اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
وليد منصور -
أفاد تقرير حديث نشرته مجلة «ميد» أن قطاع الغاز الطبيعي المسال في منطقة الخليج يشهد مرحلة جديدة من النمو المتسارع، مع توقعات بأن تضيف قطر وسلطنة عُمان والإمارات طاقات إنتاجية تتجاوز 80 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، ما سيجعل الخليج ضمن أكبر ثلاث مناطق منتجة للغاز المسال في العالم.
وأوضحت «ميد» أن قطر تقود التوسع الإقليمي في إنتاج الغاز الطبيعي المسال، كونها أكبر منتج في الخليج وأحد أوائل المنتجين عالميًا.
وتنتج شركة قطر للطاقة الغاز المسال من حقل الشمال البحري المشترك مع إيران منذ ثمانينيات القرن الماضي، بطاقة حالية تبلغ 77.5 مليون طن سنويًا عبر 15 خط إنتاج في مدينة راس لفان الصناعية.
وتسعى قطر إلى رفع إنتاجها إلى 142 مليون طن سنويًا بحلول نهاية العقد من خلال برنامج توسعة حقل الشمال بتكلفة إجمالية تبلغ 40 مليار دولار. وقد أنفقت الشركة نحو 30 مليار دولار على المرحلتين الأولى والثانية – المرحلة الشرقية والمرحلة الجنوبية – اللتين سترفعان الطاقة إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2028.
وفي فبراير 2021، منحت قطر للطاقة عقدًا بقيمة 13 مليار دولار لتحالف يضم شركتي Chiyoda اليابانية وTechnip Energies الفرنسية لتشييد أربع وحدات تسييل جديدة بطاقة 8 ملايين طن سنويًا لكل منها. وفي مايو 2023، فاز تحالف Technip Energies وCCC اللبنانية بعقد المرحلة الجنوبية بقيمة 10 مليارات دولار لبناء وحدتين بطاقة 7.8 ملايين طن سنويًا لكل واحدة.
وذكرت ميد أن المرحلتين معًا ستضيفان 48 مليون طن سنويًا من الإمدادات إلى السوق العالمية. وفي فبراير 2024، أعلنت قطر للطاقة المرحلة الثالثة من توسعة الحقل – «حقل الشمال الغربي» – والتي ستضيف 16 مليون طن سنويًا عبر وحدتين بطاقة 8 ملايين طن لكل منهما، غير أن التنفيذ لا يزال في مرحلة التصميم المبدئي (Pre-FEED) بانتظار الانتقال إلى مرحلة العقود الإنشائية.
سباق التوسع
وأشارت «ميد» إلى أن سلطنة عُمان حققت تقدمًا ملموسًا في تعزيز قدراتها لإنتاج وتصدير الغاز المسال. ففي يوليو 2024، أعلنت الحكومة عن إنشاء خط إنتاج رابع في مجمع قلهات بولاية صور، بطاقة 3.8 ملايين طن سنويًا، ما سيرفع إجمالي الطاقة إلى 15.2 مليون طن سنويًا بحلول عام 2029.
ووصل المشروع إلى مرحلة متقدمة من المناقصة الرئيسية لعقود التصميم والهندسة والإنشاء (EPC)، حيث تتنافس تحالفات تضم Chiyoda وSamsung C&T وJGC اليابانية، وSaipem الإيطالية وDaewoo الكورية، لتقديم العروض الفنية والتجارية في فبراير ومارس 2026.
كما تدرس شركة توتال إنرجي (TotalEnergies) الفرنسية توسعة إضافية لمحطة مرسى للغاز المسال في صحار، والتي لا تزال في مرحلتها الأولى بطاقة مليون طن سنويًا، مع إمكانية مضاعفة الإنتاج في المرحلة الثانية قيد الدراسة.
وبحسب التقرير، فإن السلطنة تتجه لتصبح لاعبًا محوريًا في سوق الغاز المسال العالمية بحلول عام 2030 بفضل توسعة خطوطها المحلية واستقطاب استثمارات عالمية ضخمة.
مرحلة جديدة
ذكرت «ميد» أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، التي كانت تاريخيًا من أصغر منتجي الغاز المسال في الخليج، تستعد لقفزة نوعية في الإنتاج ضمن إستراتيجيتها الطاقوية طويلة الأجل.
وتشغّل شركتها التابعة أدنوك غاز ثلاث وحدات تسييل في جزيرة داس بطاقة إجمالية تبلغ 6 ملايين طن سنويًا.
وتعمل أدنوك حاليًا على إنشاء محطة جديدة كبرى في الرويس ستضيف 9.6 ملايين طن سنويًا من خلال وحدتين بطاقة 4.8 ملايين طن لكل واحدة، ومن المقرر تشغيلها في عام 2028.
وفي يونيو 2024، منحت الشركة عقدًا بقيمة 5.5 مليارات دولار لتحالف يضم Technip Energies وJGC اليابانية وNMDC Energy الإماراتية، بالتزامن مع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي للمشروع.
وسيشمل مجمع الرويس للغاز المسال وحدات معالجة وتخزين ورصيف تحميل ومرافق بنية تحتية متكاملة، على أن تُوجَّه الإمدادات إلى الأسواق الآسيوية الرئيسة، مثل الهند والصين وكوريا الجنوبية واليابان وباكستان.
مركز خليجي للطاقة النظيفة
اختتمت «ميد» تقريرها بالتأكيد على أن السنوات الخمس المقبلة ستشهد تحولًا جذريًا في مكانة الخليج في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية، إذ تسعى قطر إلى مضاعفة إنتاجها تقريبًا، فيما توسّع عُمان قدراتها من خلال استثمارات ضخمة، وتستعد الإمارات لدخول نادي المنتجين الكبار عبر مشروع الرويس العملاق.
وأكدت المجلة أن هذه المشروعات الطموحة تجعل من منطقة الخليج مركزًا محوريًا للطاقة النظيفة عالميًا بحلول عام 2030، وتكرّس موقعها كأحد الأعمدة الأساسية في منظومة الطاقة المستقبلية المستدامة.


































