اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
سعد الشيتي -
شهدت أسواق المال الخليجية خلال تداولات يوم الخميس تراجعات جماعية، متأثرةً بتصاعد حدّة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، بعد أن اتخذت واشنطن خطوات احترازية تمثّلت في إجلاء بعض رعاياها من المنطقة، مما أثر على معنويات المستثمرين في الأسواق.
ووفقا لبيانات بحوث شركة كامكو إنفست فقدت بورصات الخليج من قيمتها السوقية نحو 29.4 مليار دولار يوم الخميس.
وجاء في صدارة الخسائر السوق السعودي بواقع 12.7 مليار دولار متراجعاً 0.5 في المئة، تلاه سوق أبوظبي بخسائر 7.5 مليارات دولار وبتراجع نسبته 0.9 في المئة، ثم سوق دبي المالي بنحو 5.4 مليارات دولار متراجعاً بنسبة 2.1 في المئة و ثم بورصة الكويت بخسائر 2.2 مليار دولار وبتراجع 1.4 في المئة، وثم السوق القطري بنحو 1.3 مليار دولار %0.7، ومن ثم سوق عمان 200 مليون دولار بنسبة 0.5 في المئة، واخيرا سوق البحرين 100 مليون دولار وبنسبة 0.2 في المئة.
وكانت بورصة الكويت قد اغلقت تعاملاتها على انخفاض مؤشرها العام 111.94 نقطة ليبلغ مستوى 8156.56 نقطة وتم تداول 425 مليون سهم عبر 26895 صفقة نقدية بقيمة 112.8 مليون دينار.
وطال هذا التراجع أيضاً بورصات عربية خارج الخليج، بما في ذلك بورصة مصر التي تراجع مؤشرها EGX30 بنحو %1.7.
توتر وقلق
يبدو إن التصعيد الاخير وتهديد الولايات المتحدة بالقيام بعمل عسكري ضد ايران أثرا سلبا على المعنويات الإيجابية التي كانت سائدة في بورصة الكويت خلال أول جلستين من الأسبوع الحالي بعد عطلة العيد الاضحى.
ووفقا للمحللين فان عمليات البيع التي شهدتها البورصة امس لم تكن مستغربة في ظل هذه الظروف، متوقعين في الوقت نفسه المزيد من الترقب والحذر خلال الجلسات القادمة الى حين اتضاح الرؤية اكثر.
وان عودة الزخم الإيجابي للبورصة يعتمد على تقييم المستثمرين للأحداث الأخيرة ومدى تأثيرها على المنطقة، وفي حال التوصل إلى اتفاق ستكون الأسواق على موعد مع ارتفاعات قوية، تزامنا مع استمرار الأساسيات القوية للاقتصاد الكويتي والشركات المدرجة.
في غضون ذلك، تراجعت أسعار النفط، يوم الخميس، وخسرت المكاسب التي سجلتها في وقتٍ سابق من جلسة التداول الآسيوية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتاً أو بنسبة %0.4 إلى 69.47 دولاراً للبرميل، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 23 سنتاً أو بنسبة %0.3 إلى 67.92 دولاراً للبرميل.
وكان الخامان قد قفزا، يوم الأربعاء، بأكثر من %4، مسجّلين أعلى مستوياتهما منذ أوائل أبريل.
وأدى تصاعد التوتر مع إيران إلى زيادة المخاوف من احتمال تعطل إمدادات النفط، ومن المقرر أن يجتمع الطرفان يوم الأحد.
من جانب آخر، ارتفعت أسعار الذهب يوم الخميس، بعدما عززت التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط الإقبال على أصول الملاذ الآمن، في وقت دعمت فيه بيانات التضخم الأمريكية توقعات خفض الفدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة %0.3 إلى 3364.10 دولاراً للأوقية (الأونصة). كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة %1.2 لتصل إلى 3384.40 دولاراً.
وتراجع مؤشر الدولار بنسبة %0.1، مما جعل المعدن النفيس المقوّم به أقل تكلفة للمشترين من خارج الولايات المتحدة.
وجاء صعود الذهب وسط تزايد إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن، في ظل حالة الضبابية الجيوسياسية التي أثارتها تصريحات الرئيس دونالد ترامب.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى: ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة %0.3 إلى 36.32 دولاراً للأوقية، وزاد البلاتين بنسبة %0.8 إلى 1265.32 دولاراً، مواصلاً التحليق قرب أعلى مستوياته في أكثر من أربع سنوات،
في حين تراجع البلاديوم بنسبة %1 إلى 1069.65 دولاراً.
