لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
مع الاستخدام المتزايد للأجهزة الذكية، يُحذر الأطباء من مخاطر الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات، سواء كانت هواتف محمولة، أجهزة لوحية، أو حواسيب.
يشتكي الكثير من الأشخاص من أعراض مزعجة مثل الصداع المستمر، حرقة العين، وتشوش الرؤية بعد قضاء وقت طويل أمام الشاشة، وغالبًا ما يُتهم الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات بأنه السبب الرئيسي. لكن هل الضوء الأزرق هو العامل الوحيد وراء هذه الأعراض؟
في هذا السياق، توضح الدكتورة جانفي ميهتا، استشارية طب العيون في مستشفى ومركز أبحاث جاسلوك في مومباي، لموقع onlymyhealth، الحقائق الطبية وراء العلاقة بين التعرض للشاشات والصداع، وتكشف ما إذا كان الضوء الأزرق حقًا هو المسؤول عن إجهاد العين.
لماذا تسبب الشاشات الصداع؟
عند التحديق في شاشة الهاتف أو الحاسوب لفترات طويلة، يحدث أمر لا يلاحظه كثيرون وهو أننا نرمش بشكل أقل.
توضح الدكتورة جانفي ميهتا، استشارية طب العيون، أن قلة الرمش أثناء استخدام الشاشات تؤدي إلى جفاف العين، وهو أحد أبرز أسباب الإجهاد البصري الذي يسبب بدوره الصداع وألم الرأس.
ووفقًا لدراسة حديثة نُشرت في عام 2024 في مجلة BMJ Neurology Open، فإن الاستخدام المطوّل للشاشات على مدار عام كامل يرتبط بزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بالصداع المزمن.
كما أشارت الدراسة إلى أن قلة النوم، الاكتئاب، والإجهاد النفسي، بالإضافة إلى وجود تاريخ عائلي مع نوبات الصداع، تعد من العوامل المساهمة في تفاقم الأعراض.
ويؤكد الخبراء أن التحديق المستمر في الأجهزة الرقمية يجهد عضلات العين ويسبب ما يُعرف بـ 'متلازمة الإجهاد البصري الرقمي'، التي تتضمن الصداع، رؤية ضبابية، حرقة أو جفاف في العين وصعوبة في التركيز.
هل الضوء الأزرق هو المتهم الحقيقي؟
رغم أن الضوء الأزرق يُعتبر غالبًا المسؤول الأول عن المشاكل البصرية المرتبطة باستخدام الشاشات، تؤكد الدكتورة أن الأمر أكثر تعقيدًا من ذلك.
فالضوء الأزرق يلعب دورًا، لكنه ليس السبب الوحيد. المشكلة الحقيقية تكمن في العادات السيئة أثناء استخدام الأجهزة الرقمية، مثل الجلوس لفترات طويلة، سطوع الشاشة العالي، الوضعية الخاطئة، وعدم استخدام نظارات طبية مناسبة عند الحاجة.
لذلك، ما تشعرين به من صداع أو إرهاق في العين قد يكون نتيجة تداخل عدة عوامل تؤثر سلبًا على صحة العين، وليس الضوء الأزرق وحده فقط.
هل تفيد نظارات حجب الضوء الأزرق في تقليل صداع وإجهاد العين؟
بحسب الدكتورة، نظارات حجب الضوء الأزرق تساعد بالفعل في تخفيف بعض الضغط على العين أثناء التحديق في الشاشات، مما قد يقلل من احتمالية حدوث الصداع والإرهاق البصري. ومع ذلك، لا تُعتبر هذه النظارات علاجًا كاملاً أو حلاً نهائيًا للمشكلة، بل هي جزء من وسائل الحماية الممكنة.
الوقاية الحقيقية تبدأ باتباع عادات صحية وذكية أثناء استخدام الأجهزة الرقمية، مثل تقليل وقت الشاشة، ضبط سطوع الشاشة، وأخذ فترات راحة منتظمة.
كم من وقت الشاشة يعتبر مفرطًا؟
يُعتبر الوقت الذي يزيد عن ثلاث ساعات متواصلة أمام الشاشات وقتًا مفرطًا قد يؤدي إلى إجهاد العين وصداع متكرر. مع ازدياد الاعتماد على الأجهزة الرقمية في العمل، التعليم، والترفيه، أصبح من الصعب تجنب قضاء وقت طويل أمام الشاشات.
لكن الحل ليس التوقف عن استخدامها، بل تنظيم الوقت بطريقة ذكية وصحية، مثل:
قاعدة 10-10: خذ استراحة لمدة 10 ثوانٍ كل 10 دقائق من التحديق في الشاشة.
استخدام تطبيقات مخصصة تذكرك بأخذ فترات راحة أو تعتيم الشاشة مؤقتًا.
تعديل سطوع وتباين الشاشة لتجنب السطوع المفرط أو الخافت جدًا.
توفير إضاءة مناسبة في الغرفة، وتجنب استخدام الأجهزة في أماكن مظلمة تمامًا.
الرمش الواعي: ذكر نفسك بالرمش بانتظام للحفاظ على رطوبة العين.
الفحص الدوري للنظر: التأكد من ارتداء النظارات الطبية المناسبة إن وجدت.
باتباع هذه النصائح وتنظيم وقت الشاشة، إلى جانب استخدام نظارات حجب الضوء الأزرق كأداة مساعدة، يمكنك تقليل إجهاد العين والصداع بشكل كبير، والحفاظ على صحة عينيك وراحتهما اليومية.