اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٨ حزيران ٢٠٢٥
في مشهد يعكس حجم الارتباك الذي طال انطلاقة الامتحانات الجهوية، وجد تلاميذ السنة الثالثة إعدادي ببعض مراكز الامتحانات بمدينة دمنات، التابعة لمديرية أزيلال، أنفسهم مجبرين على استكمال اجتياز مادة التربية الإسلامية في ظلام، بعد انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي مساء أمس الثلاثاء، أول أيام الامتحان الجهوي الموحد لنيل شهادة السلك الإعدادي.
وبدأت تفاصيل الواقعة التي أثارت استياء عارما في صفوف الأساتذة والتلاميذ وأوليائهم، بعد انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن المدينة، لتغرق القاعات في الظلام، مما خلق حالة من القلق والارتباك لدى التلاميذ الذين كانوا يخوضون اخر اختبار في اليوم الأول من الامتحان.
وفي غياب أي خطط بديلة، لم يجد الأساتذة المكلفون بالحراسة حلا سوى اتخاذ مبادرة فردية لإنقاذ الموقف. إذ تم اللجوء لجأ إلى استخدام الهواتف المحمولة، حيث قاموا بتشغيل مصابيحها وتوجيهها نحو أوراق الامتحانات، بينما لجأ مركز امتحان لاستعمال الشموع في محاولة لتوفير الحد الأدنى من الإضاءة التي تسمح للتلاميذ الصغار بمواصلة الإجابة.
وخلّفت الحادثة موجة من التوتر الشديد لدى التلاميذ وأسرهم. وعبر عدد منهم عن صعوبة بالغة في التركيز والكتابة في تلك الظروف، حيث كانت الإضاءة الخافتة والمتقطعة المنبعثة من الهواتف غير كافية، وتسببت في إجهاد بصري ونفسي لهم في وقت يتطلب أعلى درجات التركيز.
وقال أحد المتتبعين في تصريح له: 'من غير المقبول أن يجتاز أبناؤنا أول امتحان جهوي في مسيرتهم بهذه الطريقة. نتحدث عن تكافؤ الفرص، فأي تكافؤ هذا بين تلميذ في دمنات يمتحن في الظلام وآخر في مدينة أخرى يتمتع بكل الظروف الملائمة؟ هذا يؤثر على نفسيتهم وعلى أدائهم'.
ورغم أن مبادرة الأساتذة لاقت استحسانا باعتبارها حلا اضطراريا أنقذ سير الامتحان من التوقف التام، إلا أنها في المقابل فضحت خللا كبيرا في التجهيزات اللوجستية لمراكز الامتحانات. وتساءل فاعلون تربويون عن سبب عدم تزويد المراكز بمولدات كهربائية احتياطية لتفادي هذه الطوارئ التي تمس بمصداقية الامتحانات وبمبدأ الإنصاف بين جميع التلاميذ.