اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٤ شباط ٢٠٢٥
المياه الفوارة بعضها يوجد بشكل طبيعي، (تنشأ من خلال ضخ الغازات البركانية المليئة بالفقاعات والمعادن بمياه الينابيع الطبيعية)، لكن معظم المياه الفوارة يتم تصنيعها عن طريق إجبار ثاني أكسيد الكربون CO2 على الدخول إلى الماء تحت ضغط شديد.
وسواء كانت تسمى مياه غازية أو فوارة أو كربونية أو معدنية، فقد اكتسبت شعبية واسعة. ويعتقد الكثيرون أن لها تأثيراً إيجابياً على كتلة الجسم، إلا أن نتائج الدراسات متفاوتة وغير متطابقة حول هذا الموضوع، وعلى سبيل المثال:
◄ نظرية ارتباطها بزيادة الوزن
أشارت دراسة، أجريت في فبراير 2017، إلى أن المياه الفوارة قد تزيد من الوزن، عبر تأثيرها المحفز للشهية عن طريق زيادة هرمون الغريلين (هرمون الجوع).
والجدير بالذكر، أنها دراسة أجريت على فئران مختبر ذكور و20 شخصاً فقط، ولم يتم تكرار التجربة بعدها.
◄ نظرية ارتباطها بخسارة الوزن
هذه هي النظرية الأكثر شيوعاً بين محبي المياه الغازية، وهي انها تؤدي إلى فقدان الوزن عبر تأثير الفقاعات الغازية المعزز للشعور بالامتلاء.
كما أن شرب الماء نفسه يساعد الجسم على حرق الدهون عن طريق تعزيز التمثيل الغذائي.
ففي الواقع، الماء جزء أساسي من تحلل الدهون، وهي الطريقة التي يحول بها الجسم الدهون المخزنة إلى طاقة.
◄ نظرية ارتباطها بخفض سكر الدم
أشارت دراسة إلى أن المياه الغازية قد تساهم في خفض مستويات الجلوكوز في الدم.
ووفقاً إلى الباحثين فهذا التأثير مفيد لفقدان الوزن، لأنه إذا تم الحفاظ على نسبة السكر في الدم على مستوى ثابت، فستحرق خلايا الجسم الدهون بشكل أكثر فاعلية بين الوجبات للحصول على الطاقة.
ومؤخراً صرح خبراء عدة بأن المياه الفوارة أو الغازية من السوائل، التي تساعد في ترطيب الجسم والوقاية من الجفاف، ولكن يجب عدم الاعتماد عليها لفقدان الوزن او خفض السكر.
◄ ما تأثيرها في سكر الدم؟
بحسب د. أكيرا تاكاهاشي، المتخصص في أبحاث المياه وطبيب في مركز غسل الكلى في مستشفى تيسيكاي في شيجوناواتي باليابان، فعند شرب هذه المياه الغازية ستقوم المعدة بامتصاص ثاني أكسيد الكربون ليدخل إلى الدم، فيتحول بسرعة إلى أيونات بيكربونات كجزء من عملية تساهم في الحفاظ على توازن درجة الحموضة.
وقال د. تاكاهاشي: «إن هذا التحويل يتسبب بعد ذلك في أن تصبح خلايا الدم الحمراء أكثر قلوية.
وتعمل هذه القلوية المتزايدة على تسريع عملية استهلاك الجلوكوز في خلايا الدم الحمراء، وبالتالي خفض مستويات الجلوكوز».
◄ لا خسارة كبيرة في الوزن
نشرت مجلة BMJ Nutrition, Prevention & Health، بحثاً أجراه د. تاكاهاشي وفريقه عام 2004 حول غسل الكلى، وهي عملية هدفها القيام بوظيفة كلى المصاب بالفشل الكلوي، حتى تتم تصفية الدم لإزالة النفايات والمياه الزائدة. وأثناء عملية غسل الكلى، يدخل ثاني أكسيد الكربون إلى الدم، تماماً كما يحدث عند استهلاك المياه الغازية.
