لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
يشهد المشهد العالمي للثروة تحولات ديناميكية ومثيرة للاهتمام في عام 2025، حيث يكشف التقرير الأخير الصادر عن 'هينلي آند بارتنرز' بالتعاون مع 'نيو وورلد ويلث' عن الوجهات الجديدة التي يفضلها أثرياء العالم للإقامة.
لم تعد نيويورك ولندن وحدهما القوى المهيمنة، بل بدأت مراكز التكنولوجيا والمدن ذات السياسات الضريبية الجذابة والجاذبية الحياتية بالصعود بقوة، لتصبح وجهات رئيسية لأصحاب الثروات.
وفي السطور التالية، نستعرض معكم أكثر المدن جذبا لأصحاب الثروات، والتي يمكن أن نلقبها أيضا بأغنى المدن في العالم، حيث يفضل الأثرياء الإقامة فيها كأول خيار يتوجهون إليه.
نيويورك: العاصمة المالية والثقافية تحتفظ بصدارتها
لا تزال مدينة نيويورك تتربع على قمة المدن الأكثر جذبا للثروات. تحتضن المدينة عددا مذهلا من الأثرياء، بما في ذلك 384,500 مليونير، و818 فردا تزيد ثرواتهم عن 100 مليون دولار، بالإضافة إلى 66 مليارديرا.
على الرغم من ارتفاع تكاليف المعيشة وبعض التحديات المتعلقة بالجريمة، فإن جاذبية نيويورك بالنسبة للأثرياء لم تتلاشَ. فبفضل وول ستريت، وسوق العقارات الفاخرة، ومسارح برودواي، ونفوذها الثقافي العالمي، تستمر المدينة في ترسيخ مكانتها كمركز مغناطيسي للثروة.
منطقة خليج سان فرانسيسكو: قفزة هائلة مدفوعة بالتكنولوجيا
تأتي منطقة الخليج، التي تشمل سان فرانسيسكو ووادي السيليكون، في المرتبة الثانية بعد نيويورك. تستضيف المنطقة حاليا 305,700 مليونير، وهو ما يمثل نموا هائلا خلال العقد الماضي.
وقد شهدت المنطقة زيادة بنسبة 98% في عدد المليونيرات منذ عام 2013، مما يجعلها واحدة من أسرع مراكز الثروة نموا على مستوى العالم. لا شك أن شركات التكنولوجيا العملاقة مثل آبل، ميتا، وجوجل، بالإضافة إلى ثقافة الابتكار المتأصلة، قد أتت أكلها في جذب هذه الثروات.
طوكيو: قلب آسيا الاقتصادي يحافظ على مكانته
تواصل طوكيو احتفاظها بلقب أغنى مدينة في آسيا، حيث تضم 298,300 مليونير. وقد ساهم الاستقرار الاقتصادي القوي، والقاعدة الشركاتية الراسخة، والقطاع التكنولوجي المزدهر في الحفاظ على مكانتها المتقدمة باستمرار.
ورغم أن طوكيو قد لا تضم نفس العدد الكبير من المليارديرات مقارنة ببعض المدن العالمية الأخرى، إلا أنها تبقى قوة اقتصادية عظمى ذات ثروة عميقة الجذور.
سنغافورة: مدينة صغيرة أصبحت مركزا عالميا للثروة
على الرغم من صغر مساحتها الجغرافية، تحدث سنغافورة تأثيرا هائلا في خريطة الثروة العالمية. مع 244,800 مليونير و30 مليارديرا، تتحول بشكل متسارع إلى وجهة مفضلة للأفراد الأثرياء من جميع أنحاء العالم.
يعزى هذا الجذب إلى سياساتها الداعمة للأعمال، ومستوى الأمان المرتفع، وعدم وجود ضريبة على أرباح رأس المال، بالإضافة إلى بيئتها النظيفة والمنظمة بشكل استثنائي، مما يجعلها وجهة لا تقاوم لأصحاب الثروات الباحثة عن بيئة مواتية للعيش والاستثمار.
لوس أنجلوس: مزيج من الرفاهية والأعمال يجذب الأثرياء
تأتي مدينة لوس أنجلوس، حيث يلتقي عالم الشهرة والبريق بالفرص التجارية الواعدة. تضم لوس أنجلوس 212,100 مليونير، و516 فردا تزيد ثرواتهم عن 100 مليون دولار، و43 مليارديرا.
لم تعد المدينة مجرد موطن لنجوم السينما فحسب، بل أصبحت أيضا مركزا حيويا ومهما لجذب الاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا، والعقارات، وصناعة الترفيه.
