×



klyoum.com
kuwait
الكويت  ١٨ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
kuwait
الكويت  ١٨ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار الكويت

»سياسة» جريدة الجريدة الكويتية»

السفير السابق يروي في كتابه السادس رحلته بعالم الثقافة

جريدة الجريدة الكويتية
times

نشر بتاريخ:  السبت ٤ أيار ٢٠٢٤ - ٢٠:٣٣

السفير السابق يروي في كتابه السادس رحلته بعالم الثقافة

السفير السابق يروي في كتابه السادس رحلته بعالم الثقافة

اخبار الكويت

موقع كل يوم -

جريدة الجريدة الكويتية


نشر بتاريخ:  ٤ أيار ٢٠٢٤ 

يحتوي كتاب «خمسون عاماً مع القراءة والكتابة» على جملة عناوين لها علاقة بنشاطات الرومي، وما كتبته الصحافة عن مؤلفاته وعن تقديمه لبعض البرامج الإذاعية بإذاعة الكويت في منتصف السبعينيات من هذا القرن، وعلى سبيل المثال كان أول برنامج إذاعي يقدّمه بعنوان «جولة في الخليج العربي» امتدت إلى 6 حلقات.وهدفت فكرة البرنامج إلى تسليط الضوء على دول الخليج العربية، وكذلك تقديم برامج سياسية بعنوان «المجلة السياسية» و«عالم السياسة»، استعرض فيهما المصطلحات السياسية والمنظمات الدولية والعربية، خاصة الأمم المتحدة وميثاقها، والأنظمة السياسية السائدة.بدايته مع الصحافة

يحتوي كتاب «خمسون عاماً مع القراءة والكتابة» على جملة عناوين لها علاقة بنشاطات الرومي، وما كتبته الصحافة عن مؤلفاته وعن تقديمه لبعض البرامج الإذاعية بإذاعة الكويت في منتصف السبعينيات من هذا القرن، وعلى سبيل المثال كان أول برنامج إذاعي يقدّمه بعنوان «جولة في الخليج العربي» امتدت إلى 6 حلقات.

وهدفت فكرة البرنامج إلى تسليط الضوء على دول الخليج العربية، وكذلك تقديم برامج سياسية بعنوان «المجلة السياسية» و«عالم السياسة»، استعرض فيهما المصطلحات السياسية والمنظمات الدولية والعربية، خاصة الأمم المتحدة وميثاقها، والأنظمة السياسية السائدة.

بدايته مع الصحافة

بدأ حبه واهتمامه بالصحافة عندمـــا كان طالبــا فـــي مدرســـة الشـــامية المتوســـطة بالشـــامية فـــي الســـنوات الأولى من عام 1962، وكان يبلغ مـن العمـر 12 عاما، وهـــي مـــن المـــدارس النموذجيـــة الأولى فـــي الكويـــت مثـــل مـــدارس الصديـــق، وصلاح الديـــن، وثانويـــة الشـــويخ للبنيـــن، وكانـــت هنـــاك مـــدارس للبنـــات حديثـــة أيضــا منهـــا مدرســـة أســـماء بنـــت أبـــي بكـــر، وســـكينة فـــي الشـــامية، ومدرســـة المرقـــاب للبنـــات.

وهـذه المـدارس بُنيـت فـــي عهـــد المغفور له الشـــيخ عبدالله السالم الصبـــاح أميـــر البـــلاد فـــي بدايـــة الخمســـينيات وأوائـــل الســـتينيات، كان لدينـــا فـــي ذلـــك الوقـــت بيـــن الـــدروس نشــاط لمـــدة حوالـــي 45 دقيقـــة يمـــارس بــه الطلبـــة النشـــاطات المختلفـــة كالألعاب الرياضيـة والموسيقى والمســـرح والإذاعة الداخليـــة والرســـم والصحافـــة، وغيرهـــا مـــن الأنشطة التي تصقل شـــخصية الطالب. وفي الوقـــت نفســـه كنـــا يصلون صلاة الظهـــر جماعـــة أيضــا بالمدرســـة، إلـــى جانـــب تقديـــم وجبـــة الغـــداء المجانيـــة لجميـــع الطلبـــة.

