المتحدثون في ندوة «ما لنا لا ننهض؟»: التنمية تراجعت بسبب الفساد وتأخر الإصلاح

أجمع المتحدثون في ندوة «ما لنا لا ننهض؟» التي نظمتها قائمة الراية الطلابية في المملكة المتحدة ضمن مؤتمرها السنوي «شراع» في مدينة مانشستر، على أن التنمية تراجعت بسبب الفساد والتنفيع وتأخر الإصلاح.

ولفتوا إلى أن التراجع واضح على جميع الاصعدة، ابرزها قطاعات التعليم والصحة والرياضة، لافتين إلى ان المواطن اصبح يدفع ضريبة الفساد بشكل غير مباشر، مطالبين بخطة شاملة للإصلاح.

وقال د.سامي المانع ان الكويت ليست متراجعة فقط، بل نعيش في حالة تخلف على جميع الاصعدة والمستويات، لافتا إلى أننا دائما نسمع جملة اننا دولة مؤسسات، لكنني غير مؤمن بذلك، كوننا لا نملك عملاً مؤسسياً.

وتطرق المانع إلى التراجع في التعليم، فمن يتخرج في الثانوية يساوي خريج الصف السابع، لافتا إلى أن كل ما نراه من مخالفات، وفوضى وحرب شوارع وغيرها كلها انعكاسات لمستوى التعليم، وهناك تراجع في الرياضة، والقطاع الصحي ايضا وهناك كوادر بشرية ممتازة لكن النظام الصحي سيئ، لافتا الى ان هذه الامثلة تقاس على جميع الاصعدة.

وارجع الاسباب الى الـتأزيم المستمر، مشيرا إلى ان صراع الاقطاب يطغى على نوايا الاصلاح، مضيفا انه لا استراتيجية او منهج للنهوض بالكويت، مستدلا بذلك على انه خلال 10 سنوات كان هناك 15 حكومة في الكويت في حين الطبيعي ان يكون هناك حكومتان فقط باعتبار ان عمر الحكومة اربع سنوات، ومن غير المنطقي كل هذا العدد من الحكومات في زمن وجيز.

تعطيل الجلسات

من جانبه، قال عبدالله المفرج: في المجلس الحالي تكرر نفس المشهد السابق من تعطيل الجلسات، لكن لم تكن هناك اي ردة فعل حقيقية، فرغم اعتصام النواب في مجلس 2020، احتجاجاً على تعطيل الجلسات، الا ان هذه المرة اكتفى النواب بالاستنكار والتصريحات وقد تكون على استحياء.

ولفت المفرج إلى أن الدستور حريص على استمرار المؤسسة التشريعية في مهامها واعمالها، ولا يمكن ان تتعطل، قائلا انه للاسف هناك تعطيل للمؤسسة التشريعية لمدة زادت على خمسين يوما بمعنى أنه لا جلسات ولا قوانين ولا اي عمل تشريعي، لافتا الى ان هذا الامر غير دستوري، ونسف للارادة الشعبية التي خرجت وصوتت للنواب وذلك لحماية رئيس الوزراء.

وقال المفرج ان الاصلاح السياسي يعني التقدم في العملية الديموقراطية وتمكين المواطن بصلاحية اكبر في مسيرة الديموقراطية، مشددا على أن الوقت قد حان لتغيير القانون الانتخابي الى نظام القوائم النسبية، وانشاء المفوضية العليا للانتخابات.

ولفت الى ان نظام القوائم النسبية يقدم للقانون منذ سنوات الا انه لا يصل للمجلس للتصويت عليه وذلك لعدم وجود ايمان حقيقي من نواب الامة تجاه الاصلاح السياسي.

البعثات الدراسية

ومن جانبه، قال عبدالعزيز السيف ان هناك تراجعا بكل المؤشرات في البلاد، رغم رصد ميزانيات بمبالغ خيالية الا انها دون جدوى، ضاربا المثل بتراجع التعليم.

واشار السيف الى ان الاجابة على احد الاسئلة البرلمانية بشأن البعثات الدراسية وعلاقتها بسوق العمل، كشفت ان العديد من البعثات غير مطلوبة في السوق، متسائلا: لماذا اذاً صرفنا الأموال لابتعاث الطلبة؟ لافتا إلى ان ميزانية هذه التخصصات التي اعترفت الوزارة انها غير مطلوبة ضمن البعثات الداخلية في عام 2020 - 2021 فقط بلغت 53 مليون دينار، فضلا عن اضاعة الطالب لأربع سنوات من عمره في تخصص قد لا يجد له وظيفة تناسبه.

وانتقد غياب التنسيق أو وجود الخطط المتكاملة بين كل من وزارة التعليم العالي وديوان الخدمة المدنية قائلا: كأنهما حكومتان مختلفتان، مؤكدا أن التراجع على جميع المستويات وبدا جليا بعد فترة الغزو العراقي، فلا رياضة ولا فن ولا مجلس امة ولا وزارات تعمل بالشكل الصحيح، مما ادى الى تراجع مخيف يسير ببطء دون ان نشعر به.

التغيير التدريجي

وقال السيف ان الانسان اذا واجه تغييرا مفاجئا في حياته ستكون له ردة فعل رافضة، فمثلا لو قامت حكومة لا تفرض الضرائب، وفرضت نظاما ضريبيا %50 فجأة ستواجه برفض الناس بشدة، لكن لو كان التغيير تدريجيا بفرض ضريبة %5 ثم زيادتها بالتدريج خلال سنوات، فلن يرفضها الناس غالبا لانهم سيشعرون بان التغيير كان بسيطا، وبالتالي لو قارنا وضع الكويت الان وقبل 30 عاما فالتغيير كبير وجذري.

وتابع: في السنوات السابقة كان من يختار التعليم الخاص لابنائه يعتبر انه من الكماليات، كون التعليم الحكومي كان ممتازا، ولم يكن هناك حاجة للمدرسين الخصوصيين، لكن الان المواطن يدفع ضريبة التعليم السيئ عبر الاستعانة بالتدريس الخصوصي.

تفعيل الأدوات الدستورية

تحدث عبدالعزيز السيف عن دور مجلس الامة، قائلاً: انه منذ عام 1961 الى اليوم لم يتم طرح الثقة بأي وزير، فهل يعقل ان جميع الوزراء كانوا جيدين ولدينا فساد لكن بلا فاسدين؟ متسائلاً: لماذا لم تتم محاسبة أي من الوزراء بشكل دستوري؟ مشيراً إلى أن الواقع السياسي اثبت انه احيانا يستقيل الوزير وكأن شيئاً لم يكن بل أحيانا يتم تدويره لوزارة أخرى او منصب رفيع اخر، مؤكدا ان هناك خللاً بعد القدرة على تفعيل الأدوات الدستورية ومحاسبة احد عن طريق البرلمان، ولا التعبير عن الإرادة بشكل حقيقي، مؤكداً أن الاصلاح السياسي هو بوابة جميع الإصلاحات.

الطلبة.. المحرك الحقيقي

اكد المفرج ان الطلبة هم المحرك الحقيقي لأي قضية مستشهداً بحملة «نبيها خمسة» لجعل الدوائر الانتخابية خمس دوائر، والتي أقرت بفضل تحرك الطلبة، لافتا انه منذ سنوات نفتقد لحركة طلابية حقيقية.

5 مطالب

01 تكريس الإصلاح الشامل

02 تحقيق تطلعات المواطنين

03 محاربة الفساد والتنفيع

04 تعزيز مسيرة الديموقراطية

05 العمل على تسريع خطة التنمية