اخبار المغرب
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ١٧ نيسان ٢٠٢٥
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تبدو نساء المغرب كملكات بعباءاتهن الأنيقة، وأغطية الرأس المزخرفة، بصور التقطتها المصورة وصانعة الأفلام المغربية، سارة بن عبدالله، للنساء القويات التي نَشَأت على أيديهنّ في مدينة مراكش بالمغرب التي تتمتع ببُعدِ تاريخي كبير.
وقالت بن عبدالله في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنّ 'مراكش، وخصوصًا المدينة القديمة، مليئة بالقصص غير المحكية، وتنتمي إليها نساء قامت التقاليد، وقوة التحمل، والتغيير بتشكيل حياتهنّ'.
جزء من 'إيقاع المدينة'
كان هدف بن عبدالله إحياء قصص النساء من وجهة نظرهنّ، موضحة رغبتها بالابتعاد عن التصوير النمطي لنساء المغرب الذي غالبًا ما نراه في وسائل الإعلام، والتركيز في المقابل على قوتهنّ، وتفرّدهنّ.
وأوضحت: 'غالبًا ما أفكر في النساء اللواتي نشأتُ بينهن، مثل والدتي، وجدتي، والعديد من النساء اللواتي يشكل وجودهن جزءًا لا يتجزأ من إيقاع المدينة، ونادرًا ما تُسرد قصصهن'.
وأضافت المصورة وصانعة الأفلام المغربية: 'أنا منجذبة بشكلٍ خاص إلى الملابس التقليدية التي أصبحت منسية، أو التي تغيّرت بمرور الوقت'.
كمثال على ذلك، ظهرت إحدى النساء في الصور وهي ترتدي 'اللبسة الفاسية'، وهي عبارة عن فستان زفاف تاريخي من مدينة فاس المغربية.
تحدثت بن عبدالله عن ارتباطها الشخصي بهذا النوع من الفساتين تحديدًا كونها شاهدته أثناء حفلات الزفاف منذ الصغر، وسمعت عن مدى ثقل وزنه وروعته.
وقالت: 'بالنسبة لي، يمثل هذا الفستان الضغوط التي تتحملها النساء في المجتمع. وهو استعراض رائع للحرفية بلا شك، مع كونه عبئًا بسبب ثقله. وهو جميل، ولكنه مكلف'.
ليست للجماليات فحسب
رغم أنّ الملابس من العناصر الجاذبة في أعمال بن عبدالله، إلا أنّ مشاريعها تتمتع ببُعد أعمق من الجماليات.
أوضحت المصورة وصانعة المحتوى المغربية: 'تختلف ردود الفعل تجاه أعمالي. وغالبًا ما يضفي الجمهور الدولي عليها طابعًا رومانسيًا، ويُنظر إليها من خلال عدسة الحنين إلى الماضي أو كشيء غريب. رغم أنّني أُقدِّر إعجابهم، إلا أنّني أهدف إلى تحدي هذه المنظورات عبر الكشف عن عمق وتعقيد الهوية المغربية بشكلٍ يتجاوز الجماليات'.
تستجيب نساء المغرب لهذه الصور بطريقةٍ مختلفة وأكثر تعقيدًا، على حدّ قولها.
وشرحت بن عبدالله قائلة: 'تعكس صوري حالة بعض النساء، ما يشكل رابطًا شخصيًا عميقًا. وتواصَلَتْ معي العديد منهن، وشاركن مدى ارتباطهن بمواضيع صوري، وخاصةً النضال الناجم عن النشأة في المغرب كامرأة، والموازنة بين الرؤية والتحفّظ، واحتضان الأنوثة مع تعلم إخفاء هذا الجانب في الوقت ذاته'.