اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
نظم مختبر الفكر الإسلامي والترجمة وحوار الثقافات، يوم الأربعاء 14 ماي 2025، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، محاضرة علمية بعنوان 'معالم التدين الرشيد في السياق الأوروبي الحديث'، احتضنتها قاعة عبد الواحد خيري على الساعة العاشرة صباحا، وسط حضور نوعي ووازن من طلبة الإجازة والماستر والدكتوراه، إلى جانب ثلة من أساتذة شعبة الدراسات الإسلامية، ما يعكس الأهمية البالغة لهذا اللقاء العلمي، وراهنيته في ظل التحولات المعاصرة التي يعرفها العالم.
وافتتح هذا اللقاء بتلاوة قرآنية مباركة بصوت الطالب هشام عطاش، أضفت جوًا روحانيًا على القاعة، ومهدت لكلمات الافتتاح التي استهلها الدكتور مصطفى الصمدي، مدير المختبر، حيث رحب بالحضور وأكد على أهمية المحاضرة وما تحمله من دلالات فكرية وعملية في فهم التدين داخل المجتمعات الأوروبية الحديثة، كما أثنى على جهود كل المساهمين في إنجاح هذا الحدث العلمي، بروحه المفعمة بالحيوية وحسه اللغوي الرفيع.
عقِب ذلك، أخذت الكلمة السيدة العميدة الدكتورة ليلى مزيان، التي عبرت عن سعادتها بحضور هذه المحاضرة، وأشادت بشعبة الدراسات الإسلامية وبطاقمها الأكاديمي، معبرة عن إعجابها الخاص بلغة الدكتور مصطفى الصمدي، التي وصفتها بالفصيحة الراقية، كما رحبت بالضيف المحاضر الدكتور مصطفى الشنضيض، رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة ببروكسيل، معتبرة حضوره إضافة نوعية لهذا اللقاء.
واعترافًا بجهودها الأكاديمية ودعمها المتواصل للأنشطة العلمية، قدّمت شعبة الدراسات الإسلامية شهادة تكريمية للدكتورة مزيان، تعبيرًا عن الامتنان والتقدير.
وتوالت فقرات اللقاء لتبلغ ذروتها مع انطلاق المحاضرة التي ألقاها الدكتور مصطفى الشنضيض، والتي سافر بالحضور من خلالها في آفاق الفكر الإسلامي المعاصر، مستعرضًا معالم التدين الرشيد في بيئة غربية معقدة ومتعددة الأبعاد.
وتحدث الدكتور الشنضيض عن ضرورة التأصيل المنهجي في فهم الدين، محذرًا من تطاول الإنسان على ما لا يعلم، وبيّن أن الإنسان حين يخرج عن النظام الكوني يفقد مكانته الوجودية ويتبخر حسّه الإنساني، كما تطرق إلى التحولات الكبرى التي مست القيم والمصالح وأثّرت في وجدان الإنسان المعاصر.
في ذات السياق، تناول مفهوم المواطنة، مميزًا بين المواطنة المفصّلة والمواطنة الحقة، مبينًا أهمية العيش المشترك وقواعد تدبير الاختلاف في المجتمعات الأوروبية، مستعرضًا نماذج للتفاعل الإيجابي بين المسلمين وغيرهم ضمن إطار يحترم التعدد والاختلاف.
كما أثار إشكالية المصطلح والمنهج الذي يجب أن يتبعه العلماء والمفتون في الغرب، داعيًا إلى تجديد النظر في أدوات الاجتهاد بما ينسجم مع واقع المسلمين دون تفريط في الثوابت أو ذوبان في السياق.
وبعد المحاضرة، فُتح باب النقاش، حيث عبّر الحضور من أساتذة وطلبة عن تفاعلهم الكبير مع ما طُرح من أفكار، وطرحوا تساؤلات عميقة حول قضايا المواطنة، والاندماج، والمرجعية الدينية في الغرب، أجاب عنها الدكتور الشنضيض بصدر رحب، وبمنهج علمي عميق.
وفي ختام هذا الحدث، قدمت شعبة الدراسات الإسلامية شهادة شكر وتقدير للدكتور مصطفى الشنضيض عرفانا بمشاركته القيمة، كما أعلن الدكتور مصطفى الصمدي عن توقيع شراكة علمية بين مختبر الفكر الإسلامي والترجمة والمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة ببروكسيل، لتكون نواة لتعاون مثمر في قضايا الفكر والدين والهُوية.