إعلام الطفل

طفل اليوم هو رجل الغد، وصانع قرار المستقبل، ومن هذا المنطلق تتضح أهمية وخطورة الرسائل الإعلامية الموجهة له، سواء بشكل مباشر عبر الوسائل الإعلامية وبرامج الأطفال ووسائل التواصل الاجتماعي، أو غير مباشر عبر الألعاب الإلكترونية وأفلام الكرتون، والحقيقة أن هذه الرسائل تساهم في تنمية خيال الطفل، من خلال مخاطبة حواسه عبر الإعلام السمعي والبصري، وتؤدي دوراً مهماً في زيادة حصيلته المعرفية وتطوير قدراته، إضافة إلى أن الجمع بين الترفيه والتعليم الذي تقوم به هذه الوسائل، يضمن حصول الطفل على المعرفة والتربية الصحيحة، ويشجعه على السلوكيات الصالحة.

لكن هناك آثاراً سلبية لوسائل الإعلام على الطفل، سواء أكانت متعمدة أم تحصلت نتيجة اختلاف الثقافات والعادات باختلاف المجتمعات المنتجة لهذه الرسائل، حيث يمكن أن تحتوي على مضامين تتعارض مع المنظومة القيمية للمجتمع، الذي يعيش فيه الطفل، أو قد تنمّي مشاعر العدوانية والعنف لديه، مما يقود إلى تأثيرات في غاية السلبية والخطورة على سلوكه.

ومن الآثار السلبية أيضاً التعلّق الإدماني للطفل بالوسائل، التي تقدّم هذه الرسائل، وخصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى اضطراب نظام الطفل اليومي، بما يحمله هذا من مخاطر قلّة النوم أو سوء التغذية، وهنا لا بد من التأكيد على ضوابط، بحيث يكون إعلام الطفل متوازناً ومراعياً لاحتياجاته المعرفية والترفيهية، وفي الوقت نفسه لا يؤثر سلباً في احتياجاته النمائية والصحية.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: ما هي أفضل طرق توجيه الأطفال في استخدام وسائل الإعلام بما يضمن استفادتهم الإيجابية منها؟ ولعل الإجابة عن هذا السؤال معقدة وجدلية، لكن هناك بعض المحددات، التي يمكن أن تحد من مخاطرها، ومنها وضع قواعد واضحة يعتادها الطفل في استخدام تلك الوسائل، تتعلق بالوقت ومدى الإنجاز، ونوعية الرسائل المتلقاة، التي يمكن ضبطها من خلال الإشراف الأبوي على المحتوى، الذي يمكن للطفل تلقيه، وتوجيه الطفل لاحترام التوازن بين الوقت المخصص للشاشات والأجهزة الرقمية وبقية الأنشطة، إضافة إلى إجراء حوارات متواصلة مع الأطفال، لتعليمهم كيفية التعامل مع أي محتوى ضار، فضلاً عن تنمية الوعي بالاختلاف الثقافي بين المجتمعات.

شيماء نبيل الملا