اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تواصل فعاليات المركز الإعلامي لمهرجان أيام المسرح للشباب في دورته السادسة عشرة نشاطها، حيث نُظمت جلسة حوارية استضافت ممثل الهيئة العامة للشباب والمنسق العام لأكاديمية الفنون والإعلام فهد الفهد، وأدارها الإعلامي خالد الراشد.
وجاءت الجلسة ضمن برنامج المهرجان، الهادف إلى تعزيز الحوار وتبادل الخبرات بين الشباب والجهات المعنية.
في البداية، عرَّف الفهد بالأكاديمية، بأنها مركز تدريبي وتأهيلي متخصص في مجالات الإعلام والفنون التطبيقية المختلفة، موضحاً أن دورها يتمثل في تنمية المواهب الشبابية، واكتشافها، وتهيئتها للانخراط في السوقين الفني والمحلي.
وأكد أن الهدف الرئيسي للأكاديمية يتمحور حول دعم القطاع الإبداعي، بكل مكوناته، سواء الفني أو المسرحي أو الموسيقي، مشيراً إلى أن تنمية هذا القطاع وتطوير كوادره الشابة يُشكلان الركيزة الأساسية لعمل أكاديمية الفنون والإعلام.
وأوضح الفهد أن الأكاديمية تستعين بنُخبة من الأسماء البارزة في مجالات المسرح والتلفزيون والسينما والغرافيك، مؤكداً أن احتكاك المتدربين بالنجوم والمدربين المتخصصين يُمثل عنصراً مهماً في العملية التعليمية. وفيما يتعلَّق بجهود الأكاديمية في مواكبة كل ما هو جديد، قال إن عملية التطوير تتم بصورة مستمرة ومنهجية، مُعلقاً: «قبيل بدء موسم الأكاديمية تجرى تحضيرات مكثفة واجتماعات، من خلال الاستعانة بالأساتذة الكبار والمدربين، لضمان جاهزية المحتوى وتحديثه، بما يُواكب التطورات الحديثة».
ولفت إلى أن الأكاديمية عملت خلال الفترة الماضية على تعزيز شبكة تعاوناتها، مبيناً أن هذه الجهود أثمرت هذا العام إبرام أول شراكة مع شركة نيكون العالمية، حيث ستقوم الشركة بتوفير مُعدات تصوير وكاميرات وميكروفونات، لاستخدامها في الدورات التدريبية للمتدربين، وأيضاً سيكونون راعياً رسمياً في أكثر من مسابقة. وشكر الفهد وزارة الإعلام- قطاع الإذاعة والتلفزيون، الذين فتحوا أبوابهم للمتدربين خلال العمل الميداني.
وعن المشاريع الجديدة، كشف عن أن الأكاديمية تستعد لإطلاق مهرجان السينما للأفلام القصيرة في يناير 2026، مشيراً إلى أن باب المشاركة سيكون مفتوحاً أمام جميع الشباب المهتمين بصناعة الأفلام القصيرة.
وأكد أن هذه الفعالية ستكون النسخة الأولى من المهرجان، متطلعاً إلى أن تستمر وتترسخ في الأعوام القادمة، مضيفاً أن باب التقديم للمهرجان سيفتح خلال الأيام المقبلة عبر إعلان رسمي يُنشر بمنصات التواصل الاجتماعي، حيث سيتمكَّن الشباب من إرسال أعمالهم وفق الشروط الواضحة التي ستطرح مع الإعلان.
فكرة فلسفية
وفي أجواء فنية تشهدها منافسات الدورة السادسة عشرة من مهرجان أيام المسرح للشباب، شاركت فرقة ترند برودكشن بعرضها المسرحي «قُمرة»، إخراج هاني الهزاع، وتأليف عبدالرزاق بهبهاني، وتمثيل: عبدالله البلوشي، وحمد عبدالرزاق، وعبدالرحمن الفهد، وعلي المهيني، ومهدي دشتي، وميثم الحسيني.
تنطلق مسرحية «قُمرة» من رؤية فكرية فلسفية تتناول صميم القِيم الإنسانية، والصراع الداخلي الأبدي.
وتدور الفكرة حول محاولة الإنسان الدائمة للارتقاء بنفسه، والسعي ليكون «الأفضل»، لكنه في الوقت ذاته يسقط مراراً في الخطيئة، ويُكررها.
سلَّط العرض الضوء على البُعد الأعمق لهذه الإشكالية، مثل صعوبة اعتراف الإنسان بخطئه، وتماديه فيه، ليس بالضرورة عن تعمُّد، بل بسبب عدم امتلاكه الفكرة أو الآلية التي تُمكِّنه من مواجهة ثقل الشعور بالذنب.
هذا الطرح لا يُقدم قصة بسيطة، بل يضع المتفرج أمام تحدٍّ فكري حول طبيعة النفس البشرية، وقُدرتها على التطهير الذاتي أو الوقوع في دائرة اللوم والأخطاء المُتكررة، فمسرحية «قُمرة» أشبه بضوء يُسلط على المناطق المعتمة في النفس البشرية.
تختتم المسرحية بتأكيدها على أن جميع الشخصيات، رغم تنوُّع خطاياهم بين الطمع والخيانة والقتل، تظل تبحث عن مغفرة تخلصها من أعباء الماضي. لتبقى «قمرة» مرآة تعكس الوجه الإنساني الهش، وتؤكد أن البحث عن الخلاص، رغم مرارته، يظل الشعلة التي تُنير ظُلمة الخطيئة.
الندوة التطبيقية
أُقيمت بعد مسرحية «قمرة» ندوة تطبيقية في قاعة الندوات- التابعة للمركز الإعلامي لمهرجان أيام المسرح للشباب، أدارتها الإعلامية إسراء جوهر، بحضور مخرج العرض هاني الهزاع، والأبطال المشاركين فيه، إلى جانب باقة من الأساتذة المسرحيين وجمهور المهرجان.
وأعرب الهزاع عن شكره وتقديره للمهرجان، لإتاحة هذه الفرصة له للمشاركة للمرة الثانية، مؤكداً أن أولى تجاربه في هذا المهرجان كانت في سن الخامسة عشرة، أي قبل 15 عاماً.
وأضاف أنه يشعر بالانتماء لهذا المهرجان، لما يُوفره من أريحية في العمل والتجريب، مشيراً إلى أنه استطاع تقديم شيء مختلف عن تجاربه السابقة.
وقد أُتيحت الفرصة لمداخلات الجمهور، حيث قال سلمان كايد: «شكراً على هذا العرض الجميل، ففي كل سنة يُبهرنا الهزاع بما يقدمه من رؤى مبتكرة على خشبة المسرح».
من جهته، قال د. أيمن الخشاب إن المخرج يمتلك ميزة فريدة في جعل اللغة المشهدية مختلفة تماماً عمَّا هو مكتوب في الورق. وأكد أن الموسيقى كانت مناسبة جداً، إلا أنه كان على الممثل أن يمنحها المساحة الكافية للتفاعل معها.


































