اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٤
كثيرًا ما يُنظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية على أنها بوتقة تنصهر فيها حضارات وثقافات مختلفة، لكنها تُخفي وراء بريقها قصة مليئة بالعنف والصراعات الداخلية.
في هذا المقال سنغوص في أهمّ الأحداث الدموية التي شهدتها الولايات المتحدة، من حروبٍ أهلية واغتيالاتٍ رئاسية إلى محاولات انقلابٍ فاشلة.
بداية القصة وفق معظم الروايات كانت في عام 1492، عندما وصل البحّار الإيطالي 'كريستوفر كولومبوس' إلى العالم الجديد، فاتحًا المجال للاستعمار الأوروبي للأمريكتين. لم يكن يعلم كولومبوس أنه بدأ سلسلة من الأحداث التي ستشكل مصير قارة بأكملها. بعد سنوات قليلة، وفي عام 1507، اقترح جغرافي ألماني تسمية القارة الجديدة باسم 'أمريكا' تيمناً بالمستكشف 'أمريكو فسبوتشي'، الذي اكتشف خليج المكسيك.
بعد ذلك، توزعت الأراضي الأمريكية بين القوى الأوروبية العظمى؛ سيطرت إسبانيا على الجنوب الغربي، بينما احتلت بريطانيا الساحل الشرقي، وفرنسا بسطت نفوذها على وسط القارة، في حين احتفظت روسيا ببعض الأراضي في ألاسكا. وفي عام 1606، أمر الملك جيمس الأول بتأسيس مستعمرتين بريطانيتين على الساحل الشرقي، مما أدى إلى موجات هجرة لأسباب دينية وسياسية واقتصادية.
تحول الأمر بعد ذلك إلى صراع على المستعمرات بأمريكا الشمالية، فاندلعت حرب السنوات السبع بين بريطانيا وفرنسا في الفترة من 1756 إلى 1763. انتهت الحرب بفوز بريطانيا، وضمها لأراضي فرنسا في القارة، مما وسّع من حدودها الاستعمارية بشكل كبير.
في عام 1765، بدأت بريطانيا بفرض ضرائب باهظة على السلع المُصدّرة للمستعمرات، مما أثار غضب المستوطنين الذين شعروا بالظلم لعدم تمثيلهم في البرلمان البريطاني. وفي نفس الوقت، واجهت بريطانيا مقاومة من قبيلة بونتياك في عام 1763، مما اضطرها إلى التنازل عن بعض الأراضي الأصلية، مما أثار استياء المستوطنين الذين كانوا يرغبون بالتوسّع.
تأججت التوترات مع وقوع مذبحة بوسطن عام 1770، عندما حاولت الحكومة البريطانية قمع احتجاجات المستوطنين، مما أدى إلى سقوط العديد من المدنيين. وفي عام 1773، قام المستوطنون بواحدة من أبرز الاحتجاجات ضد الحكم البريطاني، حيث هاجموا سفينة بريطانية محملة بالشاي وألقوا حمولتها في البحر، في حدث عُرف باسم 'حفلة شاي بوسطن'. كانت هذه الأحداث مجرد مقدمات لحرب الاستقلال الأمريكية التي اندلعت بين عامي 1775 و1783.
خاضت المستعمرات الثلاثة عشر حربًا دامية ضد الحكم البريطاني، وأعلنت استقلالها في عام 1776. بلغ عدد ضحايا هذه الحرب حوالي 25,000 إلى 70,000 شخص في ظل غياب أرقام دقيقة عن السكان الأصليين الذين لقوا حتفهم. انتهت الحرب بانتصار المستعمرات واعتراف بريطانيا باستقلالها في عام 1783، لتولد الولايات المتحدة كدولة مستقلة.
بعد ذلك، بدأت الولايات المتحدة في التوسع غرباً. في عام 1803، اشترت ولاية لويزيانا من فرنسا مقابل 15 مليون دولار، مما ضاعف مساحتها تقريبًا. ثم، في عام 1819، تنازلت إسبانيا عن ولاية فلوريدا للولايات المتحدة الأمريكية، مما أكمل سيطرتها على الساحل الشرقي.
لكن لم يكن هذا التوسع بدون صراعات داخلية. فبين عامي 1861 و1865، اندلعت حرب أهلية دامية بين الشمال والجنوب بسبب خلافات حول العبودية وحقوق الولايات. هذه الحرب، التي أودت بحياة ما بين 620,000 و750,000 شخص، بالإضافة إلى عدد غير معلوم من السكان الأصليين، انتهت بانتصار الشمال وإلغاء العبودية، لكنها تركت الجنوب في حالة دمار اقتصادي واجتماعي كبير.
وفي سياق الصراعات السياسية، شهدت الولايات المتحدة أيضًا سلسلة من الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي استهدفت رؤساءها. فأبراهام لينكولن، الرئيس الذي قاد البلاد خلال الحرب الأهلية، اغتيل في عام 1865 على يد 'جون ويلكس بوث' في مسرح فورد بواشنطن العاصمة، بعد أيام قليلة من نهاية الحرب الأهلية.
فيما تعرض 'جيمس أبرام جارفيلد'، الرئيس العشرين للولايات المتحدة الأمريكية، للاغتيال في عام 1881 على يد 'تشارلز جيتو'، بينما كان في طريقه إلى محطة القطار في واشنطن العاصمة. وفي عام 1901، اغتيل 'ويليام ماكينلي'، الرئيس الخامس والعشرين، على يد 'ليون كولغوش' خلال معرض بان-أمريكان في بافالو، نيويورك.
ويبقى أبرز هذه الاغتيالات ذلك الذي تعرض له جون كينيدي، الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة، في عام 1963، عندما أُطلق عليه النار من قبل 'لي هارفي أوزوالد' في دالاس، تكساس.
ولم تكن هذه الحوادث الوحيدة، فقد نجا العديد من الرؤساء من محاولات اغتيال، مثل أندرو جاكسون في عام 1835، وثيودور روزفلت في عام 1908، وفرانكلين روزفلت في عام 1932، وهاري ترومان في عام 1950، ورونالد ريغان في عام 1981، وجورج دبليو بوش في عام 2000.
وكان آخر محاولة اغتيال هي التي تعرض لها الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب السبت الماضي.