كان اهتمامه فـــي ذلـــك الوقـــت بالصحافـــة، فقـــد أنشـــأ جريـــدة الحائـــط مـــع أحـــد الزملاء أصبـــح فيمـــا بعـــد زوج أختـــي، فكانـــت صحيفـــة الحائـــط تتكـــون مـــن ورق كرتـــون كبيـــر ومعلّـــق علـــى الحائـــط، وتتضمـــن آيـــة قرآنيـــة وبيـــتاً مـــن الشـــعر وحكمـــة، ومقابلـــة مـــع أحـــد الأساتذة أو الطلبـــة، وكانـــت مـــواد صحيفـــة الحائـــط متواضعـــة نوعــا مـــا، لكـــن الطلبـــة يقرأونهـــا، البعـــض يشـــيد والبعـــض ينتقـــد لقلّة المواضيـــع وغيرهـــا. عندمـــا تخرّج في المدرســـة المتوســـطة بالشـــامية التحق بثانويـــة الشـــويخ، وهـــي أول ثانويـــة بُنيـــت بالكويـــت فـــي أوائـــل الخمســـينيات. وتمتـــاز ثانويـــة الشـــويخ بمســـاحتها الشاســـعة ومبانيهـــا الجميلـــة، وبهـــا مســـجد كبيـــر واســـتاد رياضـــي هـــو الوحيـــد بالكويـــت فـــي ذلــك الوقـــت، وســـكن داخلـــي للطلبـــة ومســـاكن للمدرســـين ومكتبـــة وقاعـــة طعـــام كبيـــرة تقـــدم الوجبـــات الثلاث الرئيســـية لطلبـــة القســـم الداخلي، إلـــى جانـــب الحدائـــق المنســـقة والملاعب الرياضيـــة المتعـــددة.

فـي الثانويـة استهوته هوايتـان ليـــس من بينهمـــا الصحافـــة، لأنــه لـــم يكـــن هنـــاك نشـــاط صحافـــي، بـــل صحيفـــة حائـــط فـــي مدخـــل الســـكن الـــذي يســـكنه ويتكـــون مـــن دوريـــن، كل دور بـــه جنـــاح، وكل جنـــاح يتكـــون مـــن 20 ســـريرا، مـــن الصحـــف التـــي يعدهـــا بعـــض الطلبـــة بهـــا أخبـــار وشـــعر وإعـــلان عـــن المباريـــات.

كان اهتمامـــه فـــي المرحلـــة الثانويـــة منصـــبّاً علـــى هوايتـــين، الأولى قـــراءة الكتـــب، وخاصـــة الروايـــات والألعاب الرياضيـــة ومنهـــا كـــرة القـــدم. وكان الجـــو الطلابي فـــي ثانويـــة الشـــويخ أخـــويا، تعرّف فيـــه علـــى الكثيـــر مـــن إخواننـــا الطلبـــة الكويتييـــن والخليجييـــن وطلبـــة المغرب العربـي.

قراءته للكتــب أعطته دفعـــة قويـــة لتقويـــة لغته العربيـــة أكثـــر فأكثـــر، وكان يقـرأ فـي تلـك الفتـرة كتـبا فـي مواضيـع عـدة، منهـا الكتـب السياسـية أو التاريخيـــة، وكذلـــك الروايـــات والكتـــب الأجنبية المترجمـــة للغـــة العربيـــة.

ولمـــا انتقل للدراســـة الجامعيـــة وكانـــت جامعـــة الكويـــت هـــي المحطـــة الأولى لتكملـــة دراســـته الجامعيـــة، كانـــت هنـــاك مجلـــة تصدرهـــا كليـــة الاقتصاد والتجـــارة يحررهـــا الطلبـــة وكتب بها دراســـة عـــن المنظمـــات الدوليـــة، أمـــا بالنســـبة للصحـــف الكويتيـــة والمجلات التـــي ظهـــرت فـــي بدايـــة الســـبعينيات فقـــد كانـــت مجلـــة مـــرآة الأمة، وصاحبهـــا ورئيـــس تحريرهـــا المغفور لـه بـإذن اللـه الأستاذ والعـم علـي بـن يوسـف الرومـي الـذي شـجعه علـــى الكتابـــة وكتب أول مقـــال بالصحافـــة الكويتيـــة، فـــي 1972/9/20، وأثنـــاء المرحلـــة الجامعيـــة كتبــت أيضــا بالصحـــف الكويتيـــة الأخرى كالوطـــن والسياســـة والأنباء والقبـــس.

وبعـد تخرجه مـن جامعـة القاهـرة كليـة الاقتصاد والعلـوم السياسـية التـي أكمل المرحلـة الجامعيـة بهـا بعـد جامعـة الكويـت، كتب فـي مجلـة النـدوة التـــي تصدرهـــا رابطـــة الطلبـــة الكويتييـــن بالقاهـــرة، وتشـــرف فيمـــا بعـــد برئاســـة الرابطـــة «الاتحاد» لمـــدة ســـنتين حتـــى تخرجه فـــي عـــام 1974.

