغلال الحادثة لربط الهجرة بالعنف والجريمة، وتغذية خطاب الكراهية في سياقات انتخابية مشحونة.
وفي هذا السياق يرى خالد مونة، خبير في قضايا الهجرة، في تصريح لجريدة 'العمق'، أن أحداث توري باتشيكو تكشف عن توتر عميق بين المجتمع المضيف والفئات المهاجرة، وغياب آليات الوقاية من خطاب الكراهية، إلى جانب تصاعد القومية الهوياتية المقلقة.
وأكد مونة أن التطبيع مع كراهية الأجانب، الذي تغذيه مشاعر الخوف والمعلومات المضللة، وبعض الخطابات السياسية يشكل تهديدا مباشرا ليس فقط للمهاجرين، بل أيضا لأسس النظام الديموقراطي في المجتمع الإسباني.
وأشار المتحدث إلى أن هذه الأحداث تذكر بأعمال الشغب التي وقعت في مدينة 'إل إيخيدو' (الأندلس، سنة 2000)، والتي تميزت بأعمال عنف مماثلة ضد المهاجرين إثر جريمة فردية، لكنها اتخذت طابعا اجتماعيا وإعلاميا واسع النطاق.
وأوضح الخبير في قضايا الهجرة، أنه يتم استغلال الهجرة كدرع سياسي لحزب فوكس من عدة نواح. فمن ناحية، من خلال تركيز النقاش العام على الخوف من الأجانب، يحول الحزب الانتباه عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية المعقدة مثل عدم المساواة والفقر والخلل المؤسسي.
ومن ناحية أخرى، يضيف المتحدث، يسمح له هذا الموقف بتعبئة قاعدة انتخابية حول الشعور بانعدام الأمن الهوياتي، مما يخلق ”عدوا“ خارجيا يسهل إلقاء اللوم عليه في الصعوبات التي تواجهها البلاد.
وشدد على أن الكراهية التي تتطور ضد المهاجرين لا تنشأ تلقائيا، بل تغذيها استراتيجية سياسية. إذ يستخدم حزب فوكس الهجرة ليس فقط لتعزيز صورته كمدافع عن الأمة، ولكن أيضا لإضفاء الشرعية على سياسات أكثر قسوة، بل وتمييزية، مضيفا أن هذه الآلية تخلق حلقة مفرغة يغذي فيها الخوف الكراهية، والتي بدورها تبرر التدابير القمعية، مما يعزز الانقسام الاجتماعي.