سفراء ودبلوماسيون يروون لـ القبس طقوسهم في رمضان

يعيش السفراء والدبلوماسيون المعتمدون في البلاد أجواء رمضان وطقوسه الخاصة مع أهل الكويت، ويستعدون مثلهم للشهر الفضيل بكثير من الشغف للاستمتاع بعاداته وتقاليده الخاصة، وبأجوائه الإيمانية الرائعة، وبتجمعاته وزياراته المحببة.

ويؤكد العديد من هؤلاء السفراء لـ القبس أن لرمضان في الكويت طقوساً خاصة ونكهة مميزة حيث الاجواء الروحانية والتجمعات العائلية المحببة لدى الجميع، منوهين بأنهم ينتظرون لحظة الإفطار للمشاركة في الأجواء الأسرية الرمضانية.

ويرون أن أهم ما يميز الشهر الفضيل في الكويت عن بقية الشهور، هو العادات والتقاليد التراثية التي تمثل جزءا من الثقافة الكويتية، مشيرين إلى القواسم المشتركة بين الكويت وبلدانهم.

وعما إذا كانت لديهم استعدادات للشهر الفضيل، أشار بعضهم إلى استعدادات تتمثل في تزيين البيت بزينة رمضان والفوانيس، وتجهيز التمور والوجبات لتوزيعها على المحتاجين خلال أيام الشهر، مؤكدين أن مساعدة المحتاجين تعد من ابرز المظاهر الاجتماعية المحببة في الشهر الكريم.

ولم يخف الدبلوماسيون إعجابهم الشديد بأجواء رمضان الكويتية، مؤكدين حرصهم واهتمامهم بزيارة الدواوين المعتادة في ذلك الشهر للتواصل مع الناس وسماع ما يشغلهم.

السفيرة البريطانية بليندا لويس: جهزت التمور.. وزينت منزلي بالفوانيس

يعتبر شهر رمضان بالنسبة للسفيرة البريطانية لدى البلاد بليندا لويس هو الثالث لها في الكويت، متوقعة أن يكون مميزًا تمامًا كما كان في السنوات السابقة.

ولم تختلف الاجواء الرمضانية في منزلها عن غيرها، فقد حرصت على تزيين منزلها وشرفته بالفوانيس والإضاءات الجميلة التي تحمل شكل النجمة والهلال، الى جانب تجهيز الكثير من التمور استعدادا لاستقبال هذا الشهر الفضيل، كما احتفلت بـ«القريش» مع فريق السفارة.

وقالت لويس لـ القبس: «أنا شخصياً يذهلني دائماً مدى الاجواء الاجتماعية التي يعيشها شهر رمضان في الكويت، لذلك نحرص أنا وفريقي على زيارة الكثير من الديوانيات خلال الشهر الفضيل، والتي تعد فرصة ممتازة لفهم المواضيع التي تدور في أذهان الناس وللالتقاء بأشخاص لم نرهم منذ فترة.

وتابعت: أتطلع إلى وجبات الإفطار والغبقات وإلى ارتداء الدراعات التراثية الجميلة التي اقتنيتها خلال فترة وجودي هنا في الكويت.

وعن أوجه التشابه في الاجواء الرمضانية بين بلادها والكويت، قالت: تعد المملكة المتحدة موطنًا لحوالي 4 ملايين مسلم، لذا فإن شهر رمضان يعد وقتًا مهمًا في جميع أنحاء بريطانيا أيضًا، ويأمل الكثير من سكان لندن أن تعود إضاءات رمضان الجميلة – مثل الأقمار الفضية والذهبية والنجوم والفوانيس – إلى وسط لندن في منطقة ويست إند.

وأضافت: وستكون المجتمعات والمجالس المحلية مشغولة أيضًا خلال شهر رمضان بالتخطيط لاحتفالات العيد، كما يتم التخطيط لمهرجانات العيد المناسبة للعائلات في العديد من مدن المملكة المتحدة، مع المعارض الترفيهية والموسيقى ومكبرات الصوت وبوثات الطعام ومسابقات القرآن الكريم، كاشفة عن الاستعداد لتنظيم مهرجان كبير للعيد في ميدان الطرف الأغر يوم 20 أبريل مع الغناء والرقص والحرف اليدوية والطعام اللذيذ.

