اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٠ أيلول ٢٠٢٥
موعد تناول وجبة الإفطار قد يكون له تأثير عالي الأهمية بخاصة على كبار السن، فقد يقدم معلومات عن صحتهم العامة ومعدل سنوات حياتهم.
وذلك بحسب دراسة جديدة نشرتها مجلة Communications Medicine، وجدت أن الكثيرين يميلون إلى تأخير مواعيد الوجبات بشكل تدريجي مع تقدمهم في السن، وأن ذلك يتعلق بمشاكل جسدية ونفسية كامنة، بما في ذلك الاكتئاب والتعب ومشاكل صحة الفم.
كما أشارت النتائج إلى أن من تناولوا وجبة الإفطار في وقت متأخر كانوا أكثر عرضة لمشاكل صحية خطرة مقارنةً بمن تناولوا وجبتهم الأولى مبكراً.
وشرح الدكتور حسن دشتي، الباحث الرئيسي في الدراسة، استاذ التغذية وعلم الأحياء والوراثة في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن: «قد يتأثر كبار السن بشكل خاص بتغييرات مواعيد الوجبات بسبب التحديات الصحية وتغيرات نمط الحياة. لذا، فمراقبة مواعيد تناول كبار السن للطعام، وخاصةً وقت الإفطار، قد يوفر مؤشراً سهل التتبع للصحة العامة والشيخوخة».
◄ تفاصيل الدراسة
قام الدكتور الدشتي وفريق البحث بتقييم تأثير أنماط الأكل المحددة على النتائج الصحية في مراحل متقدمة من العمر، حيث تابع الفريق ما يقرب من 3000 بالغ (أعمارهم بين 42 و92 سنة) في المملكة المتحدة لمدة 22 عاماً في المتوسط.
وانقسم المشاركون إلى قسمين متساويين فيما يتعلق بأوقات الإفطار المبكرة مقابل المتأخرة، حيث تناولت المجموعة الأولى الإفطار في وقت أقرب إلى الثامنة صباحاً، بينما تناولت المجموعة الثانية الإفطار بعد التاسعة.
ومع تقدم المشاركين في العمر، لوحظ ازدياد احتمال تناول وجباتهم في وقت متأخر. فقد ارتبط كل عقد إضافي بتأخير في الإفطار لمدة 8 دقائق وتأخير في العشاء لمدة 4 دقائق تقريباً.
كما أظهرت النتائج أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 10 سنوات بلغ %89.5 للمجموعة الأولى، مقارنة بـ%86.7 للمجموعة المتأخرة. وعلق د.دشتي: «أظهرت النتائج أن كل ساعة إضافية من تأخير الإفطار ارتبطت بزيادة بنسبة %11 في احتمالات الوفاة المبكرة. ولكن يجب اعتبار هذه النتائج أولية وتفسيرها بحذر».
وبالرغم من ذلك، فقد ارتبطت عادة تأخير الإفطار باستمرار مع مشاكل صحية جسدية ونفسية، مثل الاكتئاب والنعاس المفرط ومشاكل الأسنان واضطرابات النوم المرضية. ويمكن أن تُصعّب هذه العوامل على كبار السن بدء يومهم بتناول وجبة.
فعلى سبيل المثال، قد يُقلّل الاكتئاب والإرهاق من الشهية أو يُبطئان من روتين الصباح، بينما قد تُسبب مشاكل الأسنان أو المضغ إزعاجاً عند تناول الطعام، ما يدفعهم إلى تأجيل تناول الإفطار.
◄ تأخير الإفطار
ونظراً لأن كبار السن معروفون باستيقاظهم مُبكراً، توقع الباحثون أن تتغير مواعيد الوجبات مُبكراً أيضاً. ولكنهم فوجئوا برؤية عكس ذلك، حيث تناول المشاركون وجباتهم في وقت مُتأخر مع تقدمهم في السن، خاصةً وجبة الإفطار.
وتقول الدكتورة ديبورا كادو، اختصاصية طب الشيخوخة ومديرة مركز ستانفورد لطول العمر في بالو ألتو، كاليفورنيا، لم تشارك في هذه الدراسة: «نحتاج إلى دراسات أوسع للتأكد مما إذا كان تناول الطعام في وقت متأخر يشكل اتجاهاً متزايداً بين كبار السن. ولكني لاحظت في مرضاي أن من يتناولون الطعام في وقت متأخر يعانون من مشاكل إدراكية ونفسية أكثر». بينما أشارت الدكتورة كاثرين نيكول ستار، الأستاذة البارزة في مركز دراسات الشيخوخة والتنمية البشرية في كلية الطب بجامعة ديوك في ولاية كارولاينا الشمالية، إلى وجود العديد من القيود على هذه الدراسة.
وقالت: «كان عدد المشاركين محدوداً، حيث كانوا جميعاً من المملكة المتحدة، ومعظمهم من النساء. بالإضافة إلى ذلك، تم تقييم التوقيت فقط، وليس ما تم تناوله المشاركون بالفعل، لذلك لا توجد بيانات غذائية لتحديد ما إذا كان لتركيبة النظام الغذائي تأثير».
◄ أهم وجبة
وتُضاف هذه الدراسة إلى الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن تناول وجبة إفطار مبكرة له آثار إيجابية بشكل عام، بما في ذلك فوائد لصحة القلب، والتحكم في نسبة السكر في الدم، وإدارة الوزن وتعزيز المزاج واليقطة والنشاط الذهني. وأضاف د.دشتي قائلاً: «تضفي هذه النتائج معنى جديداً على مقولة «الإفطار أهم وجبة في اليوم، خاصةً لكبار السن».