اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٣ نيسان ٢٠٢٥
اكتسحت أحزاب التحالف الحكومي، نتائج الانتخابات الجزئية التي جرت، أمس الثلاثاء، في 90 جماعة بـ27 إقليما للتباري حول 153 مقعدا، فيما كانت حصيلة أحزاب المعارضة هزيلة جدا. وآلت حصة الأسد من هذه المقاعد إلى حزب التجمع الوطني للأحرار متبوعا بحزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال.
وسبق للأحزاب ذاتها، التي تتترأس أغلبية مجالس الجماعات والجهات بالمغرب، أن اكتسحت نتائج انتخابات جزئية تم إجراؤها سابقا في أوقات مختلفة في عدد من الجماعات الترابية، وهو ما عزز سيطرتها على مجالس جل الجماعات.
ويأتي اكتساح أحزاب الأغلبية لنتائج هذه الانتخابات الجزئية في الشهور الأخيرة من الولاية الحكومية، وهو زمن عادة لا يكون في صالح الأحزاب المسيرة للحكومة لكون التدبير ينال من شعبيتها، وهو مؤشر يثير مدى أسئلة حول جاهزيته هذه الأحزاب لاستحقاقات 2026؟ وكيف يمكن تفسيره هذه النتائج؟
في جوابه على السؤال الأول، قال الباحث في العلوم السياسية، محمد شقير، إن هذه النتائج تعد مؤشرا على أن أحزاب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال، هي التي ستتصدر الانتخابات التشريعية لسنة 2026، وليس بالضرورة بنفس الترتيب.
وتؤكد هذه النتائج أيضا، بحسب محمد شقير، أن لهذه الأحزاب الثلاثة حظوظ كبيرة في الفوز بالانتخابات التشريعية القادمة، 'لأن المعارضة أظهرت أنها لن تستطيع التعافي من النكسة الانتخابية، مثل حالة حزب العدالة والتنمية، أو أنها لم تأتي ببديل لمشاريع الحكومة'.
وأضاف المحلل السياسي، أن أحزاب التحالف الحكومي أبانت عن جاهزيتها للانتخابات التشريعية القادمة، من خلال امتلاكها لإمكانات للتعبئة، 'فعلى الرغم مما تقوله المعارضة من انتقادات فإن هذه الأحزاب تبذل مجهودا تواصليا على مستوى التعبئة ولديها إمكانيات للاستقطاب والحشد'.
أما عن العوامل المفسرة لهذه النتائج، فإنها ثلاثة، بحسب شقير، أهمها هو كون المعارضة البرلمانية الحالية 'من أضعف المعارضات في التاريخ السياسي للمغرب، سواء من الناحية العددية، ومن ناحية عدم نسجامها وعدم محاولتها للبحث عن طرح بديل لمشاريع الحكومة، باستثناء بعض الخرجات لا يوجد مشروع واضح وبديل يمكن أن تدفع به إلى إقناع الناخبين'.
العامل الثاني، بحسب المتحدث ذاته، يتمثل في اشتغال الحكومة في ظرف استثنائي اجتمعت فيه العديد من الإكراهات (الجفاف وتداعيات الحرب الأوكرانية.. )، وتمكنها من الإجابة عن عدد من الإكراهات واتخاذها لجملة إجراءات، ما جعل الهيئة الناخبة تقتنع أن هذه الحكومة تشتغل وأنها أفضل من الحكومات السابقة'.
أما العامل الثالث الذي تحكم في نتائج هذه الانتخابات، يضيف المتحدث، هو التنسيق الثلاثي بين أحزاب الأغلبية، ما جعل من الصعب اختراقها من قبل مكونات أخرى، حيث حرصت أحزاب التجمع الوطني للأحرار على تقاسم المقاعد المتبارى عليها بالجماعات ودعم بعضها.