اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٣ شباط ٢٠٢٥
بمشاركة عشرات الآلاف شُيع اليوم الأحد جثماني الأمينين العامين السابقين لحزب الله، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، اللذين اغتيلا بغارات إسرائيلية مكثفة استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن حشودًا ضخمة من المشيعين بدأت بالتوافد منذ ساعات الصباح الأولى من مختلف المناطق اللبنانية إلى العاصمة بيروت، حيث توجهوا سيرًا على الأقدام نحو مدينة كميل شمعون الرياضية، المكان المخصص لإقامة مراسم التشييع الرسمية.
وشهدت الطرقات الرئيسية، خصوصًا طريق صيدا – بيروت والبقاع – بيروت، ازدحامًا خانقًا نتيجة تدفق الجماهير للمشاركة في التشييع، رغم الأحوال الجوية العاصفة التي تشهدها البلاد. ومن المقرر أن يُنقل جثمانا الراحلين بعد انتهاء المراسم إلى موقع الدفن في قطعة أرض تقع بين الطريقين المؤديين إلى مطار بيروت الدولي.
ويعتبر هذا التشييع الجماهيري الأول من نوعه لحزب الله منذ اندلاع المواجهة المفتوحة مع إسرائيل، والتي انتهت بوقف إطلاق النار في نوفمبر 2024.
ودعا الأمين العام الحالي لحزب الله، نعيم قاسم، أنصاره إلى مشاركة واسعة في التشييع، مشددًا على أن 'هذا الحدث يجب أن يكون رسالة تحدٍ وتأكيد على الثبات في نهج المقاومة'. وأضاف: 'نحن مرفوعو الرأس ولن نتراجع'.
ويأتي هذا التشييع في ظل تصعيد عسكري جديد، حيث شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان، ما يزيد من حالة التوتر القائمة في البلاد.
بالتزامن مع التشييع، كثّف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على مناطق مختلفة في جنوب لبنان، حيث استهدف محيط ست بلدات، وهي الزرارية، زبقين، القليلة، جناتا، دير قانون النهر، ومعروب، فيما أفاد شهود عيان بأن القصف تسبب في أضرار مادية كبيرة، دون ورود تقارير فورية عن وقوع إصابات.
وفي سياق متصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن طائرات مسيرة تحلق في أجواء بيروت، بينما أكدت مصادر لبنانية أن هذه الطائرات تابعة للجيش اللبناني وليست إسرائيلية.
وفي بيان رسمي، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن سلسلة الغارات التي استهدفت مواقع في جنوب لبنان، زاعمًا أنها تضمنت 'منشآت عسكرية تابعة لحزب الله تحتوي على قذائف صاروخية ووسائل قتالية'، مضيفا أن عمليات الاستهداف تمت بناءً على 'تحركات رُصدت تشكل تهديدًا أمنيًا وخرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار'.
كما أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه استهدف منصات صواريخ في مدينة بعلبك، إلى جانب مناطق أخرى جنوب البلاد، ضمن استمراره في العمليات العسكرية التي يقول إنها تهدف إلى 'إضعاف قدرات حزب الله القتالية'.
وتستمر إسرائيل في خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، حيث سجلت التقارير العسكرية اللبنانية أكثر من 1013 خرقًا حتى صباح اليوم الأحد. وكان التصعيد الأخير قد بدأ في أعقاب اغتيال حسن نصر الله في 27 سبتمبر 2024، عبر سلسلة غارات مكثفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، تلاها اغتيال هاشم صفي الدين في 3 أكتوبر من العام نفسه.
يُذكر أن الحرب بين حزب الله وإسرائيل اندلعت في 8 أكتوبر 2023 بعد أن بدأ الحزب قصف مواقع إسرائيلية دعمًا لقطاع غزة، واستمرت المواجهات حتى 23 سبتمبر 2024، عندما توسعت العمليات العسكرية إلى حرب مفتوحة انتهت بوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024.
وخلال هذه المواجهات، قتلت إسرائيل نحو 4104 أشخاص في لبنان، وأصابت 16,890 آخرين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، كما تسببت في نزوح 1.4 مليون شخص عن مناطقهم، ما يعكس حجم الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية الإسرائيلية في البلاد.
و يرى مراقبون أن هذا الحدث قد يعيد إشعال فتيل المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، خاصة في ظل استمرار القصف الإسرائيلي والانتهاكات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.