وكذلـــك كتب فـــي مجلـــة الشـــامية والشـــويخ التـــي تصـــدر عـــن جمعيـــة الشـــامية التعاونيـــة، وكان وقتهـــا رئيســا لمجلـــس المنطقـــة وعضـــو مجلـــس الإدارة. بعـــد ذلـــك المشـــوار أصبح له كتابـــات شـــبه أســـبوعية خاصـــة فـــي جريـــدة القبـــس ثـــم انتقل للكتابـــة فـــي جريـــدة الجريـــدة حتـــى بدايـــة عـــام 2022 وتفرغ لإصـدار كتبه الخاصـة ومنهـا «آراء وخواطـر» وقـد أصدره فـــي القاهـــرة عـــام 1992، وتضمـــن بعـــض مقالاته التـــي كتبهـــا فـــي الصحـــف الكويتيـــة وغيرهـــا مثـــل الأهرام أثنـــاء الغـــزو العراقـــي للكويـــت 1990، والأخبار وصحـــف الأخبار ومجلـــة روز اليوســـف وكتب بعـــض المقالات فـــي صحـــف عربيـــة أخـــرى مثـــل صحيفـــة الشـــرق الأوسط والحيـــاة، وأثنـــاء عملـه الدبلوماســـي كتب فـــي صحيفـــة الشـــرق القطرية وصحيفـــة العـــرب القطريـــة مقـــالا بمناســـبة مغادرته قطـــر الشـــقيقة شـــكر فيه كل مـــن التقى بـــه مـــن مســـؤولي ومواطنـــي قطـــر الذيـــن قضى معهـــم ســـنوات جميلـــة هو وأســـرته.

وعندمـــا كان ســـفيرا لبلـــده الحبيـــب الكويـــت فـــي الســـويد كتب مقالا فـي صحيفـة اكسبريس الناطقـة باللغـة الســويدية، ومقالا باللغـة العربيـة بعــد أن ترجـم للغـة السـويدية، وكان ذلـك بعـد أحـداث سـبتمبر 2001 دافع فيـه عـــن الإسلام كديـــن ســـام ومحبـــة ومســـاواة، ردا علـــى الهجمـــات الإعلامية فـــي الغـــرب ومنهـــا بعـــض الصحـــف فـــي الســـويد التـــي أســـاءت للإسلام وصـورت المسـلمين أنهـم إرهابيون وقتلـة، وذكر الآيات القرآنيـة التـي تنبـــذ القتـــل والإساءة للآخرين مـــن البشـــر، بغـــض النظـــر عـــن سياســـاتهم أو ديانتهـــم.

القراءة أيام المرحلة الثانوية

ويسرد في كتابه تلك المرحلة بالقول: «لاشـــك أن فتـــرة دراســـتي فـــي ثانويـــة الشـــويخ التـــي تأسســـت عـــام 1953، وخاصـــة أيـــام مـــا كنـــا فـــي القســـم الداخلـــي فـــي هـــذه المدرســـة الرائـــدة فـــي الكويـــت وهـــي أول مدرســـة ثانويـــة أنشـــأت للطلبـــة وهـــي الوحيـــدة التـــي بهـــا قســـم داخلـــي، حيـــث يوجـــد بهـــا عشـــرة بيـــوت لإسكان الطلبـــة منهـــا بيتان لطلبـــة القســـم العلمـــي كل غرفـــة بهـــا طالبـــان فقـــط للتفـــرغ للدراســـة وأيضــا هنـــاك بيـــوت للقســـم الأدبي ويتكـــون البيـــت مـــن دوريـــن وكل دور بـــه عنبران وكل عنبـر بـه عشـرون سـريرا وخزانـة وبـه صالـة خاصـة لفتـرة المراجعـة وهـي فتـــرة إلزاميـــة لمـــدة ســـاعة كاملـــة، وكنـــت محظـــوظا أن أدخـــل هـــذه الثانويـــة العتيـــدة وأن أســـتفيد مـــن الســـكن الداخلـــي لتعرفـــي علـــى الكثيـــر مـــن الطلبـــة إلـــى جانـــب أن هنـــاك نشـــاطات متعـــددة يقـــوم بهـــا الطلبـــة بعـــد انتهـــاء الـــدوام الدراســـي».

