اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
طالبت النائبة البرلمانية نزهة مقداد، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، بضرورة التشديد في مراقبة جودة أشغال إنجاز المنشآت الطرقية بجهة درعة تافيلالت والمواد المستعملة فيها، وذلك في سؤال كتابي موجه لوزير التجهيز والماء، نزار بركة.
وأضحت مقداد، في سؤالها الكتابي الذي تتوفر جريدة جريدة “العمق المغربي” على نسخة منه، أن جهة درعة-تافيلالت عرفت مؤخرا تساقطاتٍ مطرية قوية تسببت في سيول وانجرافات، كان من أبرزها انهيار قنطرة على الطريق الوطنية رقم 10 بين كلميمة والرشيدية.
وأضافت النائبة البرلمانية، أن هذا الحادث أدى إلى شل حركة السير عموما على محور يعد شريانا اقتصاديا واجتماعيا للمنطقة، مخلّفا ارتباكا كبيرا في نقل البضائع والمسافرين، مبرزة في الوقت ذاته أن هذه الواقعة تثير من جديد علامات استفهام كبرى حول جودة الأشغال وصلابة المواد المستعملة، ومدى صرامة المراقبة في إنجاز مثل هذه المشاريع الحيوية.
ولفتت برلمانية حزب “الكتاب”، إلى أن هذا الحادث أعاد إلى أذهان الساكنة شعار شعبيا ظل محفورا في ذاكرتهم، بالنظر إلى دلالاته العميقة المتعلقة بالحكامة الجيدة والجدية والمسؤولية في إنجاز الأشغال العمومية، وهو: “الحديد الرقيقة والقنطرة كذبة”، تعبيرا عن فقدان ثقة المواطن عموما في جودة بعض المنشآت الطرقية.
إلى ذلك، ساءلت مقداد المسؤول الحكومي عن التدابير الاستعجالية التي ستتخذ الوزارة لإصلاح القنطرة المتضررة المذكورة، وعن الإجراءات المزمع إعتمادها لتشديد مراقبة جودة الأشغال والمواد المستعملة في إنجاز المنشآت الطرقية مستقبلا.
وكانت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على إقليم الرشيدية، صباح السبت الماضي، قد تسببت في انهيار جزئي لقنطرة على مستوى الطريق الوطنية رقم 10، الرابطة بين مدينتي الرشيدية وكلميمة، ما أدى إلى توقف كلي لحركة المرور وعزل عدد من المركبات في الاتجاهين.
ووفق شهادات متطابقة استقتها جريدة “العمق” من عين المكان، فإن القنطرة انهارت بشكل مفاجئ مباشرة بعد مرور شاحنة من الحجم الكبير، مما تسبب في حدوث فجوة كبيرة وسط الطريق، حالت دون مواصلة السير وأجبرت السائقين على التوقف في ظروف مناخية صعبة.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن بالرغم من مرور أزيد من ساعتين على الحادث، لم تسجل أي تدخل من قبل السلطات المحلية أو المصالح التقنية لإعادة فتح الطريق أو تأمين مرور المركبات العالقة، وهو ما زاد من معاناة مستعملي الطريق، خاصة منهم المسافرين والمرضى، وسط مخاوف من وقوع حوادث إضافية أو انهيارات أخرى.
واستنكر مستعملو الطريق العالقون تأخر التدخلات وغياب حلول بديلة، معتبرين أن هذا المحور الطرقي الحيوي، الذي يربط الرشيدية بالمناطق الشرقية والجنوبية، يجب أن يحظى بأولوية في الصيانة والمراقبة، لا سيما خلال فترات التساقطات.
ونبّهت المصادر عينها إلى خطورة الهشاشة التي تعتري البنية التحتية الطرقية ببعض مناطق جهة درعة تافيلالت، خصوصا القناطر والمسالك التي تتأثر بسرعة بالتقلبات الجوية، مطالبة في الوقت ذاته بضرورة وضع خطط طوارئ واضحة وسريعة، تتضمن تجهيزات بديلة وتدخلات ميدانية فورية لتأمين تنقل المواطنين.
كما شددت على ضرورة تحمل الجهات المعنية مسؤوليتها في مراقبة حالة القناطر والمسالك، وتوفير إشارات تحذيرية ومسارات بديلة في حالة الطوارئ، تفاديا لتكرار مثل هذه الحوادث التي تعرض سلامة المواطنين للخطر وتقطع أوصال عدد من المناطق.
يشار إلى أن إقليم الرشيدية يعرف بين الحين والآخر تساقطات قوية وسيولا موسمية تتسبب في اضطرابات مرورية وأضرار بالبنية التحتية، وسط مطالب متزايدة بإعادة النظر في معايير البناء والصيانة لتلائم الظروف المناخية المتغيرة التي تشهدها جهة درعة تافيلالت بشكل متكرر.