اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢١ تموز ٢٠٢٥
في تطور ميداني وإنساني، بدأت الحكومة السورية إجلاء مئات العائلات البدوية من مدينة السويداء، في إطار تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الدرزية والعشائر العربية، الذي دخل حيّز التنفيذ، عقب أسبوع دامٍ من الاشتباكات غير المسبوقة التي أودت بحياة أكثر من 1100 شخص، وتسببت في نزوح نحو 128 ألف مدني.وفي ظل المخاوف من عودة الاقتتال العشائري - الدرزي، خرجت قوافل تقل عائلات من البدو، بينهم نساء وأطفال، باتجاه مراكز إيواء في محافظتَي درعا وريف دمشق، بإشراف قوات الأمن الداخلي والهلال الأحمر. ويأتي هذا التحرك عقب إعلان رسمي عن اتفاق يقضي بـ «تأمين خروج المدنيين الراغبين من عشائر البدو»، في محاولة لاحتواء تداعيات الاشتباكات الطائفية.واستقبل قائد قوات الأمن العام الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، وقائد الأمن الداخلي في محافظة درعا، العميد شاهر عمران، عوائل البدو الذين كانوا محتجزين قبل إجلائهم، وسط انتشار عسكري واسع. وقال الدالاتي إن «الوضع الإنساني مأساوي للغاية»، مؤكدًا فرض طوق أمني مُحكم على محاور الاشتباك، والعمل على تفكيك فتيل الأزمة تدريجيًا. وأوضح أن الدفعة الأولى شملت نحو 350 شخصًا، بينما يجري تجهيز دفعات إضافية تتجاوز 1500 نازح.
ومع ذلك، تستمر تحديات تنفيذ الاتفاق على الأرض.وفي ظل الرفض القاطع للرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، مُنعت قافلة حكومية تضم 3 وزراء ومحافظ السويداء من دخول المدينة، وأكدت وزارة الخارجية أنها «مستمرة في التنسيق مع شركاء محليين ودوليين لإدخال المساعدات واستعادة الاستقرار».وفي تصريح لافت، أعلن الدالاتي أن «الهجري لا يمثّل إرادة أبناء السويداء»، مشيرًا إلى أن الغالبية في المحافظة ترغب في التهدئة والعودة إلى الدولة، فيما تعهّد محافظ السويداء مصطفى البكور بإعادة الخدمات الأساسية فور تثبيت الاستقرار الأمني.ورغم وقف إطلاق النار، تحدّث المرصد السوري عن خروقات مستمرة، شملت قصفًا بقذائف وهجمات بطائرات مسيّرة على محاور شمال المدينة.وفي وقت سابق، توعدت العشائر البدوية، عبر بيان صادر عن «مجلس القبائل والعشائر السورية»، بـ «رد قاسٍ» في حال خرق الاتفاق من قبل من وصفتهم بـ «العصابات الخارجة عن القانون»، في إشارة إلى الفصائل الدرزية المسلحة الموالية للهجري.ووسط استنفار الفصائل الدرزية، واصلت القوات الإسرائيلية تحركاتها الميدانية في ريف القنيطرة، وتوغلت أمس 3 عربات عسكرية قرب بلدة الرفيد.ووصف مسؤول أمني الوضع بأنه «الأسوأ منذ بداية الأزمة السورية»، في حين تواصلت عمليات انتشال الجثث من شوارع المدينة والمكدسة على الأرض بالمشافي. وأكد مصدر طبي بمستشفى السويداء تسلّم 450 جثة، بينها 97 مجهولة الهوية، مشيرًا إلى أن «رائحة الموت تخنق المكان»، وهناك حاجة إلى أكياس الجثث ومواد طبية أساسية.ووصف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ما يجري في السويداء بأنه «أزمة إنسانية حادة»، مؤكدًا أن «المستشفيات خرجت عن الخدمة، والمياه والكهرباء مقطوعة، والوصول الإنساني مقيّد بشدة». وتمكنت فقط قافلة تابعة للهلال الأحمر السوري من دخول المدينة يوم الأحد، محمّلة بالإمدادات الغذائية والطبية والطحين وأكياس لجثث الضحايا.سياسة إسرائيل
في تطور ميداني وإنساني، بدأت الحكومة السورية إجلاء مئات العائلات البدوية من مدينة السويداء، في إطار تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الدرزية والعشائر العربية، الذي دخل حيّز التنفيذ، عقب أسبوع دامٍ من الاشتباكات غير المسبوقة التي أودت بحياة أكثر من 1100 شخص، وتسببت في نزوح نحو 128 ألف مدني.
