اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٠ كانون الأول ٢٠٢٥
أكد سفير سريلانكا لدى البلاد، لاكشيثا راتناياكي، أن الكويت أثبتت، مرة أخرى، أنها «بلد العطاء والإنسانية»، مشيداً بالجهود الإنسانية الكويتية الواسعة، جمعيات وشعباً، لدعم المتضررين من الفيضانات والانهيارات الأرضية التي خلّفها إعصار «ديتواه» في بلاده، مؤكداً أن الاستجابة السريعة من الكويت تعكس عمق العلاقات بين الشعبين والصداقة التاريخية التي تجمع البلدين.
لافتة أمام مدخل السفارة
وفي لقاء مع «الجريدة» في مكتبه بالسفارة، الذي كان يشبه خلية النحل، بسبب أعداد الموظفين والمتطوعين من أبناء الجالية للمساعدة في استقبال المساعدات، قال راتناياكي، إن ما حدث في سريلانكا يُعد فاجعة إنسانية تركت آثاراً جسيمة على حياة مئات الآلاف، إذ تضررت أكثر من 600 ألف أسرة، فيما دُمّرت آلاف المنازل واضطر أكثر من 200 ألف شخص إلى اللجوء لمراكز إيواء مكتظة، موضحاً أن بلاده تثمّن تقديراً كبيراً كل خطوة اتخذتها الكويت للمساهمة في تخفيف آثار هذه الكارثة.
وذكر أن وزارة الخارجية الكويتية تفاعلت بشكل إيجابي وسريع مع طلب سفارة سريلانكا للحصول على دعم إنساني عاجل، حيث وجّهته الوزارة للقاء جمعية الهلال الأحمر الكويتي، التي رحّبت بالمبادرة وقدمت تعاونها الكامل، مشيراً إلى أنه تم تزويد الجمعية بقائمة مفصّلة بالاحتياجات الطارئة التي تحتاجها بلاده في هذا الظرف الحرج.
وفي سياق متصل، أكد راتناياكي ما نشرته «الجريدة» عن أن وزارة الشؤون الاجتماعية في الكويت بادرت أيضاً بفتح الباب أمام الجهات الخيرية المشهرة للمساهمة في جهود الإغاثة، قائلاً: «تم ذلك بناءً على طلب رسمي من وزارة الخارجية، وبعد مخاطبة من جمعية الصليب الأحمر السريلانكي»، موضحاً أن «نوعية المساهمات المطلوبة تشمل الموارد المالية والمواد الإغاثية الأساسية والمساعدات اللوجستية والفنية اللازمة لإعادة تأهيل البنى التحتية ودعم الرعاية الصحية وتلبية الاحتياجات المعيشية العاجلة».
وفي معرض إشادته بالتفاعل الشعبي الكويتي، قال السفير إن ما شهده خلال الأيام الماضية يعكس بما لا يدع مجالاً للشك طبيعة الشعب الكويتي المعروف بكرمه وأصالته، لا سيما في أوقات الشدّة. وأضاف: «لقد شاهدنا بأعيننا كيف يبادر الكويتيون، من دون تردد، إلى مدّ يد العون عند وقوع أي محنة، وهذا ليس غريباً على شعب عُرف تاريخياً بإنسانيته ونخوته ووقوفه إلى جانب المحتاجين. إن تجاوبهم السريع ومشاركتهم الواسعة في دعم المتضررين في سريلانكا يجسد قيم العطاء المتجذّرة في المجتمع الكويتي». وكشف راتناياكي أن السفارة شهدت منذ الثالث من هذا الشهر توافد أعداد كبيرة من المواطنين الكويتيين لتقديم مختلف أنواع المساعدات، مؤكداً أن كثيراً من الكويتيين الذين يعمل لديهم أفراد من الجالية السريلانكية في منازلهم أو شركاتهم تأثروا بشدة بالفاجعة الانسانية، وتوجهوا إلى السفارة لتقديم ما يستطيعون من دعم ومساندة، وهو ما اعتبره السفير دليلاً على «الترابط الإنساني الحقيقي بين شعبينا».
وبيّن السفير أن السفارة قامت بالفعل بشحن مستوعب كبير محمّل بالمواد الإغاثية، وأنها تعمل حالياً على تجهيز مستوعب جديد سيتم إرساله قريباً إلى سريلانكا، في إطار حملة إغاثية مفتوحة منذ 3 الجاري وستستمر حتى بعد غد، لإتاحة المجال أمام جميع الراغبين في المساهمة.
وأضاف أن الأضرار التي خلّفها الإعصار تُقدَّر بنحو 7 مليارات دولار، وهي أسوأ كارثة طبيعية شهدتها سريلانكا في تاريخها الحديث، مشيراً إلى أن جميع أنحاء البلاد تأثرت، وأن الحاجة ماسة إلى دعم مالي ومادي لإعادة بناء المنازل والبنية التحتية والمستشفيات والمدارس التي تضررت جراء الأمطار والفيضانات.
وأكد السفير أن بلاده تتطلع إلى تعزيز التعاون الإنساني مع الكويت مستقبلاً في مجالات إعادة الإعمار ودعم القطاع الصحي ورفع مستوى الاستعداد لمواجهة الكوارث، مشيراً إلى أن السفارة تعمل على ربط الجهات الكويتية المعنية بمركز إدارة الكوارث السريلانكي لتحديد الأولويات والمشاريع المطلوبة في المرحلة المقبلة.
وختم راتناياكي تصريحه بتأكيد أن الكويت أثبتت، مرة أخرى، أنها «بلد العطاء والإنسانية»، وأن موقفها في هذه المحنة سيظل محفوراً في ذاكرة شعبه.


