تراجع أسهم أوروبا مع تصاعد التوتر الجيوسياسي
انخفضت الأسهم الأوروبية يوم الخميس لرابع جلسة على التوالي، إذ تلاشى التفاؤل الناتج عن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في حين أدى التوتر الجيوسياسي المتصاعد إلى توخي الأسواق مزيدًا من الحذر.
وتراجع المؤشر ستوكس 600 بنسبة %0.4 إلى 549.41 نقطة بحلول الساعة 07:07 بتوقيت غرينتش، في حين هبطت معظم بورصات المنطقة أيضًا.
ومع ذلك، كانت الأسواق قلقة بعض الشيء إزاء قدرة الاتحاد الأوروبي على التوصل إلى اتفاق قبل انقضاء المهلة التي حددها ترامب في الثامن من يوليو عندما ينتهي تعليق الرسوم الجمركية.
وزادت المخاوف الجيوسياسية من حذر الأسواق التي تعاني بالفعل من ضبابية الرسوم الجمركية الأمريكية بعدما لم تنجح المحادثات التجارية مع الصين في تقديم حل لتهدئة التوتر القائم منذ فترة طويلة.
هبوط «نيكاي» مع تراجع العقود الآجلة للأسهم الأمريكية
انخفض المؤشر نيكاي الياباني يوم الخميس، إذ حفز ارتفاع الين موجة بيع لأسهم شركات التصدير، في حين أضر انخفاض العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بمعنويات المستثمرين.
وانخفض نيكاي %0.7 ليغلق عند 38173.09 نقطة. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقًا %0.2.
وقال سييتشي سوزوكي كبير محللي أسواق الأسهم لدى طوكاي طوكيو إنتيليجينس لاب: «باع المستثمرون الأسهم اليابانية لأنهم راهنوا على تراجع وول ستريت مجددًا في وقت لاحق من اليوم، بعد أن شهدوا انخفاض العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في ساعات التداول الآسيوية».
وأضاف: «لكن مؤشر نيكاي أغلق فوق مستوى 38 ألف نقطة لليوم الرابع على التوالي، ويبدو أن المؤشر تخطى العقبة الأولى لتحقيق مزيد من المكاسب».
انخفاض «ستاندرد آند بورز 500»
وأغلق المؤشر ستاندرد آند بورز 500 على انخفاض خلال ليل، مع تخوف المستثمرين من التوتر في الشرق الأوسط، في حين هدأ تقرير التضخم من المخاوف إزاء ضغوط الأسعار المدفوعة بالرسوم الجمركية، وينتظر المتعاملون مزيدًا من التفاصيل حول المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وانخفضت العقود الآجلة لستاندرد آند بورز 500 وناسداك المجمع بنحو %0.3 في التعاملات الآسيوية.
وارتفعت العملة اليابانية حوالي %0.6 ليجري تداولها عند 143.67 ينا مقابل الدولار.
الدولار يهوي لأدنى مستوى في 3 سنوات
تراجع الدولار الأمريكي خلال تعاملات يوم الخميس ليسجل أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، متأثرًا بتجدد المخاوف بشأن التوترات التجارية والجيوسياسية، بعد تصريحات من واشنطن تشير إلى خطوات مرتقبة في ملف الرسوم الجمركية.
وجاء هذا الهبوط بعدما أعلن الرئيس الأمريكي عزمه إرسال رسائل رسمية خلال أسبوعين إلى الشركاء التجاريين، لتحديد معدلات التعريفات الجمركية الجديدة، مع اقتراب انتهاء مهلة تعليق الرسوم المتبادلة البالغة 90 يومًا.
وتراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية – بنسبة %0.73 إلى 97.91 نقطة، مسجلًا بذلك أدنى مستوى له منذ أبريل 2022.
تراجع العملات المشفرة
انخفضت العملات المشفرة خلال تعاملات الخميس، في ظل ضعف إقبال المستثمرين على الأصول الخطرة بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وتراجعت البيتكوين بنسبة %0.85 إلى 107844.95 دولارا، وتستحوذ على نحو %63.1 من إجمالي قيمة سوق العملات المشفرة.
فيما هبطت ثاني أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية الإيثيريوم بنسبة %2.1 عند 2754.88 دولارا، والريبل بنحو %2.35 لتتداول عند 2.2408 دولار.