وفي ظل المخاوف من عودة الاقتتال العشائري - الدرزي، خرجت قوافل تقل عائلات من البدو، بينهم نساء وأطفال، باتجاه مراكز إيواء في محافظتَي درعا وريف دمشق، بإشراف قوات الأمن الداخلي والهلال الأحمر. ويأتي هذا التحرك عقب إعلان رسمي عن اتفاق يقضي بـ «تأمين خروج المدنيين الراغبين من عشائر البدو»، في محاولة لاحتواء تداعيات الاشتباكات الطائفية.
واستقبل قائد قوات الأمن العام الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، وقائد الأمن الداخلي في محافظة درعا، العميد شاهر عمران، عوائل البدو الذين كانوا محتجزين قبل إجلائهم، وسط انتشار عسكري واسع.
وقال الدالاتي إن «الوضع الإنساني مأساوي للغاية»، مؤكدًا فرض طوق أمني مُحكم على محاور الاشتباك، والعمل على تفكيك فتيل الأزمة تدريجيًا. وأوضح أن الدفعة الأولى شملت نحو 350 شخصًا، بينما يجري تجهيز دفعات إضافية تتجاوز 1500 نازح.
ومع ذلك، تستمر تحديات تنفيذ الاتفاق على الأرض.
وفي ظل الرفض القاطع للرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، مُنعت قافلة حكومية تضم 3 وزراء ومحافظ السويداء من دخول المدينة، وأكدت وزارة الخارجية أنها «مستمرة في التنسيق مع شركاء محليين ودوليين لإدخال المساعدات واستعادة الاستقرار».
وفي تصريح لافت، أعلن الدالاتي أن «الهجري لا يمثّل إرادة أبناء السويداء»، مشيرًا إلى أن الغالبية في المحافظة ترغب في التهدئة والعودة إلى الدولة، فيما تعهّد محافظ السويداء مصطفى البكور بإعادة الخدمات الأساسية فور تثبيت الاستقرار الأمني.
ورغم وقف إطلاق النار، تحدّث المرصد السوري عن خروقات مستمرة، شملت قصفًا بقذائف وهجمات بطائرات مسيّرة على محاور شمال المدينة.
وفي وقت سابق، توعدت العشائر البدوية، عبر بيان صادر عن «مجلس القبائل والعشائر السورية»، بـ «رد قاسٍ» في حال خرق الاتفاق من قبل من وصفتهم بـ «العصابات الخارجة عن القانون»، في إشارة إلى الفصائل الدرزية المسلحة الموالية للهجري.
ووسط استنفار الفصائل الدرزية، واصلت القوات الإسرائيلية تحركاتها الميدانية في ريف القنيطرة، وتوغلت أمس 3 عربات عسكرية قرب بلدة الرفيد.
ووصف مسؤول أمني الوضع بأنه «الأسوأ منذ بداية الأزمة السورية»، في حين تواصلت عمليات انتشال الجثث من شوارع المدينة والمكدسة على الأرض بالمشافي. وأكد مصدر طبي بمستشفى السويداء تسلّم 450 جثة، بينها 97 مجهولة الهوية، مشيرًا إلى أن «رائحة الموت تخنق المكان»، وهناك حاجة إلى أكياس الجثث ومواد طبية أساسية.
ووصف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ما يجري في السويداء بأنه «أزمة إنسانية حادة»، مؤكدًا أن «المستشفيات خرجت عن الخدمة، والمياه والكهرباء مقطوعة، والوصول الإنساني مقيّد بشدة». وتمكنت فقط قافلة تابعة للهلال الأحمر السوري من دخول المدينة يوم الأحد، محمّلة بالإمدادات الغذائية والطبية والطحين وأكياس لجثث الضحايا.