لندن: تراجع لكنها لا تزال لاعبا رئيسيا
بعد أن كانت تتصدر المشهد العالمي في استقطاب المليونيرات، تراجعت العاصمة البريطانية لندن إلى المركز السادس. تضم المدينة حاليا 227 ألف مليونير، إلا أن هذا العدد انخفض بنسبة 15% خلال العقد الماضي.
يعزى هذا التراجع جزئيا إلى تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وارتفاع معدلات الضرائب، والتغييرات في قوانين الإقامة لغير المقيمين، مما دفع الأثرياء جدا للبحث عن وجهات بديلة. ومع ذلك، تحتفظ لندن بجاذبيتها الثقافية والتاريخية الهائلة، مما يؤكد أنها لم تخرج من دائرة المنافسة بعد.
باريس: الرفاهية محرك الثروة
في قلب فرنسا، تزدهر الثروة مدفوعة بالرفاهية. فباريس، التي تضم 165 ألف مليونير، تستمر في جذب الأثرياء بفضل صناعة الأزياء والسلع الفاخرة المزدهرة.
ويساهم سحرها الأيقوني، ومأكولاتها الراقية، ودور الأزياء العالمية، وتاريخ العائلات الثرية العريقة في الحفاظ على مكانتها المرموقة بين مدن النخبة.
هونغ كونغ: بوابة آسيا المالية
على الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التي واجهتها مؤخرا، لا تزال هونغ كونغ مركزا ماليا عالميا بارزا. تحتضن المدينة 143,400 مليونير، وتعتبر بوابة رئيسية للمستثمرين العالميين الراغبين في الوصول إلى السوق الصيني.
يسيطر قطاعا العقارات والتمويل على المشهد الاقتصادي للثروة في المدينة، وإن شهد معدل النمو تباطؤا نسبيا.
سيدني: ملاذ الاستقرار والنمو
تعد سيدني واحدة من أسرع المدن نموا من حيث عدد المليونيرات، حيث أصبحت الآن موطنا لـ 142,700 مليونير.
تستفيد المدينة من سوق عقاري قوي، وصناعات تكنولوجية مزدهرة، وجودة حياة مرتفعة. وينظر إلى سيدني بشكل متزايد على أنها ملاذ آمن للأفراد الأثرياء الذين يسعون إلى الاستقرار والتمتع ببيئة مشمسة وجذابة.
شيكاغو: مركز الثروة الهادئ في الولايات المتحدة
تختتم شيكاغو قائمة المدن العشر الأوائل، حيث تضم 120,500 مليونير. تشتهر المدينة بتنوعها الصناعي الكبير، الذي يشمل قطاعات واسعة تتراوح من التمويل والرعاية الصحية وصولا إلى التصنيع.
دبي: المدينة الصاعدة بقوة
من المثير للاهتمام ملاحظة أن بعض المدن الأخرى تشهد صعودا سريعا في التصنيف. قفزت دبي إلى المركز الثامن عشر عالميا، حيث تضم 72,500 مليونير، مسجلة نموا مذهلا بلغ 102% خلال العقد الماضي.
إن نظامها الضريبي الخالي من ضريبة الدخل، ونمط حياتها الفاخر، وبيئتها الآمنة، جعلتها وجهة جاذبة للأثرياء، لا سيما من روسيا والهند وأفريقيا.
على النقيض من ذلك، تراجعت سول، عاصمة كوريا الجنوبية، في القائمة، حيث انخفضت خمسة مراكز هذا العام لتصل إلى المركز الرابع والعشرين. وعلى الرغم من أنها لا تزال تتمتع باقتصاد قوي، يبدو أن وتيرة خلق الثروة فيها تتباطأ مقارنة بالمراكز الاقتصادية الآسيوية الأخرى التي تشهد ازدهارا.
في النهاية، سواء كان اهتمامك ينصب على اتجاهات سوق العقارات، أو مراكز الشركات الناشئة المزدهرة، أو الوجهات الفاخرة القادمة، فإن هذه الخريطة الحديثة لتوزيع الثروة تظهر بوضوح أن الأموال ليست ثابتة في مكانها، بل تتحرك بسرعة، وتتنافس المدن اليوم بشكل أكثر شراسة من أي وقت مضى لاستقطابها.
ومع تنامي ظاهرة العمل عن بعد، وظهور خطط تأشيرات جديدة، من المرجح أن نشهد المزيد من التغيرات الجذرية في هذا المشهد خلال السنوات القادمة.