اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
وجّه عبد الحميد أبرشان، رئيس مقاطعة طنجة المدينة والبرلماني عن دائرة طنجة أصيلة، رسائل غير مباشرة إلى والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، يونس التازي، خلال كلمته في دورة مجلس مقاطعة طنجة المدينة، التي خصص جانب منها لموضوع البناء العشوائي وما ترتب عنه من توقف في تسليم الشواهد الإدارية، خاصة تلك المتعلقة بتزويد المنازل بالماء والكهرباء.
وكشف أبرشان أن تعليق الشواهد الإدارية الخاصة بتزويد الماء والكهرباء في عدد من المنازل العشوائية يعود في الأصل إلى عدم تدخل السلطات المختصة خلال مراحل بناء هذه المساكن غير المرخصة.
وأوضح أن هذه الشواهد تمر عبر لجنة تضم ممثلين عن شركة “أمانديس”، والسلطة المحلية، والمقاطعة، مشيرًا إلى أن العديد من الإشكالات تطرح في هذا السياق بسبب ظاهرة البناء العشوائي التي وصفها بـ”الكارثة” التي تعيشها مدينة طنجة، والتي يدفع المواطنون ثمنها.
ودعا أبرشان إلى وقف زحف البناء العشوائي، خاصة في ظل المشاريع التنموية الكبرى التي تعرفها المدينة استعدادًا لاحتضان فعاليات كأس العالم وكأس أمم إفريقيا.
وذكّر بأن البناء غير المرخص كان قد شهد تراجعًا خلال فترة تنفيذ مشروع “طنجة الكبرى”، قبل أن يعاود الظهور لاحقًا، مضيفًا: “نحن الآن نؤدي ثمن تلك المرحلة”.
ووجّه أبرشان رسائل مبطنة إلى السلطات، قائلاً إن المنتخبين ليست لديهم الصلاحية القانونية للتدخل من أجل وقف أشغال بناء عشوائي، معتبرًا أن خروقات التعمير وقعت خلال سنوات مضت دون اتخاذ إجراءات حازمة.
وأكد أبرشان أنه يترافع باسم سكان المدينة أمام مختلف المسؤولين، وأنه لن يتردد في قول الحقيقة في مختلف الملفات، قائلاً: “لي بغانا بغانا، لي كرهنا كرهنا”، في إشارة ضمنية إلى الوالي يونس التازي.
وختم أبرشان مداخلته بالتأكيد على أن من غير المقبول أن يبقى المواطنون بدون عدادات ماء وكهرباء لأكثر من ستة أشهر، مشددًا على ضرورة أن تصل الرسالة إلى والي الجهة، خاصة أن هذه المشاكل لم تكن مطروحة خلال فترات سابقة، داعيًا إلى إيجاد حل عاجل لها.
هجوم على 'أمانديس'
وخلال نفس اللقاء، وجّه أبرشان انتقادات حادة لشركة “أمانديس” المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل، بسبب غياب التنسيق والإخبار المسبق بشأن أشغال الصيانة التي تنجزها داخل النفوذ الترابي للمقاطعة، خاصة ما يتعلق بقطع التزويد بالماء والكهرباء في بعض المناطق.
وقال أبرشان إن المنتخبين يُفاجَؤون بانقطاعات في الخدمات دون علمهم، مضيفًا، “عندما تتصل بنا الساكنة للاستفسار، لا نجد أي معلومة نُقدّمها لهم، ونحمل المسؤولية لشركة أمانديس، لأنها هي المعنية بتدبير هذا القطاع، وكان عليها إعلام المقاطعة والمواطنين مسبقًا”.
ودعا أبرشان الشركة إلى احترام القوانين والمساطر المعمول بها في إنجاز الأشغال، والعمل بطريقة منظمة بعيدًا عن العشوائية، مشددًا على ضرورة وضع لافتات توضيحية في أماكن الأشغال بالشوارع العامة، لتوضيح طبيعة التدخل ومدته، وإبلاغ المقاطعة بذلك. وأضاف مستنكرًا، “لم نعد نعرف ما الذي يحدث في مدينتنا”.
كما أبدى أبرشان، استغرابه من طريقة اشتغال “أمانديس”، متسائلًا، “لا نعلم على أي أساس تشتغل الشركة، ولا إن كانت تتلقى تعليماتها من جهة ما دون علمنا، هذا الغموض في التواصل يمس بسمعة المقاطعة كمؤسسة دستورية”.
وختم أبرشان كلمته بالتأكيد على أن ضعف التواصل مع الساكنة يضعف ثقة المواطنين في ممثليهم، قائلاً، “كيف يمكن أن نطلب من المواطنين التصويت علينا في الانتخابات المقبلة، ونحن لا نملك حتى المعلومة لنطمئنهم؟”.