سياسة إسرائيل
من جهته، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن السياسة في سورية تتضمن وجود الجيش في جبل الشيخ ومنطقة الحزام الأمني وحماية الدروز، معتبراً أن الضربات على السويداء ودمشق في الأسبوع الماضي تتماشى مع هذه السياسة، «وكانت السبيل الوحيد لوقف مجزرة الدروز».
وقال كاتس: «من انتقد تلك الهجمات لا يرى الحقائق»، معتبرا أن ما تتبعه إسرائيل بخصوص سورية «صحيح ومسؤول ويعكس القوة ويشكّل ضمانة».
وانتقد زعيم المعارضة، يائير لابيد، الهجمات الإسرائيلية على دمشق، قائلا إن «الرد كان في المكان الخطأ، وبدا الأمر كأننا ثملون بالسلطة، والآن نهاجم في الشرق الأوسط أينما نشاء دون سياسة واضحة». وأضاف: «رد فعلنا في دمشق كان متسرعا، وغير ضروري».
وكشف مصدر أمني إسرائيلي عن «تواصل مباشر مع الإدارة السورية لنقل مخاوف دروز إسرائيل»، مؤكدا أن تل أبيب «لا تنوي احتلال أراضٍ سورية»، لكنها «تراقب التهديدات على حدودها».
تدخُّل ومحاسبة
في المقابل، دعا مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، توم برّاك، إلى محاسبة الحكومة السورية على ما سمّاه «الانتهاكات بحق الأقليات»، رغم إشادته بقدرتها وكفاءتها الموثوقة وتنفيذ ما وعدت به وأنها لم ترتكب أخطاء.
وحذّر برّاك من مخاطر العودة إلى دوامة «الثأر القبلي»، وأكد أن «أحداث السويداء صادمة، وتضع سورية على مفترق طرق حاسم»، مشددًا على ضرورة دمج الأقليات في السلطة ومحاسبة المسؤولين عن جرائم المدينة.
وقال إن «الولايات المتحدة لا تمتلك خطة بديلة للعمل مع سلطات دمشق الحالية، وفي الوقت ذاته لا تعتبر نفسها مسؤولة عن أفعال تصنّفها إسرائيل دفاعًا عن النفس».
وفي انتقاد نادر، أشار إلى أن «تدخّل إسرائيل الأخير في سورية خلق فصلاً مربكًا للغاية، وجاء في توقيت سيئ»، مؤكداً أن «وقف إطلاق النار المعلن السبت لا يتجاوز كونه اتفاقًا محصورًا بمحافظة السويداء فقط».
وقال إن «إسرائيل تفضّل رؤية سورية مجزأة على عودة دولة مركزية قوية تُسيطر على البلاد بالكامل»، لكنه شدّد على أن «جميع الأقليات السورية ذكية بما يكفي لتدرك أهمية التوحد تحت نظام مركزي واحد».
وأكد المبعوث الأميركي أنه لا يعتقد أن العنف الحاصل والتطورات في السويداء ستؤثر سلبًا على مسار المحادثات الجارية بين دمشق وقوات سورية الديموقراطية (قسد).
واختتم قائلاً إن الولايات المتحدة لا تتبنى موقفًا رسميًا حيال احتمال توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين سورية وتركيا، في إشارة إلى تقارير عن مفاوضات أمنية متقدمة بين الطرفين برعاية إقليمية.
وفي أنقرة، أشاد الرئيس رجب طيب أردوغان بموقف الرئيس السوري أحمد الشرع الذي وصفه بـ «الحازم في وجه إسرائيل»، مؤكدًا أن «تل أبيب لا تريد لسورية أن تتوحد، وتسعى لزعزعة استقرارها عبر تحريك فصائل داخلية». وأضاف: «لن نترك الشرع وحيدًا، وندعم وحدة سورية وتعافيها».