مشاريع الأضاحي.. عادة سنوية خليجية تستهدف فقراء العالم

محمد أبو رزق - الخليج أونلاين

مشاريع الأضاحي الخليجية تهدف إلى إيصال اللحوم للفقراء بالدول العربية والإسلامية وإدخال الفرحة عليهم

مبكراً بدأت دول الخليج التجهيزات لمشاريع الأضاحي، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين حول دول العالم، من خلال مبادرات حكومية، وأخرى تقف ورائها جمعيات خيرية من مختلف دول مجلس التعاون.

وتهدف حملات توزيع الأضاحي الخليجية، إلى إيصال اللحوم إلى محدودي الدخل داخل بلادها، والأسر الفقرة والمتعففة بمختلف الدول العربية والإسلامية، وإدخال الفرحة إلى تلك العائلات.

وتساهم مشاريع الأضاحي هذه في تخفيف الأعباء الاقتصادية والمعيشية والحد من تداعيات نقص الغذاء في العديد من الدول الفقيرة والتي تعاني من أزمات.

ومشاريع الأضاحي عادة سنوية للحكومات والجمعيات الخيرية الخليجية، حيث تصل كميات كبيرة من اللحوم للملايين من الفقراء حول العالم.

وتركز الحملات الخليجية على المناطق والدول التي تشهد ظروفاً استثنائية، كالسودان والنازحين في الداخل السوري واللاجئين السوريين في الدول المجاورة ولاجئي الروهينغا وفلسطين والنازحين باليمن والصومال.

مشروع قطري

أبرز الحملات الخليجية، كانت التي أعلنتها جمعية 'قطر الخيرية' يوم 5 يونيو الجاري، والتي تستهدف مليون شخص في 40 دولة بتكلفة تقدر بـ 30 مليون ريال قطري (نحو 8.2 ملايين دولار).

وتؤكد 'قطر الخيرية' أن هدف الحملة، التأكيد على تعزيز مبدأ التكافل والتراحم واتباع السنة النبوية في إطعام الفقراء والمحتاجين من لحوم الأضاحي، وتوفير كسوة واحتياجات العيد للأيتام وأطفال الأسر الفقيرة وإدخال السرور على قلوبهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

وتشمل الدول التي سيتم توزيع الأضاحي القطرية فيها، كلاً من ألبانيا، واليمن، وتوجو، والبوسنة، وتشاد، وبنين، وباكستان، والصومال، وبورندي، وبنغلاديش، وبوركينافاسو، وأثيوبيا، وكوسوفا، وتركيا، مونتينيغرو، ونيبال، وتونس، والسنغال، ونيجيريا، وقرغيزيا، وإندونيسيا.

إضافة إلى كل من غانا، ومالي، والهند، وجامبيا، والمغرب، ولبنان، وماليزيا، والأردن، وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى النيجر، والسودان، والفلبين، وفلسطين، وكينيا، وسريلانكا وتنزانيا، وجيبوتي، وموريتانيا، حسب بيان سابق للجمعية.

وأكد مدير إدارة خدمة العملاء في الجمعية، أحمد الشيراوي، في بيان، أن الحملة ستركز على توزيع لحوم الأضاحي من الضأن والبقر داخل وخارج دولة قطر حوالي (50,000 أضحية)، كما ستنفذ مشروع عيدية الأيتام داخل قطر لصالح الأطفال الأيتام وأبناء الأسر ذات الدخل المحدود.

كما كشف مدير إدارة البرامج وتنمية المجتمع في قطر الخيرية، عبد الرحمن الهاجري، عن أن التكلفة التقديرية لمشاريع حملة الأضاحي داخل قطر تبلغ حوالي 4 ملايين ريال (1.98 مليون دولار).

وبين الهاجري، أن توزيع الأضاحي سيشمل الأيتام وأسرهم من المكفولين لدى قطر الخيرية والأسر من ذوي الدخل المحدود، بالإضافة إلى العمال في العزب ومقرات سكنهم، وأسر الجاليات المختلفة وذوي الاحتياجات الخاصة والطلاب.

وأوضح أن مشاريع الحملة داخل قطر، تتضمن كذلك توزيع العيدية على 2000 طفل، منهم 1000 يتيم ممن تكفلهم قطر الخيرية و1000 من أبناء الأسر ذات الدخل المحدود بهدف رسم الابتسامة على وجوههم بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حسب الموقع الإلكتروني للجمعية.

بدوره، توقع مدير إدارة البرامج والتنمية الدولية في الجمعة، عبد العزيز حجي، توزيع لحوم حوالي 45000 أضحية من الضأن والبقر، بحيث سيستفيد منها نحو 900,000 شخص في 39 دولة إفريقية وآسيوية وأوروبية، بتكلفة تقدر بحوالي 26 مليون ريال (نحو 7 ملايين دولار).

حملة إماراتية

كعادتها السنوية، أطلقت الإمارات مشروع الأضاحي والذي يستهدف 463 ألف شخص داخل الدولة وخارجها، بتكلفة 18 مليوناً و810 آلاف و730 درهماً (5 ملايين دولار)

 ويستفيد من المشروع الإماراتي الذي أطلقته هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في نهاية مايو الجاري، حوالي 100 ألف شخص داخل الدولة، و363 ألف شخص في 48 دولة حول العالم، وينفذ في 4 قارات للحد من التداعيات الإنسانية لنقص الغذاء في تلك الدول، وفق بيان للهيئة.

