في ندوة بفاس.. أكاديميون ودبلوماسيون يكشفون خفايا النصر الدبلوماسي للمغرب في الصحراء

نظم مركز الحوار المغربي العربي للدراسات والأبحاث، بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، يوم الأحد 09 نوبنر الجاري ندوة وطنية بعنوان 'من المسيرة الخضراء إلى عيد الوحدة: مسار حافل من البناء وترسيخ الشرعية'، وذلك بفندق بارسيلو بمدينة فاس.

وعرف هذا اللقاء العلمي الذي امتد مناقشاته على مدار يوم كامل، مشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والمثقفين من مختلف التخصصات، تناولوا القضية الوطنية من زوايا متعددة قانونية وسياسية وتاريخية وحقوقية وثقافية.

وتوقفت المداخلات عند الدلالات الرمزية والتاريخية لملحمة المسيرة الخضراء، التي قادها الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، باعتبارها لحظة فارقة في مسار استكمال الوحدة الترابية، مجسدة قيم التضحية والوطنية والتلاحم بين العرش والشعب.

كما تطرقت الندوة إلى التطورات التي شهدها ملف الصحراء المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وما تحقق من إنجازات دبلوماسية كبرى، توجت بصدور قرار مجلس الأمن رقم 2797، الذي اعتُبر محطة مفصلية في مسار القضية الوطنية، لتأكيده على جدية ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل واقعي وعملي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وناقش المشاركون الأبعاد الحقوقية والإنسانية للقضية، خاصة وضعية المحتجزين بمخيمات تندوف، وملف المغاربة الذين تم طردهم من الجزائر سنة 1975، وما خلفه ذلك من معاناة إنسانية واجتماعية، حيث تم خلال الندوة تقديم شهادات حية في هذا الشأن.

كما تطرقت الندوة إلى الامتداد الحضاري للمغرب في عمقه الإفريقي والعربي عبر أدوار الزوايا والطرق الصوفية في ترسيخ روابط البيعة والانتماء التاريخي للدولة المغربية، فضلا عن تفكيك المغالطات التي يروّجها خصوم الوحدة الترابية، مع إبراز جوهر الموقف الجزائري الرسمي الذي يستهدف المس بالوحدة الوطنية للمملكة.

وأكد المشاركون في ختام اللقاء أن المرحلة الراهنة من مسار القضية الوطنية تتطلب مزيدا من التعبئة والترافع الدبلوماسي والإعلامي، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، دفاعا عن الوحدة الترابية للمملكة وتحصيناً للمنجزات المحققة.

وشارك في الندوة عدد من الشخصيات الوطنية، من بينها عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس محمد بوزلافة، والشاعر والبرلماني السابق أحمد مفدي، والدبلوماسي السابق حسن عبد الخالق، والباحث في التصوف حمزة الكتاني، والسياسي عادل بنحمزة، والحقوقية سليمة فراجي، إضافة إلى رئيس مركز الحوار المغربي العربي للدراسات والأبحاث مصطفى المريني وعدد من الباحثين والإعلاميين.