اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
لا تزال ساكنة مدينة الدار البيضاء تنتظر بفارغ الصبر افتتاح حديقة الحيوانات بعين السبع، التي طال انتظار إعادة تأهيلها وفتحها من جديد أمام الزوار بعد سنوات من الإغلاق، إلا أن عراقيل متعددة لا تزال تؤخر هذا الموعد، حسب ما كشفت عنه زيارة ميدانية قامت بها لجنة التتبع التابعة للمجلس الجماعي للعاصمة الاقتصادية.
وحسب المعطيات المتوفرة لدى جريدة 'العمق المغربي'، فقد قامت لجنة رفيعة المستوى، تقودها رئيسة المجلس الجماعي لمدينة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، رفقة عدد من نوابها ومسؤولين محليين، من بينهم عامل عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، بزيارة تفقدية لموقع الحديقة أمس الإثنين، للوقوف على مدى تقدم الأشغال واستعداد الفضاء لاحتضان الزوار من جديد.
وكشفت المعاينة الميدانية عن سلسلة من الاختلالات والتأخيرات التي اعتبرتها اللجنة غير مبررة، ما دفعها إلى التعبير عن استيائها الشديد من شركة “الدار البيضاء للتهيئة”، المفوض لها تدبير الأشغال داخل هذا المشروع البيئي والترفيهي الهام، حيث وقفت اللجنة على تأخر واضح في إنهاء عدد من المرافق الحيوية، ما اعتبرته عائقا حقيقيا أمام افتتاح الحديقة في الوقت القريب.
وشملت ملاحظات اللجنة النقص الكبير في المرافق الأساسية المخصصة للزوار، مثل المساحات المخصصة للعائلات والأطفال، وقلة كراسي الجلوس التي تعتبر ضرورية لراحة المرتادين، كما لاحظت اللجنة غياب فضاء مخصص للصلاة، على الرغم من التنصيص عليه في دفتر التحملات، ما أثار علامات استفهام حول مدى التزام الشركة المنفذة بمعايير المشروع الأصلية.
من جهة أخرى، أبدت الجهة المكلفة بتدبير الحديقة ملاحظاتها الخاصة، مركزة بشكل خاص على الجوانب المتعلقة بسلامة الحيوانات وملاءمة الفضاءات التي سيتم إيواؤها بها.
وعبرت عمدة الدار البيضاء عن قلقها من بعض النواقص التي قد تشكل خطرا على صحة الحيوانات، خاصة في ما يتعلق بتصميم بعض الأقفاص والبيئات المخصصة لها، والتي لا تستجيب للمعايير الدولية المعتمدة في حدائق الحيوانات.
وفي نفس السياق، سجلت اللجنة تقصيرا واضحا في ما يخص تأمين الحديقة، حيث اعتبرت أن الأجهزة الأمنية غير كافية لحماية الزوار والحيوانات، كما أن المباني المخصصة لإيواء الكائنات تعاني من نقص في الحراسة، ما قد يعرضها لمخاطر متعددة سواء من حيث السرقة أو الإهمال.
كما وقفت اللجنة على معضلة أخرى تتعلق بالبنية التحتية، حيث تبين أن الحديقة تعتمد فقط على بئر واحدة لتأمين حاجياتها من المياه، في حين أن بئرين إضافيين لم يتم تشغيلهما بعد.
هذا الوضع دفع اللجنة إلى التحذير من إمكانية حدوث عجز مائي كبير، خاصة مع قدوم فصل الصيف، مما يستدعي البحث عن حلول بديلة لتأمين موارد مائية كافية لضمان استمرارية تشغيل المرافق الحيوية للحديقة، خصوصاً تلك المخصصة للحيوانات.
وعبرت رئيسة المجلس الجماعي نبيلة الرميلي، إلى جانب باقي المسؤولين الحاضرين، عن تذمرهم من وتيرة الأشغال، مؤكدين أنه تم منح الشركة المفوضة مهلة نهائية تمتد إلى شهر شتنبر المقبل، من أجل استكمال كافة المرافق ومعالجة الاختلالات المسجلة، إذ لم تستبعد اللجنة اتخاذ خطوات تصعيدية، من بينها فسخ الاتفاقية مع الشركة في حال استمرار التأخير أو التقصير في تنفيذ الأشغال بالمستوى المطلوب.
رغم كل هذه العوائق، أشارت مصادر إلى أن الحديقة وصلت إلى نسبة 80 في المائة من الحيوانات المقرر استقبالها حسب دفتر التحملات، في انتظار استقدام أنواع إضافية ومتنوعة ستشكل جزءا مهما من العرض الحيواني للحديقة.
ومع ذلك، شددت المصادر ذاتها على أن هناك حاجة إلى تخصيص فترة زمنية تمتد لشهرين للحجر الصحي قبل السماح بفتح المرفق في وجه العموم، حفاظاً على صحة الحيوانات وسلامة الزوار.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع إعادة تهيئة حديقة عين السبع يعد من المشاريع الكبرى التي يعول عليها لتحسين جودة الحياة بالدار البيضاء، وتوفير فضاء طبيعي وترفيهي للأسر، في مدينة تعاني من نقص حاد في المناطق الخضراء والمرافق البيئية.