اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢١
بعد الاصداء الطيبة لمسلسل «الاختيار» في نسخته الأولى، التي عرضت خلال شهر رمضان الماضي، حيث اضاء صناع العمل على بطولات رجال الجيش المصري في مواجهة التهديدات الإرهابية، منذ ثورة يناير وحتى قبل عرض العمل بأشهر قليلة، جاء الجزء الثاني من «الاختيار» ليكمل الملحمة ممهورا بعنوان فرعي شكل لغزا للبعض، ولكن سرعان ما فك المشاهد رموزه بعد عرض الحلقات الأولى، «رجال الظل» في إشارة الى الدور الكبير الذي لعبه رجال الشرطة، للحيلولة دون سقوط مصر في براثن الإرهاب الأسود، والتصدي للتنظيمات الظلامية التي حاولت طوال السنوات الماضية إحداث شرخ في جبين الدولة المصرية وإشعال الفتنة، ولكنها واجهت حائط صد تمثل في «رجال الظل».
خيوط الحكاية
استخدم المخرج بيتر ميمي أسلوب الدراما التوثيقية في نسج خيوط الحكاية، مستندا على وقائع حقيقية وحوادث مؤلمة، وطعم العمل بالعديد من التسجيلات الحية التي رصدتها كاميرات أجهزة الأمن، او حتى تلك التي صورها الإرهابيون خلال استهدافهم لوحدات الشرطة، واستطاع المخرج ان يقدم رؤيته معتمدا على ادواته المتمثلة في ممثلين لهم خبرة في تلك النوعية من الأعمال، مثل كريم عبدالعزيز وآخرين شكل ظهورهم مفاجأة مثل أحمد مكي الذي تجرد من ثوب الكوميديا، ليقدم نفسه كممثل يستطيع ان يؤدي جميع الأدوار، بينما أثبت الفنان ماجد الكدواني انه ممثل متمكن يترك بصمة في أي شخصية بغض النظر عن مساحة الدور او طبيعته.
ولعل المتابع للجزء الأول من «الاختيار» يلمس ان العمل كانت احداثه تدور حول شخصية العقيد أحمد المنسي محور الأحداث، من ثم تتفرع لبطولات العديد من رجال الجيش دون مواربة او تلميح او تغيير في أسماء الشخصيات، خصوصا ان اغلبهم استشهدوا، بينما في الجزء الثاني تم تغيير بعض الأسماء ومواقع الأحداث، حيث ان العديد من ابطال الحكايات مازالوا على رأس عملهم.
جرح غائر
وحققت الحلقة 25 من المسلسل ردود أفعال واسعة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انها لامست جرحا غائرا لم يلتئم بعد، وهو حادث الواحات الإرهابي الذي وقع في 20 أكتوبر 2017، وأسفر عن استشهاد 16 من قوات الشرطة وإصابة 13 آخرين، ومصرع 15 من العناصر الإرهابية.
وتفاعل عدد كبير من المغردين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي مع الحلقة، من خلال هاشتاغات بينها «ملحمة الواحات»، للحديث عن شهداء مصر في ذلك الحادث، مطالبين بإبراز مواقفهم لمن لا يعرفهم، والترحّم عليهم.
واعتذرت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية برئاسة تامر مرسي، قبيل عرض الحلقة لأهالي الشهداء عن صعوبة الحلقة، وما تضمنته من مشاهد قاسية على قلوبهم العامرة بحب الوطن، داعية الشعب المصري لمعرفة الدور العظيم الذي لعبه هؤلاء الشهداء في الحفاظ على أرواح المصريين الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.
وكان المخرج موفقا في توظيف اغنية للفنان محمد منير بعنوان «ضالين» ليختتم بها الحلقة مع مشاهد من جنازات الشهداء، والأغنية من كلمات نصر الدين ناجي والحان وتوزيع احمد فرحات.
