القمص بيجول: الكويت موطن التسامح والأمان

جريا على عادتها، وفي أجواء رمضانية مليئة بالمحبة والتآخي بمشهد يجسد التلاحم والوحدة بين الأديان، جمعت الكنيسة القبطية المصرية في الكويت، مساء أول من أمس، كل أطياف المجتمع من مشايخ ورجال دين وكهنة الكنائس ودبلوماسيين وشخصيات سياسية واجتماعية، على مائدة واحدة في غبقة «المحبة» السنوية التي أقامتها الكنيسة القبطية المصرية في الكويت بحضور العديد من المواطنين والمقيمين.

وأكد السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت عمق ومتانة وتاريخية العلاقات المصرية - الكويتية التي تشمل كل المناحي السياسية والاقتصادية والثقافية، مشيرا إلى دور الجالية المصرية على أرض الكويت في التنمية وأدائهم المتميز نحو الوطن الأم، حتى تظل مصر بوحدتها الوطنية نموذجا فريدا لكل الشعوب في العالم.

وتوجه بالشكر والعرفان للكويت، قيادة وحكومة وشعبا، على ما يقدمونه من اهتمام ورعاية دائمين لأبناء الجالية المصرية بالكويت.

وأشاد بـ«غبقة المحبة» التي تعبر بصدق عن عمق الروابط المصرية الأصيلة بين أبناء الوطن بعيداً عنه، والتي تعد تقليداً مقدراً من تقاليد الكنيسة المصرية في الكويت، التي لا تألو جهداً في توثيق أواصر المحبة بين شعب مصر الحبيب وعلى وحدة نسيج الشعب المصري.

بالمحبة نبني

من جانبه، قال راعي الكنيسة القبطية المصرية في البلاد القمص بيجول الأنبا بيشوي إن شهر رمضان في الكويت مختلف ويجمعنا كل عام في أجواء من المحبة، لافتا الى أن أجواء الكويت العامرة بغبقاتها منذ أول الشهر وحتى آخره متميزة.

واضاف أن الجميع في الكويت يعيش في حياة من الود والحب، مشددا على أن الحياة في الكويت أمن وأمان وحب بين الجميع، ويستحيل أن نتغرب عن الكويت في شهر رمضان الكريم لكي نتشارك مع اخوتنا في هذا الشهر الفضيل.

وفي عظته التي حملت عنوان «المحبة»، قال القمص بيجول: «إنه بالمحبة نبني أنفسنا ونبني أخوتنا وأبناءنا والأجيال الصاعدة التي هي مسؤوليتنا امام الله وضمائرنا والمجتمع، فالانسان الذي بنيت حياته على المحبة يعيش هادئا ومستريح البال ويسهل التعامل معه ويعيش المحبة مع الجميع بلا استثناء».

وتابع: وعلينا أن نجعل من انفسنا قدوة لأبنائنا واحفادنا، ما اكثر الذين يقدمون عظات هذه الأيام وما أقل من يقدمون من أنفسهم عظات.

صورة حضارية

بدورها، قالت الأستاذة في جامعة الكويت د.سهام القبندي إن هذا الجمع المدهش الذي يضم مختلف أطياف المجتمع، يعكس صورة حضارية طالما تميزت بها بلدي الكويت وتعبر عن رسالتها الإنسانية وعن قيم التسامح والتآخي التي تنهض بها البلاد في ظل قيادة صاحب السمو أميرنا المفدى الشيخ مشعل الأحمد، مواصلاً المسيرة المباركة التي صنعها أجدادنا وآل صباح الكرام الذين جعلوا من الكويت رسالة محبة وسدرة للتسامح والتآخي والسلام.

وبينما لفتت إلى أن الإسلام يؤكد على أن الناس جميعاً إخوة، وأن الأديان السماوية واحدة في أصولها وأهدافها، كما أن الحضارة المسيحية قامت على الإيمان والمحبة، أشارت إلى أن التبادل والحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب يعمل على ترسيخ قواعد التفاهم والاحترام والكرامة ويعمل على نشر التماسك الاجتماعي والمصالحة بين الشعوب.