السفيرة الكندية عليا مواني: أتجهز له بـ«دراعاتي» وأحب توزيع «النقصات»

تحرص السفيرة الكندية عليا مواني، في رمضان سنوياً بمعية ابنها على إعداد تقويم معًا يتضمن أعمال الخير في الشهر الكريم بدءًا من مساعدة صديق، إلى الاتصال بالأجداد البعيدين وأفراد الأسرة للاطمئنان عليهم، إلى القيام بالأعمال المنزلية في جميع أنحاء المنزل.

وتقول مواني لـ القبس إنها تحرص على التأكد من أن جميع الأحداث والفعاليات الرمضانية المتنوعة موجودة في التقويم الخاص بها، إضافة إلى تجهيز «دراعاتها»، مضيفة: أحب تقليد توزيع «نقصات» رمضان، لذلك أقوم أنا وفريق عملي بإعدادها بلمسة كندية.

وترى مواني أن رمضان في الكويت هو وقت العمل الجماعي، وشهر نشط ويتضمن تقاليد فريدة مقارنة بالبلاد الأخرى التي عاشت فيها الشهر ذاته، مضيفة: استمتعت أنا وفريقي بوجبة «القريش» قبل رمضان، والآن، أتطلع إلى حضور الديوانيات والغبقات التي تعد وسيلة رائعة للتواصل مع الكويتيين والأشخاص من جميع أنحاء العالم، اضافة الى حضور التجمعات النسائية.

وعن الاجواء الرمضانية في بلادها وأوجه التشابه مع الكويت، قالت مواني إن التنوع هو جوهر هويتنا ككنديين - من الثقافة والعرق إلى اللغة والدين، وتعد كندا موطنًا لأكثر من 1.8مليون مسلم لديهم تقاليد من جميع أنحاء العالم، وهذا التنوع يؤثر في كيفية احتفالنا برمضان وتجربته، مضيفة: يركز بعض الناس على الصلاة والتأمل الذاتي، والبعض الآخر على الأعمال الخيرية كتقديم وجبات الطعام للمحتاجين، والبعض يركز على بناء جسور التفاهم مع المجتمعات الدينية الأخرى.

ولم تختلف المائدة الرمضانية في كندا عن الكويت كثيرا، فبحسب ما ذكرته مواني، فإنها متنوعة مثل الكنديين أنفسهم، حيث يبدأ معظم الناس إفطارهم بالتمر، ثم ينتقلون إلى تناول الشوربة والسلطات، ثم الأطباق التي تحتوي على البروتين – من الطاجين إلى الدال إلى البرياني إلى الكاري والمشاوي اعتمادًا على ما هو جزء من تقاليد كل عائلة وما هو محلي.

وختمت بقولها: يفضل معظم الناس تناول وجبة خفيفة تحتوي على ما يكفي من الطعام، ولكن ليس كثيرًا لتجنب إهداره، والكنديون يحبون القيام بتجمعات الطعام على الإفطار، حيث يحضر كل ضيف طبقاً يستمتع به وهو خاص لهم ليشاركوه.

السفير الأسباني ميغيل مورو أغيلار: يعجبني كرم الكويتيين في مساعدة المحتاجين

لم تختلف الطقوس الرمضانية لدى السفير الأسباني لدى البلاد ميغيل مورو أغيلار عن غيره من الدبلوماسيين، حيث يعد هذا رمضان الرابع له في الكويت حسب قوله، متمنياً تجربة التقاليد الطيبة وعيش أجواء الشهر الكريم الجميلة بين الأصدقاء الطيبين في الكويت من خلال زيارة بعض الديوانيات والغبقات إلى جانب تنظيم بعض الفعاليات بنفسه.

ورأى مورو أغيلار أن التجمعات العائلية الدافئة وتفاني المجتمع وكرمه في مساعدة المحتاجين أهم ما يعجبه في هذا الشهر الفضيل، لافتاً الى أنه يفضل ممارسة رياضة المشي في المنطقة التي يقطن بها كلما أمكن ذلك إضافة الى السباحة ورياضة البادل مع الاصدقاء.

وذكر أن العديد من المسلمين الأسبان الذين يعيشون بيننا في أسبانيا يحتفلون بالشهر الكريم مع مراعاة العديد من التقاليد، والصيام أثناء النهار وبالطبع جمع جميع العائلات والأصدقاء في المنازل لتناول الإفطار معاً وكل ذلك في أجواء احتفالية ودية للغاية.

