اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
تعلَّم فإن المرء لا يولد عالمًا وليس أخا علم كمن هو جاهل.. بيت شعري جميل ومميز يحثنا على طلب العلم والمعرفة.. وجدت نفسي أستحضره من غير شعور وأنا في وسط القيام بأعمالي الروتينية. لم أقرأه في كتاب، ولم أدرسه في مدرسة أو جامعة، ولكنه حفر وطبع في ذاكرتي.. فكثيرًا ما ردده والدي الغالي على مسمعي وإذ به يتغلغل في تفكيري وشعوري. وكذا مبدأ آخر وجدت أنه بدأ يراودني كلما احتجت إليه وأتذكره بين الحين والآخر.. فمقولة الغالية أمي: من سار على الدرب وصل.. علمتني الإصرار والمثابرة مهما طال المشوار.
وأبحث في نفسي فأجد الكثير والكثير من المبادئ التي استقرت في نفسي وشكلت شخصيتي وتفكيري. تلك المبادئ لم تكن فقط كلاماً يقال.. بل كانت متمثلة بأفعالهم فكانوا النموذج والقدوة.
عندها توقفت قليلا متأملة أثر كلمات الآباء في نفوس أبنائهم.. فكلماتك وتصرفاتك كلها أمور تصب في نفوس الأبناء وتسهم في تشكيل شخصية ذلك الفتى وتلك الفتاة.. فالأسرة هي الموطن الأول للطفل منها يستقي القيم ويتعلم الحياة.. مهما كبر الإنسان يظل ذلك الطفل الصغير الذي ينظر لوالديه يريد أن يجد الحب والإرشاد والأمان، فلا يستغني عن نصحهما الذي يصحح له المسار، ولا عن كلماتهما التي تشجعه وتبعث فيه الأمل.
كما أن حسن صنيعك يمتد إلى ما بعد حياتك فتكون النموذج ومصدر الفخر. سألت يوماً مجموعة من الطالبات عن شيء يفخرن به وإذ بإحداهن تقول: أفخر بسيرة أمي الحسنة بين الناس وطيب أثرها حتى بعد وفاتها. فما زالت تلك الفتاة تسعد بطيب خصال والدتها وجميل الأثر. تذكر عزيزي المربي بأن كلماتك باتت محفورة في أذهانهم وأفعالك أصبحت نموذجا لهم، فأنت قدوة لهم وهم انعكاس لك.. وكما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...» هم أمانة، فكن خير قدوة وأحسن الغرس.
د.نور عبدالعزيز المطوع