وتابع «كنـت أسـتغل أوقـات الفـراغ وخاصـة قبـل النـوم في أن أقـرأ الكتـب الأجنبية المترجمـــة للغـــة العربيـــة، إلـــى جانـــب الكتـــب العربيـــة، وكنـــت أقـــرأ فـــي جميـــع المجالات الأدبية والتاريخيـــة والسياســـية، ومـــن المؤلفين الذين شـــدوا انتباهـــي وقرأت لهم الأديب نجيـــب محفـــوظ، الذي تحولـــت كتبه إلـــى أفلام مثـــل ثلاثيته المشـــهورة (الســـكرية وقصـــر الشـــوق بيـــن القصريـــن) والكتـــب العربيـــة الأخرى، أمـــا الترجمـــات فكنـــت أقـــرأ للأديب الإنكليزي تشـــارلز ديكـــن، ومـــن كتبـــه قصـــة مدينتيـــن وأوليفـــر تويســـت، وجريـــت اكسبكيتشـــن ديفيـــد كوبرفيلـــد وهـــي الأخرى تحولـــت إلـــى أفلام».

وأضاف «ولاحظت أن هنـاك تشـابها بيـن الأديب المصـري نجيـب محفـــوظ والأديب الإنكليزي تشـــارلز ديكـــن مـــن حيـــث التصويـــر للأحداث والوصـــف الدقيـــق ويتشـــابهان أيضـــا فـــي كتاباتهـــم بالغـــوص فـــي مجتمعاتهـــم، وكانـــت بعـــض الكتـــب الأجنبية مقـــررة علينـــا فـــي الثانويـــة بعـــد الترجمـــة، ومنهـــا قصـــة مدينتيـــن لتشـــارلز ديكـــن، ولاحظت فـــي كتبهـــم كأننـــي أشـــاهد الأفلام مـــن دقـــة الوصـــف وســـرد الأحداث».

وقال: «قـــرأت أيضـــا روايـــة الكونـــت دي مونـــت كريســـتو للأديب الفرنســـي ألكســـندر دومـــا، وروايـــة حـــول العالـــم فـــي 80 يومـــا للكاتـــب الفرنســـي جـــول فيـــرن، ومـــن المؤلفين الـــذين ســـنحت لـــي الفرصـــة لقـــراءة مؤلفاتهـــم الأديب الفرنســـي فيكتـــور هيغـــو وأيضــا تحـــول كتابـــه بعنـــوان (البؤســـاء) إلـــى فيلـــم ســـينمائي أيضــا وكتابـــه الشـــهير (أحـــدب نوتـــردام)».

وأردف «ومـــن الذيـــن قـــرأت لهـــم الكاتـــب الأميركي أرنست همينغـــوي فـــي كتابـــه الشـــهير (العجـــوز والبحـــر) وهـــو أيضـــا تحـــول إلـــى فيلـــم ســـينمائي. ومـــن الذيـــن قـــرأت لهـــم كان الأديب الروســـي ليـــو تولســـتوي رائعتـــه (الحـــرب والســـام) و(آنـــا كارنينـــا) وكانـــت هـــذه الفتـــرة بوابـــة لـــي لقـــراءة العديـــد مـــن الكتـب وخاصـة الكتـب السياسـية والمذكـرات، وكانـــت بعـــض الكتـــب مقـــررة علينـــا فـــي الثانويـــة، فكانـــت فتـــرة المرحلـــة الثانويـــة فـــي مدرســـة ثانويـــة الشـــويخ مدرســـة لـــي للاطلاع والثقافـــة وبعدهـــا فتحـــت لـــي الطريـــق للقـــراءة، حتـــى اســـتطعت أن أؤلـــف بعـــض الكتـــب فـــي المرحلـــة اللاحقة، وكنت أقــرأ بعـــض الكتـــب السياسـية ومنهـا كتـاب أول رئيـس وزراء للهنـد جواهـــر اللنهـــرو، بعنـــوان (قصـــة حياتـــي) ويعـــد أول كتـــاب اشـــتريه ذا طابـــع سياســـي، وكان مـــن مكتبـــة ســـينما الأندلس فـــي حولـــي عـــام 1963 وأزيلـــت الســـينما وأقيـــم بـــدلا منهـــا مجمـــع تجـــاري».

