«أسرار» نواف بوعركي «أفضل فيلم» بـ «الأوروبي المستقل التاسع»

مفرح الشمري

الإصرار، العزيمة، التحدي، كل تلك الصفات كانت موجودة لدى المخرج نواف بوعركي عندما قرر المشاركة في مهرجان الفيلم الأوروبي المستقل الذي يقام سنويا في باريس ويركز على الأفلام التي تعتبر خارج التيار الرئيسي، والتي تقدم رؤى فنية وسردية فريدة.

إصرار المخرج نواف بوعركي على المشاركة سببه عشقه للسينما حيث أراد أن يثبت لجميع المخرجين في الكويت أنه يستطيع تأليف وإخراج وإنتاج فيلم سينمائي قصير ومستقل بطريقته الخاصة، ونجح في ذلك بتأليف وإخراج فيلم «أسرار» المستوحاة من قصة شهيدة الكويت أسرار القبندي، وحصل من خلاله على جائزة «أفضل فيلم» في مهرجان الفيلم الأوروبي المستقل التاسع الذي أقيم في مايو الماضي بباريس، وشارك فيه العديد من الدول.

عزيمة المخرج نواف بوعركي كانت قوية بإظهار هذا الفيلم إلى النور رغم الصعوبات والمشاكل التي تعرض لها في تحضيراته، وكان إصراره اقوى من تلك الصعوبات والمشاكل بعدما اختار «سطح بيته» الذي جهزه من خلال الديكورات اللازمة ليصبح موقعا لتصوير أحداث الفيلم الذي جسد بطولته كل من الممثلة سارة العنزي والممثل العراقي القدير رسول الصغير بالإضافة إلى مشاركة مهمة للفنانة سماح محمد كضيفة شرف وعدد من الشباب علي ابل وأحمد النجار ونواف عبدالسلام.

أحداث الفيلم مستوحاة من قصة شهيدة الكويت اسرار القبندي التي صعقت بالكهرباء واقتلعت أظافرها وعلقت بالحبال بعدما قامت بأعمال عظيمة عقب الغزو العراقي الغاشم مثل تهريب اسلحة من البصرة وتعطيل الهواتف وشبكات اتصال مراقبة العدو في منطقتي النزهة ومشرف، وقامت بتنفيذ مهمة بطولية وهي حصولها على ديسكات الهيئة العامة للمعلومات المدنية في الجابرية عن طريق تنكرها في شخصية عاملة نظافة هندية ومن ثم تهريب المعلومات والثبوتيات إلى المملكة العربية السعودية بنفسها، وكذلك قامت بالاتصال بالمذيعة الأميركية الشهيرة «باربرا والترز»، وفضحت من خلاله جرائم العدو العراقي بحق الشعب الكويتي، ليصدر بعد ذلك المقبور صدام حسين أمرا رئاسيا باعتقال الهدف 13، وهو القبض على أسرار القبندي بأي ثمن كان.

قدم المخرج نواف بوعركي قصة الشهيدة اسرار القبندي برؤية فنية مغايرة عما تم عرضه في السابق، وذلك بعدما حرص على مقابلة عائلتها بنفسه حتى يعرف أدق التفاصيل عن حياتها في المقاومة لأنها اصبحت ايقونة في الولاء والإخلاص لوطنها، ورغم كل المخاوف والصعوبات فإنها اختارت المقاومة، وتعرضت للتعذيب والإيذاء فقط لأنها كانت تحب وطنها.