عبدالله النيباري في ذكرى رحيله الثانية... رجل المواقف

تحل الذكرى الثانية لرحيل أحد خيرة رجالات الكويت المرحوم، بإذن الله تعالى، النائب السابق عبدالله النيباري، الذي يوافق رحيله تاريخ 20-03-2022 بعد مسيرة امتدت أكثر من 60 عاماً كان خلالها مدافعاً شرساً عن المال العام، فضلاً عن دفاعه عن الديموقراطية الكويتية حتى كاد يفقد حياته في سبيل تحقيق هذا الهدف بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال عام 1997.إن الحديث عن قامة كبيرة مثل عبدالله النيباري لا يمكن أن يحصى، وجميع مواقفه المحلية والإقليمية والدولية تشهد له في حياته وبعد مماته، لقد ترك رحمه الله بصمة في العمل السياسي في الكويت، وضرب مثالاً يحتذى به خصوصاً في الدفاع عن المال العام.ولد الراحل عام 1936، وتدرج في التعليم حتى حاز شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الأميركية بالقاهرة عام 1961، وحصل على دبلوم في الاقتصاد من جامعة أوكسفورد البريطانية عام 1963.

الراحلان النيباري وأحمد الخطيب

تحل الذكرى الثانية لرحيل أحد خيرة رجالات الكويت المرحوم، بإذن الله تعالى، النائب السابق عبدالله النيباري، الذي يوافق رحيله تاريخ 20-03-2022 بعد مسيرة امتدت أكثر من 60 عاماً كان خلالها مدافعاً شرساً عن المال العام، فضلاً عن دفاعه عن الديموقراطية الكويتية حتى كاد يفقد حياته في سبيل تحقيق هذا الهدف بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال عام 1997.

إن الحديث عن قامة كبيرة مثل عبدالله النيباري لا يمكن أن يحصى، وجميع مواقفه المحلية والإقليمية والدولية تشهد له في حياته وبعد مماته، لقد ترك رحمه الله بصمة في العمل السياسي في الكويت، وضرب مثالاً يحتذى به خصوصاً في الدفاع عن المال العام.

ولد الراحل عام 1936، وتدرج في التعليم حتى حاز شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الأميركية بالقاهرة عام 1961، وحصل على دبلوم في الاقتصاد من جامعة أوكسفورد البريطانية عام 1963.

والتحق النيباري في بداية مسيرته العملية بمجلس النقد الكويتي (البنك المركزي حالياً)، فشغل منصب رئيس إدارة البحوث والرقابة على الصرف خلال الفترة من عام 1964 حتى 1966، وانتقل بعدها للعمل في شركة البترول الوطنية، فشغل منصب أمين سر مجلس الإدارة فيها بين عامي 1966 و1968، ثم مديراً لإدارة التخطيط والاستكشاف بشركة البترول الوطنية من عام 1968 حتى دخوله مجلس الأمة عام 1971 و1975.

وبعد الغزو العراقي حاز الراحل عضوية مجلس الأمة ثلاث دورات متتالية أعوام 1992 و1996 و1999، وكان خلال هذه الأعوام التي قضاها في العمل النيابي، من أشد المدافعين عن المال العام في كل القطاعات، خصوصاً في المجال النفطي الذي أولاه اهتماماً كبيراً، ولم يكن ذلك مصادفة، فالراحل بدأ حياته بالعمل في الشركات النفطية بالكويت، كما أن دراسته الجامعية تخصصت في مجال الاقتصاد، ومن هنا جاء تصدّيه لمجمل القضايا التي تخص النفط، وقد استشعر خطر الشركات الأجنبية التي كانت تحتكر النفط الكويتي، والتي كانت تعمل على «تطفيش» العمالة الوطنية، إضافة إلى طلباتها المتكررة بزيادة الإنتاج، الأمر الذي سيلحق الضرر بالاحتياطي العام من البترول، فتصدى لها بقوة وعمل مع النواب المستقلين وممثلي التقدميين الديموقراطيين على تعديل حق الامتياز.

وسعى رحمه الله مع فريق من زملائه النواب إلى تأميم النفط الكويتي بشكل كامل، وخاض معركة طويلة وصعبة بدأت في عام 1971 وانتهت في 1975 ليتحقق له ما سعى إليه، ونجح بدعم من الحكومة الكويتية في التوصل إلى القرار التاريخي بتأميم النفط الكويتي وإنهاء سيطرة الشركات الأجنبية.

جانب من تشييع النيباري

وفي بداية تسعينيات القرن الماضي، تبنى قضايا حماية المال العام، وناله التجريح والهجوم الشخصي بسبب تصريحاته ومواقفه من قضية اختلاسات شركة ناقلات النفط. ولم يثنِه هذا كله عن مواصلة دوره في محاربتهم وفضحهم في كل منبر، حتى تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة أثناء عودته من منطقة الشاليهات برفقة زوجته السيدة فريال الفريح في 6 يونيو 1997.

لقد كان الراحل من أكثر الأشخاص وقوفاً إلى جانب الطبقة الكادحة من الشعب الكويتي، خصوصاً مع ارتفاع الأسعار، فقدم استجواباً لوزير التجارة والصناعة آنذاك خالد العدساني، وفي إطار حرصه على المال العام قدم عام 2003 استجواباً آخر لوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد ضيف الله شرارعلى خلفية موافقة الحكومة على مشروع لآلئ الخيران ومشروع الوسيلة في الفروانية.

وكان النيباري، رحمه الله، أحد المؤسسين للمنبر الديموقراطي بهدف توحيد قوى التيار الوطني الديموقراطي في تنظيم سياسي موحد، كما كان من الشغوفين بالعمل القومي العروبي والانتماء إلى القومية العربية كمعظم الطلبة الكويتيين الدارسين في الخارج.

المدافع الشرس في مجلس الامة

وعمل بعد تخرجه من القاهرة في الإشراف ومتابعة إصدار جريدة الطليعة مع المرحوم سامي المنيس، وواجها الكثير من الصعوبات في بداية الصدور، لكنه عمل بكل تفان وحب وإخلاص لتأخذ الصحيفة مسارها الطبيعي مع بقية الصحف الكويتية، فكان رافداً أساسياً لـ «الطليعة» من خلال مقالاته وكتاباته، خصوصاً حول موضوع النفط، وضروة تأميم هذا القطاع وتخليص البلاد من الشركات الأجنبية.

رحم الله الفقيد عبدالله النيباري الذي جاء رحيله ليطوي صفحة أخرى من صفحات التاريخ الديموقراطي في الكويت، وما أحوجنا اليوم لنواب مثله، يكون همهم الوحيد تيسير حياة المواطن الكويتي، والعمل على رفع شأن وطنهم من خلال حماية المال العام من الهدر والسرقات.