فقيد الصحافة

يورد في الكتاب مقالة كتبها عن المرحوم، علي بن يوسف الرومي، رئيس تحرير مجلة «مرآة الأمة»، وهو أول من أعطاه الفرصة للكتابة في المجلات والصحف الكويتية يقول فيها... «فقــدت الصحافــة الكويتيـة أحــد الــرواد الأفاضل بمـوت الأستاذ علـي بـن يوســـف الرومـــي صاحـــب مجلـــة مـــرآة الأمة، فقـــد غيّـــب المـــوت فجـــأة رجـــلا مخلـــصا لبلـــده أميـــنا فـــي تعاملـــه، دمـــثا فـــي أخلاقـــه، متواضـــعا بطبعـــه. كان أبـــويوســـف، رحمـــه اللـــه، أخا كبيـــرا لـــكل مـــن عمـــل معـــه أثنـــاء عملـــه الرســـمي أو فـــي المجـــال الصحفـــي. عرفتـــه عـــن قـــرب فـــي بدايـــة الســـبعينيات عندمـــا بـــدأت مشـــواري الصحفـــي، وكانـــت مجلـــة «مـــرآة الأمة» هـــي البدايـــة، وكان صاحبهـــا ورئيـــس تحريرهـــا الأستاذ علـــي بـــن يوســـف الرومـــي يرحـــب بـــكل مـــن يتطـــوع بالكتابـــة فيهـــا.

وكنـــت فـــي ذلـــك الوقـــت حديـــث العهـــد بالكتابـــة الصحفيـــة صغيـــر الســـن، واعتبرتهـــا مجالا جديـــدا وغريبـــا علـــي، لكنـــه رحمـــه اللـــه أخـــذ يشـــجعني، ويفتـــح لـــي المجـــال فـــي مجلتـــه للكتابـــة فيهـــا مـــن حيـــن لآخر.

وحتـــى بدايـــة الصيـــف الحالـــي وقبـــل ســـفره الأخير والـــذي كان الأخير فـــي حياتـــه، كنـــت علـــى اتصـــال بـــه فـــي مكتبـــه وكنـــت أزوره، ورأيـــت التغيـــر الكبيـــر فـــي حياتـــه الصحفيـــة خصوصا بعـــد الاحتلال العراقـــي للكويـــت الـــذي كان لـــه التأثيـــر الكبيـــر علـــى حيـــاة الأستاذ علـــي بـــن يوســـف، كمـــا كان الحـــال مـــع بقيـــة أبنـــاء الكويـــت المخلصيـــن الذيـــن كانـــوا يرفعـــون الشـــعارات القوميـــة، ويدافعـــون عـــن قضايـــا أمتهـــم العربيـــة، وكان قلـــم علـــي بـــن يوســـف الرومـــي مـــن الألقاب الحـــرة الشـــريفة التـــي دافعـــت عـــن القضايـــا العربيـــة ومـــع ذلـــك * مقال أرثي فقيد الصحافة الأستاذ علي بن يوسف الرومي رئيس تحرير جملة مرآة الأمة، رحمه الله وأسكنه جناته. أول من أعطاني الفرصة الأولى للكتابة في المجلات والصحف الكويتية.

لـــم تســـلم مؤسســـته الصحفيـــة مـــن النهـــب والتخريـــب والدمـــار الـــذي حـــل بهـــا، كمـــا هـــو حـــال المؤسســـات الصحفيـــة الأخرى بالكويـــت، والمؤسســـات الحكوميـــة والأهلية.

وإذا كان لنـــا عـــزاء كبيـــر فـــي الفقيـــد الكبيـــر فـــإن ســـمعته وأخلاقـــه العاليـــة ووطنيته الكبيـــرة هـــي خيـــر وســـام لـــكل مـــن يحتـــرم بلـــده وأهلـــه، وعلـــى جمعيـــة الصحفييـــن الكويتيـــة والصحافـــة الكويتيـــة أن تخلـــد أحـــد الكبـــار فـــي المجـــال الصحفـــي الكويتـــي الـــذي قـــدم للصحافـــة ولبلـــده الكثيـــر. رحـــم اللـــه أبـــا يوســـف وأدخلـــه جنـــات النعيـــم وألهـــم أهلـــه وأصحابـــه وأحباءه الصبـــر والســـلوان.

