اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٣١ أيار ٢٠٢٥
كشف حسن عماري، رئيس الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، عن معطيات مقلقة بشأن أوضاع المهاجرين المغاربة المعتقلين في الجزائر، مؤكداً أن الأرقام المتوفرة 'تمثل فقط الجزء الظاهر من المأساة'.
ووفقاً لما صرّح به عماري، خلال مشاركته عبر تقنية التناظر المرئي في ورشة تكوينية حول الهجرة من تنظيم جمعية ثيسغناس بمدينة الناظور، فإن عدد المعتقلين المغاربة بالجزائر تجاوز 682 شخصاً، وهو الرقم الذي تمكنت الجمعية من توثيقه، مرجحاً أن العدد الحقيقي قد يناهز الألف، نظرا لصعوبة الوصول إلى كافة الحالات في ظل غياب التنسيق الرسمي بين البلدين.
ومن بين هؤلاء المعتقلين، 14 مهاجراً مغربياً صدرت في حقهم أحكام بالسجن لمدة 10 سنوات، وهي من أشد العقوبات التي طُبقت في حق مهاجرين مغاربة في السنوات الأخيرة. كما تم الحكم على 39 امرأة مغربية بالسجن سنة كاملة، في ظروف وصفها عماري بأنها 'تفتقر لأبسط شروط المحاكمة العادلة'.
وأشار الفاعل الحقوقي في مجال الهجرة واللجوء، إلى أن بعض المهاجرين تعرضوا للاحتجاز الإداري لمدة تصل إلى 14 شهراً دون إصدار أي حكم قضائي، وهو ما يشكل خرقا صارخا للقانون الدولي الإنساني، وللمواثيق الدولية الخاصة بحقوق المهاجرين.
أما بخصوص عمليات الترحيل، كشف عماري أن إرجاع المهاجرين المغاربة يتم بطرق غير رسمية، المعبر الحدودي 'زوج بغال'، وذلك عن طريق علاقات إنسانية وشخصية بين أفراد من البلدين، في ظل تدهور العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، مما يجعل إجراءات الترحيل بطيئة، متقطعة، وغير منتظمة.
واعتبر عماري، أن الملف إنساني مشترك ويهم آلاف الأسر المختلطة التي تدفع يومياً ثمن هذا الانغلاق. مشددا على أن المدن المتاخمة للحدود ليست مجرد نقاط جغرافية متجاورة، بل نسيج اجتماعي واحد مقسوم قسرا،
كما سلَّط الضوء على وجود عائلات ممتدة بين الضفتين، بل وحتى أشقاء يعيش أحدهم في المغرب والآخر في الجزائر. مشيرا إلى وجود 28 ألف عائلة على الأقل بجهة الشرق، ترتبط ب28 ألف عائلة أخرى بغرب الجزائر، مضيفا أن هذا الانقسام القسري لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، داعيا إلى أن يحمل المستقبل بارقة أمل تُعيد اللحمة الاجتماعية والإنسانية بين الأسر التي تضررت لسنوات من جمود العلاقات السياسية.
وفي ختام مداخلته، شدد على ضرورة تبسيط وتيرة تحديد هويات المتوفين وتسليم جثامينهم لذويهم، كما دعا إلى تنسيق العمل الحقوقي بين منظمات المجتمع المدني فالبلدين، وتسليط الضوء إعلاميا على أوضاع المهاجرين المغاربة بالجزائر، وعلى معاناتهم.