اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٠ أيار ٢٠٢٥
في خطوة تؤكد ريادته الرقمية في تبني التقنيات الحديثة، أعلن بنك بوبيان عن تطويره لأول نموذج ذكاء اصطناعي محلي قادر على فهم وتحليل اللهجة الكويتية بدقة عالية، واستخدامه لتحويل المكالمات الصوتية المسجلة في مركز الاتصال إلى نصوص مكتوبة قابلة للتحليل الذكي، ومن ثم إعادة تحديد احتياجات العملاء بشكل دقيق من خلال تحليل المشاعر، ما يمثل طفرة نوعية في فهم تجارب العملاء والتفاعل معهم بشكل سريع وفعال.
ويعد بوبيان أول مؤسسة مصرفية على مستوى الكويت تطور هذا النوع من الحلول الذكية، ضمن توجه نحو تأسيس بنية تحتية رقمية متكاملة تستند إلى البيانات والتحليلات العميقة وتحويلها إلى رؤى دقيقة ومؤشرات قابلة للتنفيذ.
وتتم هذه العمليات عبر خوادم محلية مجهزة بأحدث تقنيات التشفير والمعايير المعتمدة في حماية البيانات، بما يضمن أقصى درجات الخصوصية لبيانات العملاء والحفاظ التام على سريتها.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن منظومة متكاملة من الحلول التقنية من استراتيجية بوبيان لاستخدام الذكاء الاصطناعي لفهم توقعات العملاء بشكل أكثر دقة، حيث يعمل النموذج الجديد على تحويل المكالمات الصوتية المسجلة في مركز الاتصال إلى نصوص قابلة للتحليل، مع تحليل المشاعر والانطباعات خلف الكلمات، ما يمكن البنك من اتخاذ قرارات مدروسة لتحسين جودة الخدمات وتعزيز تفاعل العملاء مع مختلف قنواته.
تحليل صوت العميل باللهجة الكويتية
وتعليقا على هذا الإنجاز والانفراد، قالت مدير أول التحليلات المتقدمة في البنك، د.جنان بن سلامة: قمنا في بوبيان بتطوير أول نموذج من نوعه للذكاء الاصطناعي فريد، يفهم اللهجة الكويتية بدقة عالية، ما يتيح لنا فهم وتحليل آراء العملاء وملاحظاتهم من آلاف المكالمات اليومية، لتضيف هذه التقنية الفريدة قدرة استثنائية على استقراء التوجهات وتحليل سلوك العميل، ما يدعم فرق العمل باتخاذ قرارات مدروسة لتطوير الخدمات والمحتوى.
وأضافت أن هذه الخدمة تمثل تحولا نوعيا في طريقة فهمنا للعملاء، حيث لم نعد نكتفي بسماع صوت العميل، بل أصبح بإمكاننا تحليل ما وراء الكلمات «ما يشعر به فعلا»، وما يحتاج اليه حتى دون أن يعبر عنه بشكل مباشر، مشيرا إلى أن النموذج لا يكتفي فقط بالمكالمات، بل يعمل على قراءة وتحليل البيانات الواردة من استبيانات العملاء، وتعليقاتهم عبر شبكات التواصل مثل «X» و«إنستغرام»، ما يقدم لنا رؤية شاملة حول توقعاتهم ومستوى رضاهم.
وأوضحت بن سلامة: ما يميز هذه التقنية أنها تمكنا من التعامل مع آلاف المكالمات يوميا وتحويلها إلى بيانات دقيقة لرسم خريطة حقيقية لآراء وتوقعات العملاء، لأن نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بالبنك خاص باللهجة الكويتية، وهو ما يتيح لنا رؤية أكثر اتساعا وعمقا لقياس تجربتهم، لا سيما أن هذه البيانات تمنحنا قدرة غير مسبوقة على تحسين المنتجات، وتوقع الاحتياجات، وتقديم تجربة مصرفية مميزة استنادا إلى حقائق وليس افتراضات.
وأشارت إلى أن تحقيق هذا الإنجاز يعود إلى أصول بنك بوبيان البشرية التي أثبتت مجددا قدرتها على تحويل الرؤى المستقبلية إلى واقع تقني متطور يواكب أفضل المعايير العالمية، فقد أدى فريق العمل دورا محوريا في تصميم وتطوير هذا النموذج، وهو ما يبرهن على أن رأس المال البشري هو المحرك الحقيقي للابتكار والتحول في بنك بوبيان.
وأكدت بن سلامة أن هذه الخطوة تؤكد ترسيخ موقع بنك بوبيان كمؤسسة مالية رائدة تستثمر في الابتكار وتعتمد على الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية في تطوير بيئة العمل التشغيلية، من خلال اعتماد تقنيات متقدمة لفهم سلوم العملاء وتحليل البيانات بشكل لحظي، إنما يعكس رؤيته في بناء بنك ذكي يتنبأ بالاحتياجات قبل أن تطلب، بل ويقدم حلولا مخصصة تتماشى مع نمط حياة العملاء.
تعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي
من جانبه، صرح مدير أول تطوير الذكاء الاصطناعي مزيد العبدالجليل، بأن هذا النموذج يأتي ضمن منظومة شاملة من الحلول التقنية التي يستخدمها البنك لتعزيز نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي ليشمل أبعاد مختلفة من التجربة المصرفية، قائلا: بينما تواصل مختلف المؤسسات استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي وابتكار نماذج جديدة، يثبت بنك بوبيان مجددا أنه لا يكتفي بالمواكبة، بل يتقدم بخطى واثقة نحو الريادة، واضعا الابتكار في صميم استراتيجية أعماله، ومؤمنا بأن التميز في العصر الرقمي يبدأ من ثقافة عمل مرنة ورقمية ومستقبلية.
وأضاف أن ما نقدمه الآن في بوبيان يتجاوز بناء نموذج تقني، فنحن نبني تجربة مؤسسية جديدة، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي شريكا في تقديم الخدمة، ننظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة تمكين، نغرسها في صميم استراتيجيتنا، كونها تمثل مصدرا لتحسين تجربة العملاء وتعزيز الكفاءة التشغيلية، رؤيتنا لا تقتصر على تقديم خدمات مصرفية ذكية، بل تتسع لتشمل بناء فرص استباقية ومتماسكة تعبر عن طموحات وفرص واعدة مستقبلية.
وأوضح: اليوم، بدأنا نتبين الأثر الحقيقي لهذا التوجه في تجربة العميل اليومية، حيث أصبح بإمكاننا التفاعل معه بشكل لحظي، وتقديم توصيات ذكية بناء على توقعاته وتفضيلاته، سواء عبر التطبيق أو الموقع الإلكتروني أو حتى في مراكز الخدمة، بالإضافة إلى العمل على تطوير مساعد افتراضي قادر على فهم لهجات متعددة، ليتفاعل مع مختلف الشرائح بمرونة وسلاسة، وجميعها سوف تؤثر فعليا في تحقيق ارتفاع معدلات ملحوظة من رضا العملاء.
وأشار العبدالجليل إلى أن مثل هذه الحلول لا تقتصر على تطوير الخدمات، بل تمتد لتحدث نقلة نوعية في كفاءة الأداء الداخلي، عبر أتمتة عمليات التقييم وتحسين جودة اتخاذ القرار، ما ينعكس إيجابا على مرونة الأعمال، ويعزز من مكانة البنك محليا وإقليميا ويضعه في مصاف المؤسسات المصرفية الريادية، وتعيد تعريف المفهوم التقليدي للخدمة المصرفية.