الكويت والمستقبل

من المقالات التي كتبها في مجلة مرآة الأمة سنة 1973، مقال «الكويت والمستقبل» وجاء فيه «المسـتقبل هـو ذلـك الشـيء المحيـر للإنسان، فتجـد كل شـخص يفكـر فـي مســـتقبله ومســـتقبل أبنائـــه، وكذلـــك الحـــال بالنسبة للـــدول، فـــكل دولـــة يجـــب أن تعمـــل حســـاب المســـتقبل لا فـــرق بيـــن دولـــة غنيـــة ودولـــة فقيـــرة. فالأجيال القادمـــة لهـــا الحـــق فـــي الاستمتاع بخيـــرات بلادهـــا ولا يقتصـــر هـــذا الحـــق أو الامتياز علـــى الجيـــل الحاضـــر بـــل يتعـــداه إلـــى الأجيال القادمـــة.

فالكويـت وقـد وهبهـا الله البتـرول الذي بدل فيهـا الحياة وأخـذت البلاد تنمو سـريعاً، هـذا المصـدر الاقتصادي ليـس دائمـاً بل سـيأتي اليـوم الذي سـينتهي فيه هـذا المـورد الـذي يشـكل عصب الحيـاة الاقتصادية فـي الكويت، لكن مـا العمل للاسـتفادة مـن هذه الثـروات الطائلة في المسـتقبل؟

لابد أن يكـــون هنـــاك أكثـــر مـــن مصـــدر للثـــروة لأن اعتمـــاد دولـــة علـــى مصـــدر واحـــد يشـــكل خطـــورة كبيـــرة علـــى اقتصادهـــا، ولأن الاعتماد علـــى البتـــرول فقـــط وهـــو المصـــدر الرئيســـي للثـــروة فـــي الكويـــت - قـــد يســـبب بعـــض الاهتزازات فـــي الاقتصاد الوطنـــي، لأنـــه قـــد يكـــون هنـــاك ظـــروف خارجيـــة تؤثـــر علـــى النتائج والتســـويق كانخفـــاض بعـــض العمـــلات العالميـــة مثـــل الدولار والإسترليني أو رخـــص بتـــرول الـــدول الأخرى نظـــراً لقربهـــا مـــن مناطـــق الاستهلاك العالمـــي.

فتعـدد مصـادر الثـروة وتنويـع الاقتصاد المحلـي يجنـب الدولـة الكثيـــر مـــن المشـــاكل والأزمات الاقتصادية - فالتصنيـــع يعتبـــر مـــن أهـــم المقومـــات الرئيســـية فـــي اقتصاديـــات الـــدول، فممـــا لا شـــك فيـــه أن التصنيـــع يزيـــد مـــن الدخـــل القومـــي ويقـــوي اقتصـــاد أي دولـــة ولكـــن أي نـــوع مـــن الصناعـــة يلائم الكويـــت؟

هـــل هـــي الصناعـــات الخفيفــة أم الصناعـــات الثقيلـــة؟ لـــو أخذنـــا مقومـــات الصناعـــة وطبقناهـــا فـــي الكويـــت لرأينـــا أي نـــوع مـــن الصناعـــات يلائم الكويـــت. الصناعـــة تحتـــاج إلـــى رؤوس أمـــوال ومـــواد خـــام وأيـــد عاملـــة، فهـــل هـــذه الأشياء متوافـــرة فـــي الكويـــت؟

بالنســـبة لـــرأس المـــال، فهـــو متوافـــر بشـــكل كبيـــر فـــي الكويـــت نظـــرا للدخـــل الكبيـــر مـــن البتـــرول، أمـــا المـــواد الخـــام فتجـــد أن الصناعـــات القائمـــة علـــى البتـــرول مـــواد الخـــام اللازمـــة لهـــا موجـــودة، وهـــذا يدعونـــا إلـــى الاهتمام بصناعـــة البتروكيماريـــات.. أمـــا الصناعـــات الأخرى التـــي تحتـــاج إلـــى مـــواد خـــام فيمكـــن اســـتيراد المـــواد الخـــام اللازمـــة لهـــا مـــن الخـــارج، ويأتـــي العامـــل الثالـــث وهـــو الأيدي العاملـــة، فلاشـــك أن عـــدد الســـكان فـــي الكويـــت قليـــل بحيـــث لا يفـــي بحاجـــة الصناعـــة، وهـــذا يدعـــو إلـــى جلـــب الأيدي العاملـــة مـــن الخـــارج أو اســـتخدام الالة التـــي تحتـــاج إلـــى عـــدد قليـــل مـــن العمـــال.

والكويـــت كإحـــدى الـــدول الناميـــة يجـــب أن تأخـــذ بالصناعـــات الخفيفـــة وخاصـــة صناعـــة الســـلع الاستهلاكية التـــي تســـد حاجـــة البـــلاد لكـــي لا تتأثـــر بالأزمات والظـــروف الخارجيـــة.