السفيرة التركية طوبى نور سونمز: الديوانية تجربة رائعة أستمتع بها

يعد رمضان الحالي الثاني للسفيرة التركية طوبى نور سونمز، في البلاد، ولم تختلف الاجواء الرمضانية في بلادها عن الكويت، حيث تعتبر لحظة الإفطار مناسبة عزيزة تجتمع فيها العائلات والأصدقاء والجيران معًا لمشاركة وجبة ترمز إلى الوحدة والامتنان.

وتقول سونمز: «كما تقدم الخيام التقليدية في جميع أنحاء الكويت مجموعة لذيذة من الأطباق، تذكرنا بموائد الإفطار التركية، فرائحة الأرز المنقوع بالزعفران، ولحم الضأن الطري، والمعجنات الحلوة تملأ الهواء، وتدعو الجميع للمشاركة في الروح الجماعية، تمامًا كما هو الحال في تركيا، وتنبض المساجد بالحياة في ليالي رمضان، ويتردد صدى تلاوة القرآن الكريم في القاعات، مما يخلق جوًا من الخشوع والصفاء.

وتضيف: الديوانية أحد التقاليد الكويتية التي أستمتع بها كثيرًا، إنها تجربة رائعة أن نرى مجتمعات محلية نابضة بالحياة تتفاعل بعضها مع بعض خلال التجمعات العائلية، حيث يتواصلون اجتماعيا ويعززون روابطهم وهو أمر يشجعه شهر رمضان.

وتابعت سونمز: أدعو مواطنينا إلى استكشاف بعضهم لتقاليد بعض، أتمنى أن يجرب الكويتيون الاجواء الرمضانية في شوارع إسطنبول النابضة بالحياة وأن ينغمس الأتراك في دفء الضيافة الكويتية، ومن خلال التبادل الثقافي، يمكننا تعزيز الروابط والاحتفال بقيمنا المشتركة.

واختتمت حديثها بالقول: «إن رمضان الثاني لي في الكويت يؤكد من جديد جمال التنوع وعالمية الإيمان. أتمنى أن يستمر الهلال في توحيدنا، وتجاوز الحدود وإثراء أرواحنا».

السفير البلغاري ديميتار ديميتروف: للمسلمين في بلادي شعائرهم الرمضانية

قال السفير البلغاري لدى البلاد ديميتار ديميتروف إن الإسلام ثاني أكبر ديانة في بلغاريا بعد المسيحية، وإن شعائر شهر رمضان المبارك يمارسها المسلمون في بلغاريا كسائر المسلمين في العالم.

وأضاف في حديثه لـ القبس: يتعايش المسيحيون والمسلمون في بلغاريا منذ قرون عديدة ويعرفون ويحترمون عادات وتقاليد بعضهم ويعايد بعضهم بعضا في مختلف المناسبات والأعياد الدينية الكبرى حيث روح التسامح بين الطوائف راسخ في بلدي منذ القدم.

وتابع: في هذا العام يتزامن صيام شهر رمضان إلى حد كبير مع فترة الصوم التي يلتزمها المسيحيون في بلادي لمدة 7 أسابيع قبل عيد الفصح المجيد، إذ يمتنع المسيحيون خلال هذه الفترة من تناول بعض أنواع الطعام كاللحوم مثلا أو منتجات الألبان على مراحل متفاوتة وخلال فترة الصوم لا يمتنع المؤمنون من أنواع معينة من الاكل فحسب ولكن أيضا من دائرة واسعة من الأفعال والأفكار السيئة ويكرسون أوقاتاً أكثر للصلاة ولارتقائهم الروحي.

وأشارت حرم سفير جمهورية بلغاريا أنطونيا ديميتروفا إلى التشابه بين المأكولات خلال شهر رمضان في بلغاريا وبين تلك المعروفة في معظم البلدان العربية.

وقالت إن للحلويات النصيب الأكبر خلال شهر رمضان المبارك ومن أشهرها البقلاوة والمطبق والمهلبية وغيرها من الحلويات وتوجد في بلغاريا حلويات مشابهة للكنافة ولما يعرف ببلح الشام ومن السما وما شبه ذلك، مضيفة: ويرجع هذا التشابه الكبير في أنواع المأكولات الموجودة في بلغاريا مع كثير من المأكولات العربية الى القرب الجغرافي بين شبه جزيرة البلقان وبلدان العالم العربي وكذلك إلى التاريخ المشترك.