اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٥ حزيران ٢٠٢٥
وجّه الناشط البيئي محمد التفراوتي رسالة مفتوحة إلى رئيس مجلس جهة سوس ماسة، طالب فيها بالإسراع في تفعيل الاتفاقية الجهوية الخاصة بحماية واحات طاطا من الحرائق، الموقعة منذ أكتوبر 2022، والتي ما تزال حبيسة الرفوف دون أي تنفيذ فعلي، وذلك تفاعلا مع الحريق المهول الذي اندلع يوم الأحد 2 يونيو الجاري بواحة “امغي أكادير لهنا” بإقليم طاطا، مخلفا خسائر بيئية جسيمة.
وقد أتى الحريق على مساحات واسعة من النخيل والأشجار المثمرة، ما خلف حالة من القلق في صفوف الساكنة المحلية، وسط انتقادات لتأخر تفعيل الإجراءات الوقائية، وغياب تجهيزات فعالة لمواجهة هذا النوع من الكوارث المتكررة التي تهدد المنظومة الواحية بالمنطقة.
وأشار التفراوتي، في رسالته التي توصلت بها جريدة 'العمق'، إلى أن زهاء ثلاث سنوات مرت على توقيع الاتفاقية التي جمعت بين الجهة والعمالة والقطاعات الوزارية ومؤسسات التنمية، مؤكدا أن 'الهدف من الاتفاقية هو وضع حد لهذا النزيف البيئي والاقتصادي والاجتماعي، غير أنها، ورغم ما حملته من طموحات والتزامات، لا تزال دون تفعيل، في وقت تتعرض فيه الواحات لأضرار فادحة لا يمكن تعويضها'، حسب تعبيره.
وأوضح المتحدث أن 'حرائق الواحات لم تعد أحداثا موسمية معزولة، بل تحولت إلى كابوس يتكرر، تتوالى بسببه الخسائر عاما بعد آخر، ولم نعد نحصي عدد الحرائق ولا المساحات المتضررة، وكلما اندلع حريق، عادت الأسئلة نفسها تُطرح بإلحاح: أين تفعيل الاتفاقية؟ أين الإجراءات الوقائية؟ أين الدعم الموعود للساكنة المتضررة؟'، وفق تعبيره.
وأضاف الناشط البيئي، المتخصص في قضايا الواحات والتنمية، أن 'الوضع لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل، لأن استمرار التأخر لا يعني سوى مزيد من الفقدان، ومزيد من تدهور المنظومة الواحية، وما يرتبط بها من استقرار اجتماعي وأمن غذائي'.
وفي ختام رسالته، طالب التفراوتي، نيابة عن أصوات ميدانية مدركة لخطورة الوضع، بضرورة التحرك العاجل من طرف المجلس الجهوي لتفعيل الاتفاقية المذكورة في أقرب الآجال، عبر إطلاق مشاريع للوقاية من الحرائق، ودعم آليات الإنذار المبكر، وتجهيز مراكز الإطفاء، وتحفيز مشاركة المجتمع المحلي في حماية مجاله البيئي.