ولـــو نظرنـــا إلـــى منطقـــة الخليـــج العربـــى لوجدناهـــا من الممكـــن أن تمثـــل ســـوقا استهلاكية للصناعـــة الكويتيـــة، وإلـــى جانـــب ذلـــك فـــإن صناعـــة الســـلع الاستهلاكية تـــؤدي إلـــى الإقلال مـــن خـــروج الأموال خـــارج البلاد.

وأيضــا اســـتثمار رؤوس الأموال داخـــل البلاد ينعـــش الاقتصاد القومـــي ويســـاعد علـــى قيـــام الصناعـــات المحليـــة ويحمـــى رؤوس الأموال وذلـــك يعتبـــر عمــلاً وطنيـــا خيـــرا مـــن اســـتثمارها فـــي الـــدول الأجنبية. وهـــذا مـــا نلاحظه هـــذه الأيام مـــن ازديـــاد إنشـــاء الشـــركات الاستثمارية والصناعـــات المختلفـــة التـــي تعتبـــر النـــواة الأولى لحركـــة التصنيـــع فـــي البـــلاد.

فالصناعـــة ضروريـــة لزيـــادة تقـــدم دولـــة ناميـــة مثـــل الكويـــت، لأن ذلك بحمى اقتصادها مـــن خطـــر الاعتماد علـــى مصـدر واحد للثروة، وذلك يســـاعدها فـــي المضي في طريــق التقدم ومواكبة الحضارة العالميـــة».

مجلة «سمير»

عن مجلة «سمير» يحكي علاقته معها، ويقول... « كانـت مجلـة سـمير للأطفال التـي تصـدر مـن مصـر هـي مجلتـي المفضلة منذ كان عمري 11 ســـنة، فكنت أحرص على شرائها من بائع الجرائد والمجلات، واسمه عبدالكريم وأظنه مـــن الجنسية الفلسطينية.

والـــذي يـــدور في الأحياء ممتطياً دراجتـه الهوائيـة وكان يطـرق بـاب منزلنا في منطقة الشـامية ونشتري منـــه المجلات المتعددة، وذلك قبل أن تكـــون لدينا مجلات، وأنـــا وإخوتي كنا ننتظر بفارغ الصبر مجـــيء بائـــع الجرائد عبدالكريـم، والكل يشتري المجلة المناسبة لسنه. وكنت رغم أننـــي أقرأ المجلات الأخرى للأطفال مثل سندباد وغيرها فإن مجلة سمير هي المفضلة لدي.

وعندما كنا نمـي إجازة الصيـف في لبنان مع الأهل وكنا نسكن منطقة حمانا الجبلية ذات الجو الجميل والمزارع المنتشرة بين البيوت وبها الأشجار المثمرة وأنواع الورد والأزهار التي تضفي على الجو البارد رائحة طيبة ومنعشة.

كانت المكتبة تقع في منطقة فالوغا القريبة من حمانا، وعندما عرفت مكان هذه المكتبة كنت أذهب إليها مشيا على الأقدام وأتحاشى الشوارع الرئيسية وأدخل بين المزارع حتى أصل إلى المركز التجاري في فالوغا، وأحيانا أصل قبل أن تفتح المكتبة أبوابها في الصباح الباكر، وحالما يفتح باب المكتبة أسرع بالتوجه إلى ركن المجلات المتعدد، وألتقط بلهفة مجلتي المفضلة «سمير» وأهرول راجعا إلى منزلنا في حمانا، وأظل في ذلك اليوم ملازماً المنزل حتى انتهي من قراءة المجلة من الجلدة حتى الجلدة الأخيرة، بعدها أعد الأيام حتى اليوم الموعود الذي تصل فيه المجلة إلى المكتبة، وأشعر بالحزن أحيانا عندما أذهب كعادتي إلى المكتبة في فالوغا ويخبرني صاحب المكتبة أن المجلة لم تصل حتى الآن بسبب البريد، وأقفل راجعا إلى المنزل وأنا حزين، أعاود الكرة في اليوم التالي، وفرحتي لا توصف عندما أتلقف مجلتي العزيزة وأهرول إلى المنزل لأستمتع بالقراءة كعادتي.

