اخبار ليبيا
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ١٦ شباط ٢٠٢٥
تحل ذكرى ثورة فبراير هذا العام وسط مشهد سياسي وأمني معقد، حيث لا يزال الليبيون يواجهون تحديات جسيمة في مسيرة تحقيق تطلعهم إلى بناء دولة مستقرة وديمقراطية.
وقد أشار الكاتب الصحفي موسى تيهوساي لـRT إلى أن الليبيين لم يتمكنوا حتى الآن من تحقيق الدولة التي حلموا بها. وأوضح أن التدخلات الأجنبية والصراعات المسلحة أجهضت طموحاتهم، مما أدى إلى سيطرة قوى أمنية قسمت البلاد إلى مناطق نفوذ، وجلبت معها رعاة دوليين لحماية مصالحهم.
وأضاف تيهوساي: 'كل ذلك جاء على حساب بناء الدولة، وأحبط آمال الفئات الضعيفة في الحصول على حقوقها. كما غابت العدالة والمساواة والتعددية السياسية، ولم يتحقق دستور واضح يضمن مشاركة جميع الأطياف. وبدلا من ذلك، خلقت النخب السياسية كيانات بعيدة عن الواقع، استغلت الأزمات للبقاء في السلطة'.
وبالرغم هذه التحديات، يرى تيهوساي أن هناك بصيص أمل في قدرة الليبيين على تجاوز الوضع الراهن. وأكد أن الطموحات لم تتغير، وما زال هناك أمل في إنهاء الهيمنة السياسية الحالية عبر آليات دستورية تضع حدا للأجسام الحاكمة وتحقق أهداف الثورة.
ومن جانبه، أكد حسام أفنيش، عضو المكتب السياسي لحزب 'ليبيا النماء'، في تصريح لـ RT، أن الانقسام السياسي والعسكري كانت له تداعيات كارثية على المشهد الليبي، حيث أدى إلى عدم استقرار شامل في مختلف المجالات.
وقال أفنيش: 'كان من المفترض أن تسهم لجنة (5+5) العسكرية المشتركة في توحيد الجيش كخطوة نحو تحقيق الاستقرار، إلا أن فشل هذه الجهود عمّق الأزمة وأبقى الصراع مستمرًا، مما انعكس سلبًا على الأمن والاقتصاد والمصالحة الوطنية'.
وأوضح أن استمرار الانقسام السياسي وضعف الشرعية حالا دون تشكيل حكومة موحدة، مما عرقل العملية الانتخابية بسبب الخلافات حول القوانين المنظمة لها. كما أن غياب الجيش الموحد أدى إلى سيطرة الميليشيات على مساحات واسعة، ما ساهم في انتشار الفوضى والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر.
على الصعيد الاقتصادي، أشار أفنيش إلى أن النزاعات المسلحة عطلت الإنتاج النفطي وأثرت سلبا على بيئة الأعمال والاستثمارات، مما زاد من معاناة المواطنين في ظل تدهور الأوضاع المعيشية.
وختم أفنيش حديثه بالتحذير من التدخلات الخارجية التي زادت من تعقيد الأزمة، حيث دعمت بعض الدول أطرافا ليبية معينة لخدمة مصالحها، مما جعل الحلول المفروضة من الخارج أكثر احتمالًا من أي تسوية وطنية قائمة على توافق داخلي.
في ظل استمرار هذا المشهد، يبقى التساؤل مفتوحا: هل ستتمكن ليبيا من تجاوز أزماتها وتحقيق تطلعات شعبها، أم أن دائرة الصراعات ستبقى مستمرة لعقد آخر؟
المصدر: RT