اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٢
يشتكي العديد من المواطنين من ان أسعار تذاكر الحفلات الغنائية في الكويت قد أصبحت عالية جدا. فقد أظهرت بعض حسابات التواصل الاجتماعي أنه تم عرض التذكرة الواحدة لحفلة أحد المطربين المشهورين بسعر ثلاثة آلاف دينار، أي ما يقارب 10 آلاف دولار. وبدأ البعض يقول ان هذه التذاكر خالفت قوانين العرض والطلب وانه كلما زاد سعرها أصبح الطلب عليها أعلى.
تفسير علمي
لكن هل فعلا هناك سلع وخدمات يزيد الطلب عليها كلما زاد سعرها؟ وهل هناك تفسير علمي للظواهر التي تخالف القواعد العلمية الراسخة؟
تسمى هذه السلع والمنتجات والخدمات بسلع فيبلين Veblen good نسبة إلى الاقتصادي الأميركي ثورستين فيبلين (Thorstien Veblen) وتعرف عليها سنة 1899 على انها سلع تعطي وجاهة اجتماعية لمن يشتريها. فكلما كان سعرها أعلى، أصبحت تمثل وجاهة اجتماعية، وتكون مرغوبة أكثر لكل من يريد الحصول على «البريستيج» أو من يريد أن يؤكد أنه من فئة معينة في المجتمع.
العرض والطلب
يشير الاقتصاديون الى أن هذه السلع لا تخالف قوانين العرض والطلب، لأن كل ما هنالك في الواقع أن قيمة هذه السلع تزيد اجتماعيا حسب الفئة التي تشتريها أو تستهلكها. وبالتالي تصبح ذات سعر أعلى لأن قيمتها أصبحت أكبر. وحتى نفهم الصورة بشكل أوضح، يتم رفع أسعار هذه السلع لتكون بمتناول فئة معينة في المجتمع، ما يعطيها قيمة أكبر ويجعلها مرغوبة لمن يريد الحصول على وجاهة اجتماعية. ولو أصبح سعرها منخفضا أو كانت في متناول الجميع، لما أصبحت حكرا على النخبة وانخفضت قيمتها اجتماعيا وبالتالي يقل الطلب عليها.
سلع محددة
ينطبق هذا المفهوم على السلع الفاخرة التي لا يستطيع أو لا يريد عامة الناس شراءها. مثل المجوهرات والساعات الثمينة لمصممين مميزين والسيارات الفاخرة التي يصعب شراؤها. فكلما صعب الحصول على هذه السلعة أصبحت سلعة خاصة بالنخب وهو ما يبرر سعرها المرتفع. ويمكن ملاحظة هذه الظاهرة عندنا في الساعات والمجوهرات وحقائب اليد والسيارات التي يفاخر العديد من المواطنين والمواطنات بامتلاكها، لأن ذلك يمثل نوعا من البريستيج الاجتماعي. ولو كان الحصول عليها سهلا وأسعارها منخفضة لما أصبح لها أي قيمة اجتماعية.
ولنا أن نتخيل مثلا، ان هناك منطقة جديدة في الكويت، بدأ النخبة فعلا بامتلاك الأراضي فيها، ألن تصبح ذات قيمة أعلى لأن ملاك الأراضي فيها هم نخبة المجتمع، وهناك العديد ممن يريد أن يكون من ضمن هذه الفئة؟
ظواهر غير أخلاقية
يقوم بعض المنتجين والمسوقين بخلق حالة من الوهم عند الناس بأن هذا المنتج فريد من نوعه وهو خاص للنخبة وليس من السهل الحصول عليه وهو ما يبرر سعره المرتفع، بالرغم من وجود منتج مطابق له تماما وأحيانا من نفس المصنع لكن يباع بشكل تقليدي جدا.
ترى كم منتجا في الكويت يتم تسويقه عن طريق التواصل الاجتماعي على أنه ذو قيمة عالية، وفي حقيقة الأمر مطابق لمنتج آخر لا يتم تسويقه بهذه الطريقة؟
محمد رمضانكاتب وباحث اقتصادي
rammohammad@