اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
شهدت أسواق بيع اللحوم الحمراء بالجملة على مستوى جهة الدار البيضاء سطات انخفاضا ملحوظا في الأسعار خلال الأيام الماضية، نتيجة تداعيات القرار الملكي السامي القاضي بإلغاء شعيرة عيد الأضحى المبارك لهذه السنة.
وحسب شهادات قدمها مهنيون وموزعون في القطاع، فإن هذا الانخفاض جاء نتيجة للقرارات التي اتخذتها الدولة المغربية في هذا المجال، علاوة على تراجع الطلب الذي عادة ما يعرف ارتفاعا استثنائيا خلال فترة التحضير للعيد، حيث تعد هذه المناسبة السنوية، وفق تعبيرهم، من أبرز المحركات الرئيسية لسوق اللحوم في المغرب.
وقد عبر عدد من الجزارين وأرباب المجازر بالدار البيضاء عن تفاجئهم بسرعة التأثير الذي خلفه القرار، مؤكدين أن الأسعار شهدت تراجعا يقدر ما بين 40 إلى 50 في المائة خلال أيام قليلة فقط.
ويتوقع مهنيون أن تعرف الأسواق خلال الأسابيع المقبلة وفرة في العرض، مما قد يسهم في استقرار الأسعار على المدى القصير، في وقت يأمل فيه المواطنون أن يستمر هذا الانخفاض للتخفيف من وطأة الغلاء الذي شهده قطاع اللحوم خلال الأشهر الماضية.
وقال هشام الجوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بجهة الدار البيضاء سطات، إن القرار الذي أصدره الملك محمد السادس بشأن إلغاء الاحتفال بعيد الأضحى المبارك هذا العام، كان له وقع كبير على سوق اللحوم الحمراء، خاصة على مستوى جهة الدار البيضاء سطات، التي تُعد من أهم المناطق التي تشهد نشاطا مكثفا في هذا القطاع خلال هذه المناسبة الدينية.
وأشار الجوابري، في تصريح لجريدة 'العمق المغربي'، إلى أن هذا القرار الاستثنائي أدى إلى تغيرات ملحوظة في حركة العرض والطلب، ما انعكس مباشرة على الأسعار، حيث شهدت المجازر الحضرية تراجعًا كبيرًا في أسعار الأغنام الموجهة للذبح بالجملة.
وتابع المتحدث ذاته أن هذه الأخيرة، التي كانت تُباع بأسعار تتراوح بين 120 و130 درهمًا للكيلوغرام الواحد بالجملة، تراجعت حاليًا لتتراوح بين 60 و70 درهمًا، وهو انخفاض وصفه بـ'الملموس'، معتبرًا أن السبب الأساسي يعود إلى وفرة العرض مقارنة بالطلب بعد قرار إلغاء العيد، ما جعل التجار يعيدون تقييم الأسعار تماشيا مع الوضع الجديد.
وأوضح أن المجازر كانت تعتمد بشكل كبير على الأغنام المستوردة، التي كانت تمثل حوالي 95 في المائة من الذبائح قبل صدور القرار، غير أن الأمور تغيّرت بعد ذلك، إذ بدأت المجازر في استقبال نسبة أكبر من الأغنام المحلية، ما أسهم في تحقيق نوع من التوازن بين الذبح المحلي والمستورد.
وأشار إلى أن نسبة الذبح المحلي ارتفعت لتفوق 50 في المائة، وهو تطور يعكس تحولا في نمط الاستهلاك وسلوك السوق.
وأضاف الجوابري أن العمل داخل المجازر الحضرية بالدار البيضاء سيستمر بنفس الوتيرة التي كان عليها قبل العيد، دون أي اضطرابات أو تغييرات كبيرة في وتيرة الإنتاج أو التوزيع.
وشدد الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بجهة الدار البيضاء سطات أيضًا على أن حاجيات المواطنين من اللحوم الحمراء ستظل مضمونة، داعيا إياهم إلى تجنب التهافت على شراء كميات كبيرة من اللحوم أو تخزينها، لأن الوضع تحت السيطرة، والإمدادات متوفرة بشكل كافٍ لتلبية الطلب.