اخبار الكويت
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١١ حزيران ٢٠٢٣
الرياض - الخليج أونلاين (خاص)
متى تأسس التحالف الدولي ضد 'داعش'؟
عام 2014.
أين عقد الاجتماع الأخير للتحالف؟
في الرياض.
من المشاركون؟
نحو 30 وزيراً للخارجية وعدة منظمات دولية.
تسع سنوات مرت على تأسيس التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش'، الذي نجح في القضاء عليه وطرده من كافة معاقله الكبرى في العراق وسوريا.
وشكل التحالف الدولي ضد 'داعش' في العام 2014، والمكون من 86 دولة من جميع أنحاء العالم، وقد وضع على أجندته تدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية للتنظيم، ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود، ودعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة في المناطق المحررة من التنظيم، ومجابهة الدعاية الإعلامية له.
وكان أحدث اجتماع للتحالف عقد في العاصمة السعودية الرياض، الخميس 8 يونيو، قبل يومين من ذكرى احتلال التنظيم لمساحات واسعة من العراق وسوريا (10 يونيو 2014)، بمشاركة 30 وزيراً أبرزهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ونظراؤه من دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لبحث سبل منع عودة التنظيم، فإلى أين وصلت الجهود في مكافحته؟
منع عودته
وكان تنظيم 'الدولة الإسلامية' انحسر منذ العام 2017 بشكل واسع عن أغلب المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق، إلا أن بعض المناطق في البلدين لا تزال تشهد بين الفينة والأخرى بعض العمليات الإرهابية والهجمات التي ينفذها فلول التنظيم، واتخذت هجماته طابعاً أخطر، سواء في أفغانستان أو في الساحل الأفريقي.
وتلقى التنظيم ضربات قاصمة أبرزها مقتل زعيمه الأشهر أبو بكر البغدادي، في عملية عسكرية أمريكية شمالي سوريا، في العام 2019، تلتها عملية مشتركة بين تركيا والتحالف الدولي للقبض على خليفته أبو الحسن القرشي عام 2022.
وخلال اجتماع التحالف في الرياض أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، بكلمة افتتاح الاجتماع، 'أهمية مكافحة التطرف ومواصلة العمل على منع عودة تنظيم داعش الإرهابي'.
كما شدد على أن 'المملكة ستبذل كل جهد لملاحقة داعش أينما وجد'، مؤكداً أن 'السعودية تؤمن بضرورة مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، وستواصل الجهود المنسقة لاقتلاع آفة الإرهاب من جذورها'.
وتطرق إلى 'وجوب العمل على منع داعش من استغلال أي فرصة للعودة من جديد، وتجفيف منابع تمويله'، داعياً 'دول العالم إلى العمل لنشر قيم التسامح والحوار'.
ولفت إلى أن 'رؤية المملكة 2030 تركز على التنمية المستدامة ودعم الشباب وتنمية سبل الحوار'.
بدوره أكد وزير الخارجية الأمريكي أن بلاده 'ملتزمة بدحر داعش والتخلص من آفة الإرهاب'، محذراً في الوقت نفسه من أن أفغانستان، وبعض المناطق الأفريقية 'شهدت ارتفاعاً في الهجمات الداعشية'.
وحذر في كلمته خلال الاجتماع من أن 'الإبقاء على مسلحي داعش الأجانب في المخيمات يهدد بعودة التنظيم'، ودعا الدول المعنية إلى استعادة مواطنيها 'الدواعش'، معتبراً أن 'تلك الخطوة مهمة جداً من أجل تفكيك مخيم الهول في سوريا'.
وأضاف بلينكن أن بلاده نجحت 'في الحد من تمويل داعش من الدول المجاورة للعراق وسوريا'، مشدداً على أن 'الولايات المتحدة ستقدم تمويلاً لمعالجة نقاط الضعف التي استغلها داعش'.
مساهمات خليجية
وتعد السعودية والإمارات وقطر من أبرز الدول المساهمة في التحالف الدولي ضد 'داعش' منذ إنشائه على مختلف المستويات؛ ويقتصر الأمر على الضربات الجوية والعمليات العسكرية الخاصة.
حيث شن التحالف غارات جوية على معاقل 'داعش' داخل سوريا والعراق؛ انطلاقاً من قاعدة العديد في قطر، والظفرة في الإمارات.
أما السعودية فتصنف في المرتبة الثانية -وفق بيانات التحالف- بعد الولايات المتحدة فيما يتعلق بعدد ضربات التحالف الجوية، إذ شنت 341 طلعة جوية، كما شاركت أيضاً في عدد من مبادرات الفرق العسكرية المشتركة.