وأكدت الهيئة أن ميزانية المشروع وعدد المستفيدين قابل للزيادة بناء على دعم المحسنين والمتبرعين للحملة وتجاوبهم مع فعالياتها.

من جانبه، قال نائب الأمين العام للشؤون المحلية في الهلال الأحمر راشد مبارك المنصوري، إن مشروع الأضاحي هذا العام يأتي في ظروف إنسانية صعبة ومعقدة، تعيشها الكثير من الشعوب من حولنا، نتيجة لحدة الأزمات والكوارث، وانتشار رقعة العوز بسبب ندرة الغذاء وارتفاع أسعاره.

وأضاف المنصوري خلال مؤتمر إطلاق الحملة، أن هيئة الهلال الأحمر حرصت على توسيع مظلة المستفيدين من مشروع الأضاحي خارج الدولة، ليشمل مئات الآلاف في 4 قارات، حيث تستفيد منه 12 دولة في آسيا، و26 دولة في أفريقيا، 8 دول في أوروبا، إلى جانب دولتين في أمريكا الجنوبية.

أضاحي السعودية

السعودية تقوم سنوياً بتوزيع الأضاحي على المسلمين حول دول العالم من خلال مشروع 'أضاحي' الذي تأسس عام 1983 ويقوم على إدارته البنك الإسلامي للتنمية وتشرف على أعمال المشروع لجنة مشكلة من عدد من الجهات الحكومية في المملكة.

ويؤكد المشروع على موقعه الإلكتروني أنه خلال نحو 40 عاماً، استفادت 30 دولة تقريباً من اللحوم التي وزعها المشروع ومن بينها العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والسودان وجيبوتي وموريتانيا فضلاً عن مجموعة من الدول الأفريقية.

بدوره، أفاد نائب المشرف العام للشؤون المالية والإدارية في 'أضاحي'، عمر عطية، بأن المشروع كان يوزع قبل جائحة كورونا نحو 12 مليون طن من اللحوم، أي مليون رأس، وبعد الأزمة الصحية قام بتوزيع 900 ألف رأس من الأغنام.

ونقلت وكالة 'رويترز'، في يوليو الماضي، عن عطية، أن المشروع يعمل على مكافحة الفقر والتخفيف عن المستحقين، حيث تتم معالجة اللحوم بعد الذبح وتعبئتها بتقنية ألمانية بحيث يمكن استخدامها خلال 12 شهراً.

ويركز المشروع حسب عطية، بشكل كبير على توزيع اللحوم في الأماكن ذات الاحتياج العالي، حيث يوجد لدى إدارته إحصاءات دقيقة لمستوى الاحتياج العالمي.

وبين أن المشروع استهدف خلال موسم الحج الماضي، توزيع أكثر من 160 ألف ذبيحة خارج السعودية بعد موسم الحج إلى 23 بلداً.

مشاريع كويتية

في الكويت، أطلقت جمعيات خيرية كويتية حملات ومشاريع لتوزيع الأضاحي على المحتاجين واللاجئين في العالم.

أبرز مشاريع الأضاحي في الكويت، هو ما أعلنت عنه الجمعية الخيرية الكويتية لخدمة القرآن الكريم وعلومه (حفّاظ) لتوزيع الأضاحي في 14 دولة، إضافة إلى إطلاق مشروعات خيرية مواكبة أيام عشر ذي الحجة.

وتنفذ الجمعية وفق ما أكده رئيس مجلس إدارتها، عبدالعزيز الرفاعي، في تصريح له، الخميس 15 يونيو الجاري، في دول سوريا، واليمن، وبنغلادش، والصومال، والهند، ومالين وموريتانيا، وبنين، وفلسطين والسنغال، وتشاد، والنيجر، ومالاوي وغانا.

ودعا الرفاعي، الكويتيين إلى الاستمرار بدعم الجمعية من خلال التبرّع على موقعها الإلكتروني.

كذلك، تطلق سلطنة عُمان والبحرين من خلال جمعيات خيرية، بشكل سنوي، حملات لتقديم الأضاحي للفقراء والمحتاجين دخل حدود البلاد، وإلى دول إسلامية أخرى.

وخلال العام الماضي، قدمت البحرين، من خلال جمعية الإصلاح الأضاحي إلى 3000 من الأسر المكفولة والمستفيدة من مشاريع 'كاف' الإنسانية، إضافة إلى مبادرة توعوية للأطفال عن الأضاحي.

 وأطلقت الجمعية خدمة نوعية لمشروع الأضاحي بتوزيع الأرز مع اللحم؛ في محاولة لتحقيق الكفاية للأسر المستفيدة خلال العيد، كما تشمل الحملة توزيع كسوة العيد والعيدية على 158 من الأيتام المكفولين بـ'كاف'، وفقاً لبيان لها نشرته (6 يوليو 2022).

أيضاً أعلنت جمعية التربية الإسلامية في البحرين عن تنفيذ أكثر من 2500 أضحية خلال عيد الأضحى المبارك.

وأكدت الجمعية في تصريح لها، (9 يوليو 2022)، أن هناك فريقاً تطوعياً يضم أكثر من 60 شاباً بحرينياً خصصوا أيام عيدهم للعمل التطوعي وتوصيل اللحوم إلى الأسر الفقيرة؛ حرصاً على خدمة بلدهم، وإحياءً لمعاني التراحم والتعاطف بين المجتمع المسلم.