اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٣١ كانون الأول ٢٠٢٤
أصدر الكاتب المغربي مولاي نصر الله البوعيشي كتابه الجديد بعنوان 'الدقة الدمناتية: أصولها، مميزاتها، وروادها'، الذي يعد بمثابة دراسة معمقة حول فن الدقة الدمناتية، أحد أبرز جوانب التراث الثقافي المميز لمدينة دمنات. في هذا الكتاب، الذي يأتي في حجم متوسط (223 صفحة)، يساهم البوعيشي في إحياء الموروث الثقافي الدمناتي من خلال توثيق هذا الفن الشعبي العريق، الذي كان يشكل جزءا أساسيا من احتفالات المدينة وأجوائها الاجتماعية، وعلى رأسها الاحتفال بعاشوراء.
من خلال مقدمة الكتاب، يبرز البوعيشي دواعي اختياره لهذا الموضوع، مشيرا إلى أن دمنات، مثل باقي المدن المغربية العتيقة، تزخر بالعديد من العادات والتقاليد التي تمثل جزءا من هويتها الثقافية. وقد تناول الكتاب فن 'الدقة' باعتباره أحد المظاهر الثقافية التي تهددها خطرات النسيان، رغم غناه الفني وأصالته التاريخية. ويركز الكتاب على أهمية توثيق هذا التراث الشعبي، خاصة في ظل غياب الاهتمام الكافي به من قبل الإعلام والتعليم، وهو ما يراه الكاتب أحد أسباب تراجع الارتباط بالتراث الثقافي لدى الأجيال الشابة.
يسعى البوعيشي، وهو أحد أبناء دمنات التابعة ترابيا لإقليم أزيلال، من خلال هذا العمل إلى توثيق ودراسة هذا الفن، مبرزا الدور الذي لعبه رواد الدقة الدمناتية في الحفاظ على هذه العادة المتجذرة في المجتمع المحلي. كما يتطرق الكتاب إلى أهمية الفنون الشعبية في تقوية الروابط الاجتماعية بين الأفراد، وضرورة نقل هذه القيم إلى الأجيال القادمة لكي لا تضيع في طي النسيان.
يقدم الكتاب مساهمة في حفظ الذاكرة الجماعية لمدينة دمنات ويعكس رغبة الكاتب في الحفاظ على هذا التراث الثقافي الغني. وفي هذا السياق، توجه الكاتب بالشكر إلى كل من ساعده في إنجاز هذا العمل، وخاصة الرواد الذين أسهموا في الحفاظ على فن الدقة، متمنيا أن يكون الكتاب حافزا للشباب لاستكشاف أغوار تراثهم الغني والمساهمة في صونه للأجيال القادمة.
من خلال هذا الكتاب، لا يقدم البوعيشي مجرد دراسة فنية عن الدقة الدمناتية، بل يتناول قضية أكبر تتعلق بالحفاظ على هوية ثقافية مهددة بالنسيان، ويُعد دعوة للمجتمع للمساهمة في صون التراث وتوثيقه للأجيال القادمة.