مدير العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني: «مدينة الحرير» شاهد عصري على الشراكة مع الكويت

بكين - نزار عثمان (موفد القبس) -

وصف المدير العام لإدارة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، زيكسين جياو، علاقة بلاده بالكويت بالمميزة جداً، مبيناً أنه درس اللغة العربية في جامعة الكويت لمدة سنتين.

وأضاف جياو، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الإدارة، مع الوفد الإعلامي الكويتي الزائر للصين، أن بلاده ستستضيف الدورة الرابعة من مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية والمؤسسات الفكرية يومي 13 و14 الجاري بمشاركة مؤسسات من الكويت.

وقال إن وفداً من الحزب الشيوعي الصيني زار الكويت في فبراير الماضي وعقد جلسة إحاطة عنوانها «مسيرة جديدة للصين وفرص جديدة للعالم»، غطتها وسائل الإعلام الكويتية بشكل محترف عالمياً، مبيناً أن الإعلام الكويتي لعب دوراً مهماً في تعريف الدول العربية على رؤية الحزب الشيوعي الصيني، وهذا محل تقدير وشكر.

تطوير الشراكة

وأشار إلى أن بلاده تبذل جهوداً حثيثة من أجل تطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، لافتاً إلى أن الكويت كانت أول دولة خليجية أقامت علاقات مع الصين، وأول دولة عربية وقعت وثيقة التعاون مع الصين في مبادرة الحزام والطريق. كما أنها من أكبر الدول العربية التي قدمت قروضاً ميسرة للصين، وليس هناك مشاكل تعكّر صفو علاقاتنا، ولدينا آلاف الأسباب الداعية إلى تطويرها وتعزيز آفاقها، وعلى مدى 50 عاماً من الصداقة ظل بلدانا يتبادلان التعاون وبعضهما يدعمان بعضاً بصدق وإخلاص في مختلف المجالات.

مدينة الحرير

وقال: في تقديري ان مشروع «مدينة الحرير» هو أحد مشاريع التعاون المهمة بيننا والكويت، وأنا ليست لدي الدراية الكافية بملف المشروع، لكني على ثقة تامة بأن القائمين عليه من الطرفين سيتقدمون به إلى الأمام، باعتباره واحداً من المشاريع الرائدة التي تعكس شكل التعاون الإيجابي والمثمر بين الصين والكويت، وإذا اتيحت لي الفرصة لزيارة الكويت سيكون من الرائع الاطلاع على الجوانب الحية لهذا المشروع، الذي اعتبره شاهداً عصرياً للصداقة بين بلدينا.

سياسة الصين

وأكد أن سياسة بلاده تجاه الشرق الأوسط ثابتة وواضحة، كواحدة من الأسس التي نستند عليها في علاقاتنا الخارجية، إذ نتمسك بمبادئنا الخمسة تجاه المنطقة والعالم، ومنها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأننا لا نسعى إلى ملء الفراغ في أي دولة أخرى، مشيراً إلى أن مصطلح «ملء الفراغ» هو رؤية استعمارية فقط، ونحن لدينا رؤيتنا المختلفة في ما يتعلق بتفعيل الصداقة ودفع التعاون، وهما أسلوبان مختلفان تماماً، وأثق بأن شعوب الشرق الأوسط، بما فيها الشعب الكويتي، هي أدرى بأي أسلوب يناسبها، وأثق بأن منطقة الشرق الأوسط أرض خصبة، ولدت فيها الحضارات العريقة.

ورداً على سؤال بشأن مزاعم غربية حول توجه الصين إلى بناء قواعد عسكرية في دول الخليج قال: «لم أسمع بهذا من قبل، وسياسة الصين قائمة على الإصلاح والانفتاح منذ أواخر السبعينات، وماضون في تعزيز سياسة تعاوننا مع الدول كافة».

ذكريات في الكويت

قال جياو، بشكل طريف خلال المؤتمر: «يمكن اعتباري (إنتاجاً كويتياً)، فهذا البلد الجميل لدي معه قصة طويلة، فقد جئت إلى الكويت من قرية ريفية بالصين، في 1988، ودرست سنتين في جامعتها، وكنا نتلقى الأكل والمواصلات والسكن الطلابي بالمجان، وشاهدت تقدم الكويت في ذلك الوقت».

وأضاف: أعطي هذا المثال لأن الصين في ذلك الوقت كانت فقيرة، وكنا بحاجة إلى الدعم الخارجي، لكننا اليوم حققنا نجاحاً هائلاً، ونقوم بالاستثمار في الخارج.

غزو الكويت كان صدمة كبيرة

قال جياو إنه غادر الكويت في يوليو 1990، أي قبل الغزو العراقي بشهر واحد، مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع هذا الغزو، الذي أحزنه كثيراً وأشعره بالصدمة الكبيرة والألم.

وتابع: إنه عاد إلى الصين لإكمال دراسته، والتحق بعدها بإدارة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي، وترقى في المناصب حتى وصل إلى منصب المدير العام خلفاً للسفير الصيني في الكويت حالياً.