وبينما أظهرت دراسة قديمة انخفاض مستويات السكر في الدم عند إضافة ثاني أكسيد الكربون إلى الدم، خلصت الدراسة الجديدة إلى أن كمية الجلوكوز المحروقة أثناء هذه العملية ليست كافية لتحقيق خسارة كبيرة في الوزن.
وقال د. تاكاهشي: «كما أن مستويات السكر في الدم انخفضت مؤقتاً فقط». وعلق د. كيث فراين، أستاذ في التمثيل الغذائي البشري بجامعة أكسفورد البريطانية قائلاً: «لا تستطيع خلايا الدم الحمراء أن تحرق الجلوكوز بالكامل، وستتم إعادة تدويره بواسطة الكبد.
وإذا ثبت أن المشروبات الغازية تؤدي إلى فقدان الوزن، فمن المرجح أن يكون ذلك من خلال تأثيرها المدعم للشعور بالشبع. كما أن شربها بدلاً عن المشروبات الغازية المحلاة (غنية بالسعرات الحرارية) يعتبراً مصدراً آخر لخسارة الوزن».
وقال د. تاكاهاشي: «للمياه الغازية تأثير طفيف على استهلاك السعرات الحرارية ومعدل سكر الدم. لذلك، من غير المرجح أن تساهم المياه الغازية وحدها بشكل كبير في إنقاص الوزن. ويظل النظام الغذائي المتوازن والتمارين الرياضية المنتظمة عاملين ضروريين لإدارة الوزن بشكل فعال».
◄ استخدمها لصحة مثالية
أظهرت دراسات عدة أن الأشخاص، الذين يشربون كأسين من الماء قبل الوجبات، يفقدون وزناً أكبر من أولئك الذين لا يفعلون ذلك. وبينت دراسة أن الذين استبدلوا المشروبات الغنية بالسعرات الحرارية (كالعصائر والمشروبات الغازية ومشروبات مخلوط الحليب، وغيرها) بالماء الغازية يستفيدون أيضاً من فقدان الوزن.
وتشرح لوري ويلستيد، المتخصصة في التغذية في جامعة شيكاغو الطبية، قائلة: «كثير من المرضى الذين يقصدون العيادة بسبب معاناتهم من الجوع المستمر وصعوبة اتباع الحمية، أنصحهم بالإكثار من شرب المياه، بما فيها المياة الغازية.
وهذا الأمر يساعدهم على كبح الجوع والالتزام بالحمية. فالماء، بشكل عام، يرطب الجسم ويملأ المعدة، مما يعزز الشعور بالشبع، وهذا الأمر مفيد بشكل خاص للأشخاص، الذين يعانون من آلام الجوع.
بالاضافة إلى ذلك، فبعض المرضى يقولون إنهم يستفيدون من المياه الغازية، لأن فقاعات الكربنه تساعد في تنظيف المريء والمعدة وتحريك الطعام في الجهاز الهضمي.
وبعض الأشخاص الذين يعانون من معدة (بطيئة)، يجدون أن (الكربنة) تساعد في حركة أمعائهم.
لذلك هناك بعض الأشخاص، الذين يمكن أن تخلق لهم هذه المياه الغازية شعوراً بالامتلاء، بينما تساعد البعض الآخر في الهضم».
◄ تحذير من الإفراط
نبهت د. ولستيد إلى ضرورة الحذر من السكريات المضافة في المياه الغازية، ونصحت بعدم الإفراط في تناول المياه الغازية.
وقالت: «تناول أكثر من 1- 2 كأس (أو علبة) من المياه الغازية يومياً قد يؤدي حقاً إلى تفاقم الغازات وآلام البطن بسبب الكربنة.
وفي كثيرمن الأحيان يقصدني مرضى يعانون من الغازات وتكرار التجشوء وانتفاخ البطن، والشعور بالغثيان طوال اليوم، فأكتشف بعد ذلك أن كل واحد منهم يشرب خمس علب من المياه الغازية كل يوم».