وبعيداً عن الشؤون العسكرية، أقرت الدول الثلاث سلسلة قوانين لمكافحة 'داعش' والإرهاب، ففي العام 2018 وقعت قطر مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب اتفاقاً يقضي بإنشاء مكتب للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في الدوحة، وقدمت 75 مليون دولار لدعم استراتيجيته العامة.
كما أطلقت قطر مبادرات لدعم بناء المجتمعات ومبادرات تعليمية وتنموية، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، ودعم مبادرات التعليم والتنمية الاقتصادية.
وتؤمن قطر باتباع نهج شامل لمعالجة الأسباب الجذرية للإرهاب يقوم على توفير التعليم وفرص العمل ومشاريع التنمية.
ووفرت السعودية ما مجمله 209 مشاريع إنسانية وإنمائية وخيرية، بقيمة تزيد على 2.5 مليار دولار في سوريا، وفي العراق ما مجمله 48 مشروعاً إنسانياً، وإنمائياً وخيرياً، بقيمة تزيد على 548 مليون دولار؛ لتجفيف منابع 'داعش' ومحاربته إعلامياً ومحلياً.
قدمت الإمارات أيضاً مبلغاً قدره 500 مليون دولار لإعادة إعمار العراق، و968.2 مليون دولار كمساعدة للشعب السوري في المناطق المحررة من التنظيم عام 2018، وفق التحالف.
مخاوف من عودته
الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، يشير إلى أن 'لا تزال الولايات المتحدة لديها قوات العراق وشمال سوريا، وتجري عمليات ضد قيادات تنظيم داعش ضمن محاولة فرض الاستقرار'.
وقال أبو هنية في حديثه لـ'الخليج أونلاين': إن 'داعش لم يهزم بعد، حيث إن التقرير الأخير لأمم المتحدة أكد وجود صعود للتنظيم في بعض المناطق، والتي منها أفريقيا، وأفغانستان'.
ويرى أن مواجهة التنظيم تراجعت في ظل الصراعات الجيوسياسية في العالم، 'وهو ما يفسح المجال لعودته مرة أخرى، خاصة أن داعش يستغل تلك الأحداث العالمية من أجل الصعود من جديد'.
ويشير إلى أن الحالف الدولي يواصل جمع الأموال من أجل مواجهة التنظيم، ولدول الخليج إسهامات في ذلك.
وحول ذكرى سقوط الموصل بيد التنظيم، يوضح أن لجان تحقيق عديدة فتحت للوقوف حول ذلك، ومن أبرز الأسباب غير المباشرة الأزمة السياسية بعد انسحاب القوات الأمريكية عام 2010، وسيطرة الطائفية على العراق.
ويعتقد أن 'عدم وجود قوة من الجيش العراقي مؤهلة أو جاهزة، أو وجود أجهزة أمنية لديها كفاءة، إضافة إلى الفساد السياسي والإداري، أدى إلى صعود التنظيم في حينها، إضافة إلى الأزمة في سوريا ووجود التنظيم فيها'.
ولا تزال عناصر التنظيم المتوارية عن الأنظار في الصحراء المشتركة 'العراقية السورية' يشنّون هجمات محدودة هناك، كما يتبنى هجمات في دول أخرى، ويشكّل خطراً مستمراً على الصعيدين الفكري والثقافي لعدد من المجتمعات.
لكن كان لافتاً تحذير وزير الخارجية الأمريكي خلال اجتماع الرياض من انتقال التنظيم إلى أن أفغانستان وبعض المناطق الأفريقية التي شهدت ارتفاعاً في هجماته.
إذ تشهد أفغانستان في أعقاب الانسحاب الأمريكي من البلاد، في 15 أغسطس 2021، وتولي حركة طالبان السلطة هناك، سلسلة هجمات تبناها تنظيم 'خراسان' التابع لـ'داعش'، كما دخل في قتال مباشر مع طالبان في مناطق عدة من البلاد.
وبحسب تقديرات لموقع 'سايت إنتيليجنس' المراقب للوسائل الإعلامية الصادرة عن تنظيمي 'داعش' و'القاعدة'، شهدت مالي، خلال ديسمبر الماضي، مواجهات عنيفة بين 'داعش' في الصحراء الكبرى المعروفة بـ'ولاية الساحل'، وفرع 'القاعدة' المعروف بـ'جماعة نصرة الإسلام والمسلمين'.
كما كشف مركز 'عين أوروبية على التطرف' في تقرير له، في أبريل الماضي، عن أن 'داعش' رسخ بقوة أكبر وجوده منذ العام 2019 في عدة مناطق أفريقية، أبرزها في نيجيريا عبر فرعه هناك جماعة 'بوكو حرام'، وفي منطقة الساحل الأفريقي حيث أقام في مناطق جنوب الصحراء الكبرى، وتحديداً في الصومال والكونغو وموزمبيق، موطئ قدم له ويواصل التوسع فيها.
