زخم عروض وتحديات تواجه صنّاع المسرح الكويتي

محمد جمعة -

شهد موسم عيد الفطر طفرة كبيرة في الانتاج المسرحي، حيث بلغ عدد الأعمال التي عرضت للجمهور 21 لمختلف الشرائح العمرية، فضلا عن ثلاث مسرحيات كويتية اخرى عرضت في عواصم خليجية وعربية، ورغم تفاوت المستوى وايضا التأثير والاستمرارية، حيث مازالت بعض الاعمال تستقبل الجمهور حتى اليوم، بينما خرجت اخرى من السباق مبكرا لظروف عدم توافر مسارح وصالات عرض أو بسبب ضعف الإقبال، إلا ان هذا العام شهد واحدا من المواسم الأكثر زخما.

القبس استطلعت آراء بعض صناع المسرح والمشاركين في هذا الموسم باعمال للوقوف على وجهة نظرهم تجاه حالة الحراك التي يشهدها أبو الفنون والأزمات التي تواجه قطاع المسرح.

بداية يقول الكاتب والمخرج بدر محارب، الذي يخوض السباق بمسرحية «زحمة» وهي واحدة من الاعمال التي مازالت تعرض حتى اليوم: «لاشك ان العدد الكبير من المسرحيات الذي واكب عطلة عيد الفطر أمر ايجابي وصحي، لأن اهم ما يميز المسرح ويسهم في تطوره ان يكون هناك نشاط مسرحي على مدار العام، وهذا الكم الكبير من الاعمال بمرور الوقت سوف يفرز نفسه، حيث تتوقف الاعمال المتواضعة في حين يفرض العرض الجيد نفسه ويستمر لشهور او على مدار العام».

حرية الاختيار

واضاف: «أؤيد هذا التعدد لأنه يمنح المشاهد ايضا حرية الاختيار ليتابع الممثل او المخرج او الكاتب الذي يحب، اما عن الازمات التي تواجه صناع المسرح فهي عدم توافر صالات عرض حقيقية بدلا من استئجار نواد رياضية او صالات افراح لتحويلها إلى مسارح، لا بد ان تقوم الدولة ببناء مسارح على مستوى عال واشكال متعددة مثل المسرح الدائري او مسرح الـ100 مقعد، او مسرح ضخم، او منح القطاع الخاص فرصة لإنشاء المسارح بنظام حق الانتفاع، لان صالة العرض المسرحية واجهة البلد السياحية، لذلك اتمنى ان يقوم اي قطاع يهتم بالمسرح ببناء صالات عرض جديدة، حاليا لدينا 4 صالات تتبع المجلس الوطني، ولكن للأسف متوقفة بسبب عدم التزام اجراءات الأمن والسلامة».

توقف العرض

اما المخرج هاني النصار الذي قدم هذا العام مسرحية «بنج» لكنها توقفت عند 3 عروض بسبب عدم توافر صالة عرض فيقول: «مسرحية بنج تجربتي الأولى في المسرح الجماهيري وردود الافعال اثلجت صدري ولكن ظروف عدم توافر صالة عرض حالت دون استمرارنا، وبكل أمانة نحن امام حالة فريدة في المشهد، المسرحي العربي، اتحدى ان تجد دولة عربية تحتضن هذا العدد من الاعمال التي وصلت الى 21 مسرحية داخل الكويت، و3 عروض كويتية بالخارج، وهي حالة صحية تعكس مكانة المسرح الكويتي». وحول المعوقات التي تواجه صناع المسرح الكويتي يوضح النصار: «21 مسرحية منها واحدة فقط عرضت بمسرح الدولة بينما 20 عملا في نواد تم تشييد مسارح فيها بكلفة مرتفعة جدا، نحن امام أزمة كبيرة، وفي حالتنا تم سحب صالة العرض الخاصة بنا في احد النوادي قبل انطلاق العروض بـ3 ايام بسبب اقامة مباراة، واضطررنا الى العرض في صالة افراح لمدة 3 أيام فقط بسبب ارتباط الصالة بفعاليات اخرى».

وطالب النصار ببناء مدينة مسرحية في منطقة الصبية، واوضح: «لدينا مساحات شاسعة، لماذا لا نبني مدينة مسرحية في منطقة الصبية بنظام حق الانتفاع للقطاع الخاص، نحن بلد رائد في المسرح واساس المسرح في الخليج، هل من المنطقي أن نعاني قلة صالات العرض؟».

بينما يقول الكاتب والمخرج عبدالعزيز صفر الذي يخوض السباق بمسرحية «المحترمين»: «هذا الزخم في الانتاج ليس بغريب على الكويت التي تعد واحدة من اهم الدول التي تنتج اعمالا مسرحية جديدة خلال عطلة العيد سواء للكبار او الاطفال او المسرح الغنائي، وهي ظاهرة صحية فنية ومن الجيد استمرارية الشباب وحرصهم على مواجهة الجمهور بشكل مباشر ولعل هذا الأمر أسهم في تنوع الاعمال المسرحية».

إقبال جماهيري

وأردف: «وجود عدد كبير من المسرحيات يعكس الاقبال الجماهيري على هذه العروض لاسيما ان الجمهور الكويتي محب للمسرح ويتطلع دائما للترفيه»، واشار صفر الى ان ابرز المعوقات قلة صالات العرض في ظل إغلاق مسارح بسبب الصيانة، واضاف: «هناك ايضا صالات عرض غير جاهزة في ظل التطور التقني الكبير الذي يسعى المخرجون لاستثماره في العروض، لقد اختلفت الرؤية في العصر الحالي من ناحية الديكورات واشكالها واعداد الممثلين وطريقة سرد القصص، لذلك مسارحنا ليست جاهزة للعديد من الافكار ونصطدم بمستوى المسرح، واذا ما اقدم المنتج على تأجير نادٍ لتحويله الى صالة عرض يكلف مادياً ما يجبر المخرج للتنازل عن كثير من افكاره».

أرقام المسرح الكويتي ◄ عدد المسرحيات 21 ◄ 9 أعمال للكبار ◄ 12 للطفل والأسرة