في دراسة أعدها عن «واقع الترفيه والسياحة في الكويت»

قال استاذ الادارة الرياضية والترويح قسم التربية البدنية والرياضة في كلية التربية الأساسية أ. د. خليفة بهبهاني انه منذ ان بدأت الكويت مرحلة العمران والتطور المدني بعد اكتشاف النفط باراضيها وعند تشكيل اول حكومة رسمية في 1962 كانت ومازالت توفر الخدمات والرعاية الاجتماعية لسكانها كمحل اهتمامها الاول للمجتمع الكويتي من منظور اجتماعي... وهذا ما تم تأكيده في مواد الدستور (الباب الثاني: المقومات الاساسية للمجتمع الكويتي) حيث اكدت اكثر من مادة اهمية تعزيز المجتمع بمقومات تراعي احتياجاته ورغباته في العيش بطريقة آمنة وبحرية لا تخالف تعاليم الدين والقوانين المدنية والاجتماعية.

واشار د. بهبهاني في دراسة اعدها حول «واقع الترفيه والسياحة في الكويت» الى ان الدولة سعت في التعامل مع كل الوسائل والسياسات التي تضمن توفير هذه الخدمات سواء بالمنشآت او بالبرامج الترويحية لحسن استغلال اوقات فراغ افراد المجتمع... وعندما نتكلم عن المجتمع الكويتي فإننا نعني كل من يعيش على ارض الكويت فالترفيه او الترويح ليس له جنسية فهذا مبدأ علمي وتربوي واخلاقي يجب فيه على الدولة ان توفر هذه الخدمات من غير شروط عنصرية.

وزاد د. بهبهاني انه الدولة حرصت على دعم الكثير من البرامج التي تساعد افراد المجتمع على حسن استغلال اوقات فراغهم خصوصا في فترة الصيف الموسم الحار والاطول في عدد الاشهر بتوفير مراكز الشباب والاندية الرياضية والاجتماعية والاندية المدرسية والمراكز المجتمعية والحدائق ومراكز التسوق (بمساعدة القطاع الخاص) والشواطئ المفتوحه وشركة المشروعات السياحية والفنادق والمنتجعات الساحلية.... الخ. فهذه الخدمات كانت محور دراستي للحصول على درجة الدكتوراة من جامعة مانشستر عام 1992 وكانت الرسالة بعنوان: تقويم الخدمات الترويحية والرياضية بالكويت، حيث كانت من اول الرسائل العلمية في هذا المجال في الكويت... وبالحق كانت قلة المعلومات هي المعضلة الرئيسية لهذه الدراسة التي اكتشفت فيها مدى تواضع فكرنا الترفيهي والترويحي والسياحي في الكويت واننا نخطو في هذا المجال بطريقة ارتجالية وبأسلوب عقيم بسبب اننا نختار القيادات الخطأ في هذا المجال.

المشروعات السياحية بلا متخصصين

ويتذكر د. بهبهاني انه عندما انشأت شركة المشروعات السياحية ان اغلب موظفيها وقياداتها كانوا من المتقاعدين (الكويتيين) من مختلف التخصصات المهنية ولم يكن المجال التخصصي للشركة (ترويحاً او ترفيهاً) من ضمنها... وقد حظيت بشرف العمل في نادي البدع البحري عام 1977 كمنقذ على حمام السباحة في النادي خلال فترة الصيف التي كنت ارجع فيها للكويت من الخارج عندما اكون باجازة... فشاهدت بعيني كيف تدار هذه الشركة وتتبعت مستوى القيادات التي تعين من قبل الحكومة لادارة هذه الشركة سواء في مجلس الادارة او بالاجهزة التنفيذية التي نكن لها الاحترام كأشخاص معروفين ولكنهم ليسوا بالمتخصصين في هذا المجال الحيوي باستثناء أ. محمد السنعوسي (اول مدير للشركة) الاعلامي المطلع بأمور الترفية من واقع عمله الرسمي والخاص في مجالات الخدمات الترويحية فالشركة عجزت خلال عمرها طوال اربعين عاما ان تربح او تقدم اي دعم لوجيستي للدولة من ما تديره من مشاريع ترويحية او سياحية تحت مسؤولية هيئة الاستثمار. من يريد البحث في سجلات الشركة لكي يعرف تخصصات من كان يديرها في مجلس الادارة وجهازها التنفيذي؟

واكد د. بهبهاني انه سعى اكثر من مرة للقاء بعض القيادات التي تدير الشركة لعرض ما جنيته من علم وخبرة في ادارة الترفيه والترويح الا انني دائما اجد عدم مبالاة وعدم اهتمام من لقائي او لقاء المختصين بهذا المجال... فنحن المتخصصين بالكويت قلة ولكننا موجودون ويعلم بعض القياديين اين نتواجد ومن نثقف ومن نؤهل في هذا المجال!

توصيات مهمة

وقال: اتذكر في توصيات رسالة الدكتوراه (1992) التي قدمتها للديوان الاميري حيث التقيت بالشيخين جابر الاحمد أمير البلاد والشيخ سعد العبدالله ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء «طيب الله ثراهما» وعرضت عليهما هذه التوصيات التي اثنوا عليها واوصوا المتخصصين بالديوان بارسالها الى الجهات المختصه للاطلاع عليها والاستفادة منها... حيث انني اقترحت بالاستفادة من جزر الكويت في دعم البرامج الترفيهية والترويحية والسياحية كما جاءت في نظرة الشيخ ناصر صباح الاحمد -رحمه الله - في رؤية الكويت 2030 التي كان يقاتل من اجل تنفيذها... وللعلم طلبت مقابلته ولم اجد ايضا من يوصل هذا الطلب له بجدية؟ للاسف هذا هو واقع الخدمات الترويحية في الكويت في التعامل مع المختصين في بعض مجالات الحياة الاساسية.