مقالات «الجريدة»

أعطى مساحة جيدة للمقالات التي نشرها في جريدة «الجريدة» دون باقي الصحف والمجلات، ولأنه في كتبه السابقة وضع مقالاته التي نشرها في الصحف، لكنه في هذا الكتاب أفرد جزءاً لمقالاته التي نشرت بالجريدة، لأنها تنشر لأول مرة في الكتاب وكانت منذ عام 2009.

وهي «التجربة النيبالية» والمرتبطة بالحديث عن أسباب انهيار الأنظمة الملكية في العالم، و»لا للحرب» و«ثقافة التكريم» والجنسانية والميزوجينية» و«التأشيرة مرة أخرى» و«على ضفاف النيل» و«الكويت فوق الجميع» و«الاستثمار في الثروة البشرية» و«مسرح الشوربة» و«ذكرى الغزو الآثم ودور الدبلوماسية الكويتية في الخارج» و«عبدالله بشارة وزورقه الثقافي» و«الكويت في مجلس الأمن» و«غاندي جي» و«لبنان المذبوح» و«الحمدلله» و«درء الفتنة» و«الملف الأفغاني» و«لندن بين 1966 و2021.

ثم أكمل نشر مقالات كتبها في السويد و«الوطن» و«صوت الكويت» و«الحياة» و«القبس» و«الأنباء» و«الأهرام» و«روز اليوسف» و«مجلة العربي» و«الشرق الأوسط» و«الشرق» و«العرب» و«السياسة».

قصة أول كتاب اشتراه

أول كتاب اشتراه الرومي كان بعنوان «قصة حياتي» للزعيم الهندي جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند بعد استقلالها عن بريطانيا عام 1947، كان عمره عندما اشترى هذا الكتاب 13 عاماً، واشتراه من مكتبة سينما الأندلس التي كانت في منطقة حولي، وقد أزيلت السينما وحل محلها مجمع تجاري. كانت المكتبة تحتل مكانا بارزا خارج السينما وبجوارها مطعم مأكولات خفيفة لرواد السينما، أعجبه غلاف الكتاب وعليه صورة جواهر لال نهرو.

اشترى الكتاب الذي تبلغ صفحاته 550 صفحة، هذا الكتاب كان أكبر من استطاعته قراءته في هذه السن التي لم تتعد الثالثة عشرة خاصة أنه كتاب ذو طابع سياسي، في الحقيقة لم يقرأ الكتاب لأول مرة بل كان يتصفحه فقط حتى كبر واستطاع قراءة الكتب الكبيرة والصفحات ذات المواضيع التي لم تكن في منهجنا الدراسي ومنها هذا الكتاب «قصة حياتي».

تحدث جواهر لال نهرو عن طفولته ودراسته في جامعة كمبرج في بريطانيا وانضمامه للمهاتما غاندي في سبيل الاستقلال عن بريطانيا، وكذلك دخوله السجن لمعارضته الاحتلال البريطاني للهند، ومشاركته للعصيان المدني ضد الاستعمار البريطاني حتى حصلت الهند على استقلاها عام 1947.

كان جواهر لال نهرو يكتب رسائل من سجنه إلى ابنته أنديرا غاندي التي أصبحت فيما بعد رئيسة لوزراء الهند، وأثناء عمله في الهند بالسفارة تعرف على أنديرا غاندي وأعجب بشخصيتها.

وكان والدها أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال. والكتاب مليء بالأحداث السياسية والاجتماعية والمعاناة التي كان يعاني منها الشعب الهندي من الاحتلال البريطاني ولا شك بأن هذا الكتاب مليء بالأحداث في الهند، ومنها ظهور حزب المؤتمر الهندي (الكونغرس) الذي كان يترأسه المهاتما غاندي وكان جواهر لال نهرو من اتباعه.

السفير السابق يروي في كتابه السادس رحلته بعالم الثقافة
جريدة الجريدة الكويتية
تصفح موقع الجريدة الكويتية وابق مطلعاً أولاً بأول على آخر الأخبار المحلية والسياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية، كما يوفر لك الموقع التغطيات الجادة لأهم العناوين والقضايا على الساحتين المحلية والعالمية من خلال التقارير الموثقة ومقاطع الفيديو والتحقيقات المصورة. الرئيسية
جريدة الجريدة الكويتية

أخر اخبار الكويت:

النفط الكويتي يرتفع 35 سنتاً ليبلغ 84.90 دولار للبرميل

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
6

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1660 days old | 614,236 Kuwait News Articles | 3,625 Articles in May 2024 | 32 Articles Today | from 27 News Sources ~~ last update: 5 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


لايف ستايل