اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٦ أيار ٢٠٢٥
أكد مراسل قناة الجزيرة في أوروبا، محمد البقالي، أن المشهد الإعلامي المعاصر يواجه تحديات متنامية، لا سيما في ظل انخراط عموم المواطنين أحيانا في ممارسات تُسيء إلى الإعلام دون وعي بخطورة ذلك.
وأشار البقالي في حديثه ضمن برنامج 'نبض العمق' إلى أن 'سلطة التعامل مع الخبر لم تعد حكرا على المؤسسات الإعلامية، بل انتقلت إلى الجمهور، إذ أصبح بإمكان أي شخص يملك هاتفًا ذكيًا أن يجمع الخبر والصورة وينشرهما، متجاوزًا بذلك دور الصحفي والمؤسسة الإعلامية التقليدية'.
وسجل الإعلامي المغربي بقناة الجزيرة، أن عملية النشر والبث عبر المنصات الرقمية أصبحت مصدر دخل، بل وأحيانا تدر أرباحا طائلة، ما يدفع البعض إلى الانخراط في سلوكيات غير أخلاقية، كالتشهير، ونشر الشائعات، وترويج الأخبار الزائفة، والتضليل، واستهداف الحياة الشخصية للناس. وأكد أن هذه الممارسات لا تتوافق مع القيم الإنسانية ولا مع أخلاقيات النشر والمعالجة المهنية للأخبار.
ونبّه المتحدث ذاته، إلى أن التشهير لم يعد مجرد فعل معزول، بل تحول إلى سلاح فعّال يستخدم لتدمير الأفراد، سواء عبر تلويث سمعتهم أو تقويض استقرارهم المهني والاجتماعي، وهو ما يجعل من هذا الخطر مسألة مجتمعية تتطلب تدخلا عاجلا.
وأوضح البقالي أن هذا الواقع يُعزى إلى امتلاك الجمهور أدوات إعلامية مربحة، في بيئة يهيمن عليها المحتوى الغريب والشخصي، الذي يجذب عددا كبيرا من المشاهدات، وبالتالي يحقق عوائد مالية أكبر. وقال في هذا السياق: 'كلما نشرتَ غسيل الحياة الشخصية للناس، تحول الغسيل إلى نقرات، ثم إلى أموال'.
وشدد على صعوبة ضبط هذا الوضع، في ظل ما تفرضه حرية التعبير من تحديات قانونية وتقنية، لكنه أكد في المقابل أن المشهد يستدعي تدخلا تشريعيا عاجلا. ودعا إلى ضرورة توسيع نطاق قانون الصحافة، الذي يقتصر حاليا على الصحفيين، ليشمل جميع أشكال ومستويات النشر ضمن إطار قانوني جامع مانع.