ودعا د. بهبهاني الى ان نقف قليلا عن هذا النقد الذي اعتدنا عليه ولنناقش ونثقف من يستطيع ان يأخذ Action في موضوعنا الخاص عن الترفية والترويح والسياحة. فالكل يعلم بأن وقت الفراغ كظاهرة عالميه هي التي تأتي بالحاجة الى هذه المفاهيم فوقت الفراغ واقع في حياتنا العامة ففي الكويت يتمتع الفرد الكويتي بوقت فراغ يومي من 5 الى 8 ساعات (دراسة - 1990) وتتفاوت هذه الارقام بناء علي المسؤوليات الاخرى التي يلتزم بها كل فرد علي حده حسب ظروفه الخاصه... وتأتي هنا الحاجه الى استغلال هذا الوقت بنشاط يجلب له السعادة وهذا ما نطلق عليه بمصطلح الترويح والترفيه.

واقع المجتمع الكويتي

وذكر د. بهبهاني انه عندما نتكلم عن المجتمع الكويتي فأننا يجب ان نفخر بأننا نملك طاقات وعقولاً ومواهب من مختلف الفئات السنية في المجتمع الكويتي خصوصا الشباب... فنحن كنا الاوائل في كل مجالات الحياة الترفيهية في الخليج العربي وبدأنا في مساعدة شعوب المنطقة في التألق فنيا واجتماعيا وعلميا ورياضيا....... لن اكمل اكثر من ذلك الا ان اقول بأن فكر المواطن الكويتي في استثمار الترفيه والترويح افضل بكثير من بعض الهيئات والشركات التي لديها اموال واراض وصلاحيات لا تعرف كيف تديرها.... الى اليوم؟

فهل هذا خطأ المواطن ام خطأ من اوجد الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب...؟ فالترويح والترفيه والسياحه من اسهل الامور ادارة اذا ما عرفت كيف تديرها... لان الناس ستتجاوب معك في اي شيء يسعدها لكي يقضي وقت فراغه في سعادة.

مشاريع غير مخططة

وتساءل كيف نفسر غلق الكثير من مشاريع شركة المشروعات السياحية؟ هل هي سوء ادارة ام رقابة ام عدم فهم لهذا المجال....؟ فقد رأيت في رسالة بالواتس (اتمنى ان تكون غير صحيحة) بان شركة المشروعات السياحية بصدد عمل مراحيض الكترونية لتضعها في الاماكن الترفيهية تفتح بنظام ادخال رسوم ماليه مثل ثلاجات البيبسي... الخ... «شنو هذا الفكر» الذي لا يعرف كيف يخطط للترويح الا عن طريق مراحيض؟

وخبر ثان قرأته بالصحف برغبة الشركة بالتعاون مع الطيران المدني في مشاريع ترويحية في المطار؟ «من صجك» هل تتكلم بجد؟ لم اعلم يوماً بأنه يجب ان يكون المطار احد مشاريع الشركة السياحية مع انني اوافق على ان يكون المطار اول وآخر شيء يشاهده السائح الخارجي عند وصوله ومغادرته الكويت؟ ولكن جلست افكر في ماهي مشاريع الشركة خارج المطار اولا وهل المسافر سيقيم بالمطار او خارج المطار؟

وايضا استغربت من سلبية الشركة في ان يتولي الديوان الاميري انشاء مدينة الالعاب الترفيهية بدلا منه؟ وان الشركة قالت انها طلبت وقتا طويل (عشر سنوات) لاعادة تأهيل مدينة الالعاب الجديدة.

وهناك سؤال محير ما دخل الديوان الاميري بهذا الموضوع وهل شركة المشروعات السياحية تابعة له اداريا وماليا وهي تدار من قبل مجلس ادارة؟ فالكل لم يتقبل ان يكون الديوان الاميري هو من انشأ حديقة الشهيد بمراحلها المختلفة ومركز جابر الاحمد وايضا مركز عبدالله السالم والسادة بمجلس الادارة والجهاز التنفيذي يشاهدون من غير اي تعليق على هذه المشاريع وهي تعتبر من صميم عمل الشركة (ارجع لقانون انشاء الشركة). اذا كما قلت يستحق المواطن الكويتي ان يستثمر املاكه للترفيه عن الناس ما دام هذا مستوى فكرنا الاداري للترفيه والترويح والسياحة.

ولن ازيد اي عبارة جديدة غير صحيحة ولكنني اعلم ان عقلية الكويتيين تعتبر من العقليات التجارية المميزة وهذا ما شجعهم على فتح مطاعم وكافيهات مميزة من قبل دعم الدولة لهم في مجال المشاريع الصغيرة لاستغلال عقلياتهم التجارية... فوجدنا انهم انجح في ادارة مثل هذه المشاريع عن القطاع الحكومي... ما قصدته من هذا الكلام انه اذا كان الناس افهم واعلم في تجارة توفير الترفيه والترويح للناس فما حاجتنا لهيئة حكومية او شركة ضعيفة الفكر بالجانب الترفيهي... وتصرف اموالا طائلة على افكار ترفيهية متواضعة من غير ما يدرس حاجات ورغبات أفراد المجتمع الكويتي من انشطة وقت الفراغ. انني اجد واعتقد ان القطاع الخاص احق بإدارة هذا القطاع عن الحكومه. وهناك بقية....