اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢١ أب ٢٠٢٥
كشف مصدر عسكري إيراني، لـ «الجريدة»، أن قيادة أركان الجيش الإيراني بدأت تحضيرات غير مسبوقة، استعداداً لمواجهة وشيكة مع إسرائيل، بما في ذلك خطط لاستهداف قواعد أميركية في دول غير خليجية، مضيفاً أن قادة الجيش والحرس الثوري يعملان بمعزل عن توجهات الحكومة وقرارات الرئيس مسعود بزشكيان.
وأوضح المصدر، الذي خدم طويلاً في صفوف القوات المسلحة وشهد حرب العراق، أنه لم يسبق له أن رأى تعبئة عسكرية بهذا المستوى، مؤكداً أن هذه الاستعدادات تفوق بكثير سنوات الحرب الإيرانية – العراقية.
وأضاف أن رئيس الأركان عبدالرحيم موسوي يتبنى نهجاً أكثر تشدداً من سلفه محمد باقري الذي اغتالته إسرائيل، ويعتقد أن السبيل الوحيد لردع الكيان الصهيوني هو ضربه بكامل القوة الممكنة منذ اللحظة الأولى دون أي تردد، وأن وقف الحرب لا يتحقق إلا عبر رفع مستوى المواجهة إلى أقصى حد.
ووفق المصدر، فإن موسوي أصدر أوامر مباشرة للقوات المسلحة للتحضير لاستهداف وتدمير قواعد عسكرية في المنطقة استخدمتها إسرائيل والولايات المتحدة في ضرب إيران، وأبلغ القيادة السياسية أن حماية البلاد تتقدم على أي اعتبارات دبلوماسية.
وأكد أن لدى طهران معلومات استخباراتية موثقة تثبت أن الإسرائيليين شنّوا هجمات من قواعد في أذربيجان والعراق وقبرص، وأن موسوي شدد خلال اجتماعه الأخير مع قادة القوات المسلحة على أن إيران ستضرب هذه القواعد فوراً إذا اندلعت الحرب، حتى وإن أدى ذلك إلى قطع العلاقات مع تلك الدول، معتبراً أن مسؤوليتها تكمن في منع أي حضور إسرائيلي على أراضيها.
وخلال حرب الـ 12 يوماً قامت إيران باعتداء سافر على قاعدة العديد القطرية التي تستضيف قوات أميركية زعمت أنه رد على قصف الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية.
ولفت المصدر إلى أن بعض القواعد الأميركية في المنطقة وفرت معلومات استخباراتية واتصالات عبر الأقمار الاصطناعية لمصلحة إسرائيل لرصد التحركات الإيرانية على مدار الساعة، مضيفاً أن موسوي وجه باستهداف هذه القواعد إذا فشلت محاولات التشويش عليها عند اندلاع المواجهة.
إلى ذلك، زعم المصدر أن طهران حصلت على أسلحة من روسيا والصين وكوريا الشمالية وبيلاروسيا، موضحاً أن التحدي الأساسي يبقى في المساحة الشاسعة لإيران، التي تتطلب منظومات دفاعية متشابكة بكميات ضخمة لتأمينها، على عكس إسرائيل ذات المساحة الصغيرة، مما يمنحها ميزة استراتيجية.
وحسب المصدر، تمكنت إيران من تأمين أكثر من 1800 منصة إطلاق صواريخ بينها 300 خاصة بالصواريخ البالستية الثقيلة التي تصل حمولتها إلى 25 طناً بعد أن فقدت نصف مخزونها من المنصات في حرب الـ 12 يوماً.
وكشف أن هيئة الأركان طلبت من وزارة الدفاع تصنيع مئات الصواريخ الثقيلة بوزن 20 طناً، لتُطلق على إسرائيل في بداية أي عملية عسكرية، مشيراً إلى أن بعض هذه الصواريخ كفيل بتدمير مدينة صغيرة أو مطار عسكري كامل بضربة واحدة.
وأضاف أن قادة القوات المسلحة لم يعودوا يولون أي اعتبار لقرارات الرئيس والحكومة الإيرانية اللذين يصران على خيار الدبلوماسية، معتبرين أن هذه «السياسة الساذجة» كانت سبباً في الهزيمة التي لحقت بإيران خلال حرب الـ12 يوماً.
وبات قادة الجيش، وفق المصدر، أكثر اقتناعاً بضرورة العمل بمعزل عن توجهات الحكومة لتأمين أمن البلاد، وسط قناعة متزايدة بأن التصريحات الضعيفة للرئيس الإيراني لا تجلب إلا مزيداً من المخاطر على الأمن القومي.