وتبلغ القيمة السوقية للعملات المشفرة 3.39 تريليونات دولار، فيما بلغ إجمالي حجم التداولات خلال الـ 24 ساعة الماضية 135.92 مليار دولار، وفقًا لبيانات «كوين ماركت كاب».
وتوقع مات مينا المحلل في أبحاث العملات المشفرة لدى «21 شيرز»، أن تُمهد بيانات التضخم، والتي جاءت أقل من التوقعات الطريق لتحقيق مكاسب متسارعة للبيتكوين لتصل إلى 200 ألف دولار بنهاية العام الجاري، وفقًا لموقع «كوين ديسك».
«جيه بي مورغان» يبقي على توقعاته لسعر النفط عند 60 دولاراً
أبقى «جيه بي مورغان» على توقعاته لمتوسط أسعار النفط في عامي 2025 و2026 رغم التوترات الجيوسياسية الأخيرة، لكنه أشار إلى وجود سيناريوهات متطرفة قد تدفع الذهب الأسود للارتفاع بمقدار الضعف.
حافظ المُقرض الأمريكي في مذكرة نشرها يوم الخميس على توقعاته لمتوسط سعر النفط هذا العام عند ما يتراوح بين 60 دولاراً و65 دولاراً للبرميل.
كما أبقى المصرف على المتوسط المتوقع في عام 2026 عند 60 دولاراً للبرميل، موضحاً أن الأسعار الحالية تتضمن علاوة المخاطر الجيوسياسية بالفعل، أو على الأقل بشكل جزئي.
تصاعدت التوترات الجيوسياسية مجدداً بعدما أعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» يوم الخميس أن بلاده بدأت تُجلي بعض العسكريين التابعين لها في الشرق الأوسط نظراً لمخاطر محتملة، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية.
وحدد «جيه بي مورغان» بعضا من السيناريوهات الأكثر سلبية التي يمكن أن تؤثر في المعروض العالمي من النفط بدرجة تتجاوز انقطاع الصادرات الإيرانية البالغة 2.1 مليون برميل يومياً، منها اتساع رقعة الصراع في المنطقة على نحو يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز.
وأوضح أنه في تلك الحالة، قد تقفز أسعار النفط لمستويات ما بين 120 دولاراً و130 دولاراً للبرميل.
هدوء حذر يسيطر على عمالقة ناقلات النفط
قال العديد من كبار مشغلي الناقلات البحرية حول العالم إن الهدوء الحذر لا يزال مسيطراً على الوضع، وذلك بعد أن أصدرت القوات البحرية تحذيرات للسفن التي تعمل في الخليج العربي أو قربه، وهو أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم.
وأشار مسؤولون في أربع من شركات الناقلات، التي تنقل أساطيلها مجتمعةً نحو 300 مليون برميل من النفط والوقود، إلى أن أسعار الشحن لم تشهد تغيراً يُذكر منذ أن حذرت جهة الاتصال التابعة للبحرية البريطانية، ومركز المعلومات البحرية المشترك الأربعاء من تزايد المخاطر.
وصرح المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية الوضع، أن شركاتهم لا تجري أي تعديلات كبرى على عملياتها، لكنها تدرك أن الوضع قد يتغير سريعاً.
وأصدرت القوات البحرية البريطانية بياناً تحذر فيه شركات الملاحة من تزايد الخطر على السفن التي تبحر عبر مضيق هرمز. ويعد الممر البحري حيوياً، إذ يمر عبره نحو ربع إمدادات النفط في العالم خلال اتجاهها إلى الأسواق العالمية. وارتفعت أسعار النفط حوالي %5.9 في لندن.
كذلك حذّر مركز المعلومات البحرية المشترك، الذي يقوم بدور حلقة الوصل بين السفن العسكرية والتجارية في المنطقة، من مخاطر في الممر البحري.
وقال المركز: «في ظل قرب بؤر التوتر الإقليمية من طرق الملاحة الرئيسية، لا يجب استبعاد احتمال تصعيد سريع يشمل تأثيراً مباشراً على الملاحة. الوضع لا يزال غير مستقر وشديد التقلب».
من جانبها، أكدت «بيمكو» أن اندلاع صراع مسلح شامل- بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وإيران من جهة أخرى- «سيغلق مضيق هرمز فعلياً لفترة، وقد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط».