اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
ريم قاسم -
من المؤكد أن الكثير منكم رأوا في الأسواق إعلانات دعائية لمنتجات توصف بانها «مُدعّمة بالبروتين» أو «غنية بالبروتين» أو «عالية البروتين»، مثل الكثير من منتجات الألبان والأجبان وألواح الحبوب وحتى النقانق. فهل هذا الاهتمام مُبرر من منظور صحي أم أنها مجرد حيلة تسويقية؟
تعد البروتينات، مغذيات أساسية للصحة سواء لإشباع الجوع، أو تجنب الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وهي عنصر أساسي في النظام الغذائي المتوازن، إذ تُساعد في إبطاء امتصاص السكر وتنظيم مستواه وإدارة الوزن، كما تُساهم في بناء العضلات، ولها دور مناعي وإنزيمي مُرتبط بالهضم، كما توضح اختصاصية التغذية كلير-أورور دوراي في مقابلة مع مجلة NotreTemps.
لكن إذا كنا لا نستطيع الاستغناء عن البروتين، فهل نستسلم لموجة البروتين المفرطة؟
وفقًا للخبيرة، فإن هذا النوع من المنتجات يستهدف في المقام الأول الرياضيين، ومن يسعون لبناء العضلات. لكنها ليست حلاً سحرياً.
وتضيف: «يستغل مصنعو الأغذية هذه الموجة، وهذا التوجه تسويقي أكثر منه غذائي، فالنظام الغذائي المتنوع والمتوازن يومياً يكفي عادةً لتلبية احتياجات البالغين من البروتين».
دعم مؤقت لكبار السن
مع ذلك، تُقرّ كلير- أورور دوراي بأن المنتجات الغنية بالبروتين قد تُحسّن أحياناً نظاماً غذائياً يفتقر إليه. وقد ينطبق هذا على بعض كبار السن. فمع التقدم في السن، تزداد احتياجات البروتين، وقد تصل إلى 1.2 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً لدى كبار السن (وقد تصل أحيانًا إلى 1.5 غرام لكل كيلو في حالات المرض أو فقدان الوزن أو النشاط البدني المُستمر)، وهو ما يُعادل تناول بيضتين، أو 100 غرام من اللحم، أو 150 - 200 غرام من السمك في الوجبة الواحدة. وتُساعد هذه الزيادة في كمية البروتين المُوصى بها على مُكافحة فقدان العضلات المُرتبط بالتقدم في السن.
وتُضيف الخبيرة: «بالنسبة لكبار السن، يُمكن لهذه المنتجات المُدعّمة بالبروتين أن تُكمّل نظاماً غذائياً متنوعاً ومتوازناً، خاصةً في حالات ضعف الشهية أو فقدان الوزن اللاإرادي، لإن انخفاض الشهية لتناول اللحوم والبروتين الحيواني، وهو أمر شائع مع التقدم في السن، قد يبرر أيضاً الاستخدام المحتمل لهذه المنتجات الغنية بالبروتين».
◄ أيها تختار؟
إذا كنت ترغب في تجربة منتجات غنية بالبروتين، فاختر منتجات الألبان. فالزبادي، وأنواع الجبن الأبيض غنية بالبروتين بشكل طبيعي، وبعض العلامات التجارية تُثريها بإضافة مسحوق الحليب الصناعي أو مصل اللبن دون تغيير المنتج تماماً.
وأما النصيحة المفيدة الأخرى فهي اختيار الأنواع غير المعالجة قدر الإمكان بدلًا من الأنواع المعالجة، والتي غالباً ما تخفي قوائم مكوناتها الطويلة عدداً من الإضافات.
فعلى سبيل المثال، اختر الزبادي العادي المعزز، الذي تُنكّهه بنفسك بقليل من شراب الصبار، أو هريس اللوز، أو قليل من العسل، أو المربى، أو الفاكهة الطازجة.
وأما بالنسبة للنقانق الغنية بالبروتين، فهي قليلة الفائدة مثلها مثل المعكرونة الغنية بالبروتين. وهنا تقول الخبيرة: «المعكرونة الغنية بالبروتين غير منطقية في رأيي، لأننا نتناولها أساسًا للحصول على الكربوهيدرات، وليس البروتين».
وإذا كنت تشعر بالجوع، فإن ألواح الحبوب الغنية بالبروتين تستحق التجربة، بشرط أن تفحص الملصقات بعناية، وتقارن سطر «محتوى البروتين لكل 100 غرام» بين منتجين متماثلين. اختر المنتج الذي يحتوي على أعلى نسبة بروتين لكل 100 غرام. ويُنصح بتناول حوالي 10 إلى 12 غراماً من البروتين لكل 100 غرام، فهو يُشعرك بالشبع ويحارب فقدان العضلات.
◄ احذر الإفراط
تنصح كلير- أورور دوراي بتناول الأطعمة الغنية بالبروتين كحل مؤقت، ولكنها لا تغني بأي حال من الأحوال عن اتباع نظام غذائي متوازن، فقبل اللجوء إلى هذا النوع من الطعام، تأكد من حصولك على ما يكفي من البروتين في وجباتك، من خلال التركيز على مصادر البروتين التقليدية مثل اللحوم والزبادي والبيض، والبقوليات مثل العدس والبازلاء المجففة والحمص والفاصوليا البيضاء والحمراء، واللوز، أو الكاجو.. إلخ.