«الوطني»: رياح معاكسة تعصف بالاقتصاد العالمي

قال تقرير بنك الكويت الوطني إن تزايد المخاوف تجاه آفاق نمو الاقتصاد العالمي أدى إلى حالة من الفوضى في الأسواق المالية، مع ضعف مؤشرات الأسهم الرئيسية واتجاهها نحو الهبوط في يونيو الجاري، كما وصلت عائدات السندات إلى أعلى مستوياتها المسجلة في سنوات عدة.

وأوضح التقرير أن التحديات التي تواجهها الأسواق تشمل تداعيات الحرب الأوكرانية، وتزايد أسعار الطاقة، واستمرار ارتفاع معدلات التضخم، خصوصاً في الاقتصادات المتقدمة، وتشديد البنوك المركزية الرئيسية لسياساتها النقدية بوتيرة أسرع من ذي قبل، هذا إلى جانب اضطرابات سلاسل التوريد العالمية، ومخاطر النمو في الصين الناجمة عن سعي الحكومة إلى تطبيق سياسة «صفر كوفيد».

توقعات النمو

وأشار «الوطني» إلى أنه على الرغم من البنك الدولي ما زال يتوقع تجنب الركود العالمي، فإنه قام أخيراً بتعديل توقعاته للنمو العالمي في عام 2022 إلى %2.9 مقابل %4.1 وفقاً للتوقعات السابقة في يناير الماضي، مما يسلط الضوء على تزايد مخاطر الركود التضخمي مع بقاء النشاط الاقتصادي ضعيفاً في عام 2023 واستمرار تخطي معدلات التضخم المستويات المستهدفة في كثير من الدول.

في غضون ذلك، تراجعت آفاق نمو الاقتصاد الأميركي في الأشهر القليلة الماضية في ظل ارتفاع معدل التضخم، ورفع أسعار الفائدة، وضعف مقومات الاقتصادي العالمي، واستمرار مشاكل سلاسل التوريد، مع تزايد إمكانية انزلاق الاقتصاد إلى حالة من الركود، إذ تسارعت وتيرة تضخم مؤشر أسعار المستهلكين إلى مستويات أسوأ من المتوقع بزيادة بلغت نسبتها %8.6 على أساس سنوي في مايو، فيما تعد أعلى قراءة يسجلها المؤشر منذ عام 1981.

تداعيات الحرب

واستعرض التقرير تعرض اقتصاد منطقة اليورو لخطر الركود، إذ بدأت تتجلى تداعيات حرب أوكرانيا، هذا إلى جانب ارتفاع الأسعار الحاد، مما أضعف النشاط الاستهلاكي والتجاري، على الرغم من أن البيانات حتى الآن تشير إلى حالة من الانكماش أكثر من الدخول في ركود مباشر.

وتابع «تم تعديل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من عام 2022 إلى %0.6 على أساس ربع سنوي مقابل %0.3 في وقت سابق، إلا أنه من المتوقع ظهور أرقام أقرب بكثير إلى الصفر في الفترة الممتدة ما بين الربعين الثاني والرابع».

وأضاف التقرير «أما قطاع التصنيع، فجاءت أوضاعه أكثر قتامة بسبب ضعف الطلب الخارجي، واضطرابات سلاسل التوريد، وتأثير ارتفاع تكاليف الطاقة. وربما قد يزداد الوضع سوءاً مع بدء تطبيق العقوبات على واردات النفط الروسي، إذ من المقرر أن يوقف الاتحاد الأوروبي معظم عمليات الشراء بنهاية العام، مما قد يؤدي إلى تأجيج الأوضاع مع اقتراب دخول أسواق الطاقة الأوروبية بالفعل في أزمة عميقة».

اليابان تستفيد من تخفيف ضغوط «كوفيد - 19»

ذكر «الوطني» أن الاقتصاد الياباني انكمش بنسبة %-0.5 على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2022، متقلصاً بوتيرة أبطأ مما كان متوقعاً. واستقر الاستهلاك الخاص بصورة جيدة نسبياً، على الرغم من تكرار ظهور حالات الإصابة بفيروس كوفيد - 19، في حين ساهم تراكم المخزون في تعويض انخفاض استثمارات الشركات.

الاقتصاد الصيني يتأثر سلباً بعمليات الإغلاق

أفاد «الوطني» بأن الاقتصاد الصيني سجل نمواً بنسبة %4.8 على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2022، إذ شهدت الاستثمارات الثابتة ومبيعات التجزئة بداية قوية خلال شهري يناير وفبراير لهذا العام. إلا أن الأنشطة الاقتصادية تضررت منذ ذلك الحين جراء عمليات الإغلاق الممتدة التي تم فرضها على مدى أشهرعدة في المراكز الاقتصادية الرئيسية، بما في ذلك بكين وشنغهاي، لاحتواء تفشي فيروس كوفيد - 19.